نحن المسيؤون.. والسيؤون
أمين الوائلي
أمين الوائلي –
من الرسوم المسيئة في صحيفة (يوستن جارد) الدنماركية قبل سنوات إلى الفيلم المسيء مؤخرا يساق الرأي العام الانفعالي في البلدان العربية والإسلامية إلى رد فعل (انهزامية) لا تقل سوءا وإساءة عما اقترفته الأفعال الأولى محل الإدانة والاستنكار بزائد أن أعمال الفوضى والعنف والنهب ليست من الدين في شيء ومردودها أسوأ بكثير مما يتصور البعض أن الرسوم أو الفيلم قد جره بحق الإسلام والمسلمين.
❊ عندما تكون العضلات وليس العقل هي المتحدث الرسمي باسم الجماهير والأوساط الإسلامية يمكنك أن تعرف ببساطة لماذا نحن دائما متهمون بالعنف والتطرف رغم كوننا أضعف من أن نرد أو ندحض فكرة سالبة في رسم كاريكاتوري أو في فيلم سينمائي بطريقة أفضل من الشغب والاحتجاجات اليائسة دائما طريق الحكمة والمعرفة والخطاب العقلاني هي ما تعوزنا كأمة عدلت عن كل هذا إلى طريق يجانب الصواب والحكمة ويتحالف مع خطاب ثقافي تقليدي ضد عقلاني يستعرض المقدرة على إشاعة أجواء الخراب والفلتان واستدرار المزيد من الإدانات والخسائر المضاعفة.
❊ بحسبة بسيطة سنكتشف أن مجمل ردود الأفعال العنيفة والطائشة ذهبت أدراج الرياح ونتائجها السيئة والسوداء بقيت تلاحقنا وسوف ندفع ضريبتها من سيادتنا وثقافتنا وصورتنا الجماعية أمام الأمم والحضارات والثقافات إلى أمد غير قصير ومع كل ما حدث وأحدث لم تستطع ردود الفعل العنيفة هذه أن تصوب أو توضح حقيقة أو تنصف أمة الإسلام من نفسها أولا قبل أن تحاول ذلك مع غيرها من الأمم.
❊ دعونا نعترف بهذا في الوقت الراهن: أخطاء فادحة ومدانة من قبيل أعمال النهب والسلب وإحراق المرافق وغيرها .. كلفتنا الكثير والكثير .. ضحايا وجرحى وخسائر لا تحصى وفي النتيجة ليس بهذه الطريقة سوف نثبت أفضليتنا أمام العالم وأمام النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام فهو رحمة العالمين ويستحيل أن تلحقه إساءة من أحد.
Ameenone101@gmail.com
