خليل.. أنت الأحلى
عمر علي عبدالإله الدبعي
عمر علي عبدالإله الدبعي –
ها نحن نعيش الظلام الدامس ولليوم السادس على التوالي إلا من عشر دقائق تأتي فيها الكهرباء ضعيفة جدا تلصي ثم تطفي ثم تلصي لتحرق ما تبقى لنا من أجهزة منزلية وقد اخترنا إغلاق ما تبقى لنا من لمبات حتى لا نفقدها وصرنا نسأل جيراننا الأقرب والأبعد مرورا على بيوتهم.. لصوا.. لصوا.. تكون الإجابة لا.. لا.. الله يقطع يده من قطع الكهرباء وهناك من لديه مولد كهربائي مؤشر على يسر الحال أما الأسواق فهناك الضجيج العالي الذي تحدثه المولدات الكهربائىة حتى أنك لا تستطيع ايصال صوتك لمرافقك أو الاستماع لما يقول إضافة إلى الدخان ورائحة الديزل والبترول واحتراق الزيت الذي يلوث البيئة ولا يضيء كما يجب هنا تذكرت قريتي (مائلة) التي لم تصلها الكهرباء رغم المطالبات وكثرة التردد على وزارة الكهرباء لكي تعمنا نعمة الكهرباء وحين ابتدأ تركيب أعمدة الإنارة إذا بالكهرباء تنقطع عن عواصم المحافظات وعموم الجمهورية وكما كانت تقول جدتي في وصف النحس الذي يلازمها «لما بدأت المعورية تشبع لقمة احتركت من اسطنبول» وهذا المثل يحكي أن جدي كان مغترب في تركيا وكان يرسل ما يسد جوع جدتي وأسرتها فقامت الحرب في عهد الدولة العثمانية مما اضطر جدي لمغادرة تركيا فتوقف ما كان يحصده من غربته وسأحكي لكم عن خليل الأحلى والأغلى.. فقد قام خليل بشراء مولد كهربائي ضخم ليضيء أغلب منازل قريتنا ولساعات محددة وبمبلغ محدد وحتى لا يكون لكل منزل مولد يزعج ويلوث هواء القرية النقي ومن أخلاقيات خليل التي تفوق ما تتمتع به مؤسسة الكهرباء فخليل يمدد فترة ايصال الكهرباء إن كان لدى أحد المشتركين عرس أو ألم به مرض أو لديه ضيوف وهو ما تعجز عنه شركة الكهرباء التي تمتلكها الدولة بمعداتها وعساكرها وموظيفها فقد تركوا لقبائل الجدعان وأبناء نقيل غيلان أن يعبثوا بأبراج الكهرباء وعمل الخبطات المتواصلة ليموت من يموت بسبب انقطاع التيار عن المستشفيات وأقسام المرضى والخدج.
ويمرض من لديه حساسية بسبب تنشقه احتراق البترول والديزل والزيت وقد أثبتت الدولة عجزها وبكل مفاصلها العسكرية والمدنية وحتى القبائل التي تبدي استنكارها لمثل هذه الأعمال الهمجية.
نعم أثبتوا عجزهم عن التصدي لهؤلاء النفر الذين لا أخلاق لهم ولا قيم فقد باعوا أنفسهم للشيطان وأعلنوها حربا على الوطن والمواطن وأنا أتساءل إلى متى يستمر العجز عن إيقافهم ومحاكمة عديمي الضمير الذين عاثوا في الأرض فسادا¿ إلى متى تستمر حكومة الوفاق وهي عاجزة عن توفير أدنى متطلبات المواطن من أمن وكهرباء ومياه¿¿