من ينقذ المحويت من الاهمال «1» «الكهرباء نموذجا»
عبدالله علي النويرة
عبدالله علي النويرة –
> في الاجازات والعطل الرسمية يحن الإنسان إلى قريته يهرب إليها مبتعدا عن ضوضاء المدينة ومشتاقا للقاء الأهل والأحبة ومستمتعا بالعيش في الأماكن التي تنسم عبيرها في طفولته وهذا هو لسان حالي في كل مناسبة استطيع فيها الفكاك من أسر المدينة إلى فضاء الريف الواسع الذي يساعد رئتيك على استعادة نشاطها باستنشاق الهواء النقي الصافي الذي لم تلوثه عوادم السيارات وأكوام القمائم وهذا العام وبفضل الله ثم بفضل الزيادة التي طرأت على المرتبات المسروقة منا منذ سبع سنوات تمكنت من السفر إلى محافظة المحويت هذه المحافظة الجوهرة بكل معنى الكلمة وكالعادة أجد أن جميع نواحي الحياة في ريف المحويت قد تم مسخها بفعل الفساد المستشري في هذه المحافظة التي تستحق أن تحصل على أفضل مما هو موجود الآن ذلك أن ريف المحويت هو المتنفس للسكان وبدلا من أن يكون مكانا مستقطبا للسكان أصبح طاردا لهم ولم يبق في الريف إلى من تقطعت بهم السبل ولم يتمكنوا من الهجرة إلى أي مكان بسبب سوء الاحوال التي يعيشونها وهذا السوء ليس شيئا طبيعيا يمكن للإنسان أن يتقبله كونه قضاء وقدرا بل هو بفعل المسؤولين الذين نكبت بهم هذه المحافظة خلال الاعوام العشرة الماضية والذين يبدو أن لديهم عقدة مرضية تسوغ لهم العبث بهذه المحافظة وسكانها.
سوف أبدأ بذكر معاناتنا مع الكهرباء وقد يقول قائل أن هذه المشكلة يعاني منها سكان اليمن بكاملهم ولكنني أوضح أن المشكلة لدينا ذات قوة ثلاثية فنحن نعاني من نفس مشاكل الشعب اليمني ونشارك في أخذ نصيبنا منها ونقبل بذلك عن طيب خاطر لأن المساواة في الظلم عدالة كما يقولون هذه الأولى والثانية أن الأعمدة التي تنقل الطاقة الكهربائية من باجل إلى المحويت تم نصبها بطريقة تجعل الهواء يقتلعها كلما هبت نسائمه العطرة ويبدو أن من نصب هذه الاعمدة لم يكن يتصور أن هناك رياح وأمطار في بلادنا فلم يقم بتثبيتها بطريقة علمية سليمة وبهذا فإنها تسقط عند كل هبوب للرياح أو عند سقوط أمطارا وقد توقفت الكهرباء عن المحافظة لمدة زادت عن اسبوعين هكذا نصف مليون من البشر تعطلت حياتهم بسبب استهتار المستهترين وفساد الفاسدين والأمر مرشح للتكرار مرات عديدة أما الثالثة فهي خاصة بنا نحن سكان مديرية الخبت فبالرغم من أننا مرتبطون بالشبكة المركزية إلا أن هناك اعطالا حصرية بنا نحن المساكين وتتمثل في أن الاسلاك الكهربائية التي تنقل الكهرباء ابنة ناس ولا تتحمل هبوب الرياح فإذا ما هبت الرياح فإنها تتلامس وبالتالي تتوقف الكهرباء وتبقى متوقفة إلى ما شاء الله لأن المديرية تعاني مثلها مثل بقية المديريات من عدم وجود كوادر كافية وتعاني من عدم وجود سيارة مجهزة للانتقال إلى مواقع التعطل وهذا الأمر يجعل المسؤولين في كهرباء المديرية أذن من طين وأخرى من عجين لأن المسؤولين في المحافظة لا تعنيهم المديريات وما يحصل فيها خاصة وأن المواطنين ليس لديهم قدرة للوصول إلى أولئك المسؤولين الساكنين في ابراج عاجية ولديهم مواطير كهربائية أوتوماتيكية تشتغل بمجرد انطفاء الكهرباء المركزية وهم لا يعرفون بما يحصل في المحافظة وإن عرفوا لا يكترثون لأن من أمن العقوبة اساء الأدب كما يقال فليس هناك أحد يحاسب أحد في محافظتنا الجميلة والمشكلة الكبرى أن هناك عزل بكاملها لم يتم ربطها بالطاقة الكهربائية غير الموجودة وقد لا يصدف أحد أن هناك عزلة كاملة لا يعرف أطفالها ما معنى الكهرباء وهي عزلة وادي سمع هذا الوادي الخصيب الذي يندر أن يلتفت إليه أحد في المشاريع الاساسية وكان المرحوم بإذن الله الشيخ أحمد محسن النويرة الوحيد الذي تابع بعد وجود مدارس ووحدة صحية لذلك الوادي الذي تسيل المياه فيه على مدار العام وقس على ذلك عزلتي الشعافل العليا والسفلى.
لا استطيع أن أفسر سبب استهتار المسؤولين بالمواطنين وعدم الاهتمام بمتطلبات حياتهم اليومية بالرغم من أن سبب وجودهم هو المواطن الذي يتجرع مرارة فسادهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. اكتفي بهذا في مجال الكهرباء فالحديث ذو شجون.. وللحديث بقية.