تهانينا لكل الجدعان

جميل مفرح


 - تشهد الساحات السياسية والشعبية في معظم بلدان المنطقة العربية احتفاءات مختلفة منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية وكل يحتفي بطريقته ولما كان يرجوه من آمال سواء أكانت تلك الآمال سياسية أو أمنية غير أنها آمال مضمخة بتعاطف وتفاعل كبيرين مع هذا الشعب الكبير شعب المصريين الجدعان أبناء
جميل مفرح –

تشهد الساحات السياسية والشعبية في معظم بلدان المنطقة العربية احتفاءات مختلفة منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية وكل يحتفي بطريقته ولما كان يرجوه من آمال سواء أكانت تلك الآمال سياسية أو أمنية غير أنها آمال مضمخة بتعاطف وتفاعل كبيرين مع هذا الشعب الكبير شعب المصريين الجدعان أبناء المحروسة التي كثيرا ما ارتفعت الأكف في أنحاء المنطقة إلى السماء للدعاء إلى الله تعالى بأن يحرسها باعتبار ما تحتله مصر من مكانة عربية تميزها عن سواها من بلدان المنطقة.
تلك المكانة التي يحاول نكرانها البعض ويحاول البعض الآخر التقليل من شأنها وأثرها على ما حولها من بلدان المنطقة وما ابتعد أيضا من بلدان الوطن العربي والوطن الإسلامي .. برأيي باحث عن جدل فقط ذلك الذي يحاول أن يقلل من شأن مصر في المنطقة وأعتقد أن الاهتمام والمتابعة والترقب وغير ذلك من الحالات التي انتابت وسائل الإعلام في المنطقة وخارجها وبالتالي صبغت نفسها على حال وواقع المواطن العربي تؤكد بما لا يدع مجالا للتجادل ما تحتله مصر العروبة من مكانة وأثر غير اعتيادي في المنطقة وباعتقادي لو رجعنا إلى الوراء قليلا لتأكد لنا أن دخول الشعب المصري في عملية التحرك الثوري الشعبي كان له الأثر الأكثر فعلا فيما شهدته وتشهده المنطقة من تغيرات وتحولات سياسية وشعبية وصلت أصداؤها إلى كل أصقاع المعمورة تقريبا.
أعود فأقول أن مصر تظل تحتل مكانة ومرتبة الفاعل الأكثر تأثيرا في بلدان وشعوب المنطقة مهما حاول البعض التقليل من حضورها وأثرها لأسباب غير منطقية في معظم الأحوال تتعلق بوجهات نظر فردية أو شخصية محدودة لا تمثل أو تكون رأيا عاما أو شعورا جمعيا كالذي عشناه ولاحظناه خلال الفترة المنصرمة تجاه ما عاشته أكبر الشقيقات من تحولات ومتغيرات شابها الكثير من الاضطرابات وعدم الاستقرار وما أدى بالتالي إلى كثير من المخاوف والقلق على هذا الشعب من ناحية وإسقاط من تشهده المحروسة من حال على مختلف البلدان .. وبالأخص منها ما شهد تحركات ثورية أو شعبية متزامنة أو فلنقل مندرجة تحت ما سمي أو وصف بالربيع العربي مع التحفظ الشخصي على هذه التسمية.
في الأخير .. يجب الإشارة إلى أنه أصبح لزاما اليوم أن نزف إلى شعب مصر الشقيق تهانينا والتعبير عن مدى السعادة لما أنجزه المصريون (الكبار) فعلا .. أن نهج الديمقراطية الذي اختطه المصريون سبيلا للخلاص وبهذه المثالية وهذا القدر من النجاح يبعث على الارتياح ويعيد ما أبيد من آمال في إمكانية نهوض بلدان المنطقة نهوضا حقيقيا إذا ما انتهجت الديمقراطية نهجا وأسلوب حياة وتعامل .. بغض النظر بالطبع عن ماهية الحزب الذي انتصر أو الشخص الذي فاز بمقعد الرئاسة فالمعني بالفوز هنا هو شعب مصر عموما .. وإن كان من علاقة مباشرة للحزب أو الرئيس الفائز هنا أو هناك .. فيجب أن يعلم الجميع أن المسؤولية والمساءلة والأعباء والمتاعب أكبر بكثير من أن يصبح هذا الإنجاز الشعبي المصيري مناسبة احتفائية لهذا الحزب أو لذلك الشخص أو القائد .. إننا يجب أن نبارك لشفيق ولعمرو موسى ومحمد بن صباحي ولكل مصري ومصرية هذا الإنجاز التاريخي الذي لا شك في أنه سيكون مثالا يحتذى وسيعلن عن جديد ومتجدد على مدى المستقبل القريب ليس في مصر وحسب وإنما على مستوى المنطقة بكاملها والوطن العربي برمته ..
ويجب أن يعلم الجميع أن المحروسة اليوم وأمنها واستقرارها وحث خطوات بنائها أرضا وإنسانا مسؤولية منوطة بكل من ينتمي إلى تراب المحروسة ويستنشق هواءها ويشرب من نيلها وأن نجاح وأمن واستقرار هذا البلد الطيب أيضا أمر يعني كل ما ومن ينتمي إلى جغرافيا وكيمياء هذه المنطقة التي يحاول الكثيرون اثبات انعزالها واندماجها في واقعية العصر الجديد بمختلف مظاهره الإنسانية والسياسية والتقنية أيضا واعتبارها مجرد مخزن مؤقت للطاقات والثروات ومكبا للأزمات والصراعات المفتعلة والمبتكرة.
عموما شكرا للمصريين كل هذا الألق وهذه المثالية الديمقراطية النموذجية التي آثرت أن تعزز بداياتها ومحاولاتها وتجاربها هنا وهناك بكل هذا النجاح المبهر الذي ستكون مماثلته وتقليده واتباع كيفياته مقصدا ومشروع احتذاء بلا شك في مختلف المنطقة .. والله من وراء المبتغى والقصد.

قد يعجبك ايضا