قضيـــة للنقــــاش (1)

بقلم الدكتور. عبدالولي الشميري

 - كم هي بلاد اليمن الحبيب  جميلة وفيها من الشموخ والعزيمة والإمكانيات ما لا استطيع وصفه ولا تعداده لكن الشروخ في جدار الوطن. الحبيب  كثيرة وعديدة
بقلم الدكتور. عبدالولي الشميري –
كم هي بلاد اليمن الحبيب جميلة وفيها من الشموخ والعزيمة والإمكانيات ما لا استطيع وصفه ولا تعداده لكن الشروخ في جدار الوطن. الحبيب كثيرة وعديدة.
فلم تعرف اليمن مثل ما هي عليه اليوم من النزعات والتنازع في شمال الشمال وجنوب اليمن وشرقه ووسطه والداء نفسه يفتك بليبيا الحبيبة فقد جاءتني تعقيبات عديدة على صفحتي (الفيس بوك) على مقالي: (الطريق من هنا) قضية للحوار ومن تلك التعليقات ما كتبت الأستاذة الجامعية الدكتورة عائشة حسن من طرابلس قالت: قرأت مقالك وكنت أظنك تتحدث عن ليبيا اليوم فكلما ذكرته عن اليمن تعيشه ليبيا الثورة بنفس الإشكالية ونفس التشرذم ونفس الشتات. فما السر لذلك في دول الربيع العربي. بما معناه.
وببساطة أستطيع القول :إن مسؤولية حالات التوتر والتشرذم في بلدان الربيع العربي الثورية تقع على تلك الأنظمة الدكتاتورية التي هوت بعد أن جثمت على صدور الشعوب من ثلاثة وأربعة عقود. بمسميات جمهورية وواقع أشد من الملكيات الفردية في عصور الاستبداد القديمة خاصة في البلدان التي لم تبن فيها مؤسسات دولة لخدمة الأمة وإنما بنيت مؤسسات شكلية لتنفيذ تعليمات الدكتاتور أو أسرته حتى لو كتبت لها قوانين فهي شكلية للتباهي فقط. وهما قطرا اليمن وليبيا. فمجرد سقوط شخص الحاكم وعائلته تسقط معه مؤسساته التي كان يفاخر بإنجازها. لذلك فهم كانوا ملوكا مستبدين ينطبق عليهم ما أورده القرآن الكريم من قول الملكة (بلقيس بنت الهدهاد): ملكة اليمن وحكيمته. حيث قالت: ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها). وكلمة أفسدوها أي نشروا في أهلها حب البغي والتمرد والفساد وجعلوا نفوس أهلها مضطهدة مقهورة مضطربة لتدمير بنية الوعي فلا تخضع إلا بقوة البأس والقهر لا في مناخ الحرية. ولا بسيادة القوانين.فما تعيشه الشعوب المتحررة من فوضى واضطراب إنما ذلك بسبب قوة الكبت والقمع وانعدام الحرية في عصر ملوك الجمهوريات المنقرضين. وسوف يعود الناس بالتدريج إلى الوعي واليقظة. وكلي تفاؤل وأمل.
لكن ما لي أرى من يدعون العلم والثقافة والوعي واباطرة السياسة وعشاق الحكم يشرخون المجتمع اليمني ريفا ومدينة لماذا¿ ومن أجل من¿!!!hأليست قبائل اليمن كلها من سلالة جد واحد هو( سبأ).كما جاء في الحديث الذي أورده بن كثير في تفسيره لسورة سبأ. وكل مدينة أو قبيلة أو منطقة في اليمن تحمل اسم أحد أبنائه أو بناته أو أحفاده وأسباطه أو فروعهم. و في حلقات قادمة سأستعرض أسماء وأنساب تلك القبائل والمدن والقرى. ليعلم الجيل أن اليمانيين أسرة واحدة وينحدرون من جد واحد. حتى العدنانين القرشين يتصلون( بسبأ) من أم يمنية من (جرهم اليمن).زوجة نبي الله اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام.
إذا اشتبكت يوما فسالت دماؤها تذكرت القربى فسالت دموعها.
فليس عيبا ولا بدعا من الأمر أن نختلف وأن نتازع ولكن العيب كل العيب أن لا نتفق وأن نتشرذم وأن نقزم شعبا له في الحضارات القديمة قامة وهامة وقدم تساوي مع حضارة الكنعانيين في العراق والآشوريين في الشام والفراعنة في مصر. أمن العقل أن نحول اليمن قزما أو مركبا ذلولا لغير العمالقة من أبنائه¿!!.
وفي جدار الوطن شروخ عديدة سوف أتناولها في حلقات. بصراحة ووضوح في احترام كامل لكل الأطراف. من أجل اليمن. ورؤيتي لردم تلك الشروخ.
الشرخ الأول: إنشطار ثقافي وتعصب فكري. وقصور سياسي. فالثقافة هي التي تلد الوعي تلقائيا. وترسم حدود الخلافات الفكرية. وبالرغم أن سكان اليمن 100% تقريبا مسلمون. وأرومتهم واحدة دون جدال. لكن الأهواء والثارات السياسية وطبائع الاستبداد هي التي تعمل على تنفير الأخ من أخيه والإبن من أبيه والأخت من أخيها والزوج من زوجته. والجار من جاره. ومن ذلك معضلات تقف في وجه المستقبل. سنأتي على تناولها واحدة واحدة وسأبدأ بشمال الشمال: الحركة الحوثية وأبعادها: الفكرية. والسياسية والعسكرية والمعارك الكلامية والدموية والحملات الشرسة المتبادلة بين تيارين كبيرين في اليمن كلاهما يعتنق الإسلام ويدعو الى التمسك به وباسم الإسلام يتقاتلان ويتنازعان ويتنافسان. وهما في سباق بسرعة فائقة نحو السيطرة الكاملة على ولاء الشعب والدولة بما في ذلك الوصول إلى القصر. وهما: تيار الحركة الشيعية الحوثية الموجهة سياسيا وتيار التجمع اليمني للإصلاح الذي ينخرط فيه فكريا تيار حركة الإخوان المسلمين ولا أرغب في ذكر الأسماء والخلافات الفكرية ولا أسميها خلافات اأيدلوجية فكلهم مسلمون وكلهم أصدقائي وزملائي. (وإن تعجب فعجب قولهم) ولكن كيف سينجح الحوار السياسي ال

قد يعجبك ايضا