يــا مـنعــاه..رمـضــــان
عبدالخالق النقيب

مقال
عبدالخالق النقيب –

مقال
فيض ما نشعر به من ارتباط وجداني هو إحساس يطغى على شهر رمضان تتعاظم مهابته بقول الله تعالى في الحديث القدسي «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به» نفرة الناس إلى الشهر الفضيل والخلود لكينونته الإيمانية واغتنامه بوتيرة عالية تتجاوز همومهم وأوجاعهم وهم يحاولون الانسلاخ منها وتناسيها مهما كانت حاضرة بقوة يفعلون ذلك قدر ما أمكنهم وإن كان الأمر في مجمله يعد هروبا مما لا مفر منه المهم أن يعيشوا أجواء رمضان بعيدا عن حريق الدم والأعصاب.
* من أين يمكن أن نجلب لأنفسنا في أيام كهذه قدرة هائلة من الاحتمال لقبول وتمرير النزق المخبول الذي يتلبسه ساستنا دون الحاجة لاستدراك الانزلاق والوقوع في السباب واللعان وكيف لنا أن نستذكر «اللهم إني صائم « بين لفظة وأخرى .. في الغالب أصبح جزءا كبيرا من خلايا أعصابنا معطوبة أو وشيكة للتلف التام في رمضان لسنا بحاجة للتداوي أو التطبيب مما يحرقون به الأنسجة والخلايا بقدر حاجتنا للهدوء والسكينة كوصفة طبيعية وناجعة وإعلان حالة من الهدنة مع الذات لنعيش اللحظات الرمضانية دون أن يعبث الساسة بها كما عبثوا بقدسية الجمعة وأعادوا حياكتها بمقاسات وموازين تتقابل مع ما يرزح به شارع الستين وشارع السبعين.
* نبدو محاطين بأسوار عالية تتوسطنا أزمة مفخخة بالحمق والحنق وملغومة بالحيل وحبك المكائد الاقتراب منها ينذر بانفجار مشؤوم والغوص بالحديث في جزئية منا مدعاة لتعكير المزاج ومصدرا مزعجا قد يفسد المودة والألفة الرمضانية ويمحقها .. لست مع الهروب إلى مالا نهاية إنما يدفع لعدم المواجهة والنبش بقضايانا العالقة في رمضان وإن كنت أتفق أنه شهر عمل والأجر فيه مضاعف إلا أني متيقن من العوادم والإفرازات التي ستقدمها لنا تفاعلات الأزمة وتبخرتها ونحن في غنا عنها .
* رمضان لا يحتاج لشحذ النفوس بالتوتر والقلق وبمزيد من خلق الضغائن ولا يحتمل فوضى التشنج السياسي لا طاقة له بتنغيصاتها .. ابقوا بنتوءات السياسة بعيدا عنا وإن كانت بياناتكم وتصريحاتكم وقراراتكم لا تحمل في مضامينها رؤية سياسية جادة يتفق عليها الجميع وليست إلا تكرارا للماضي فاحتفظوا بها لأنفسكم فلسنا بحاجة لما قد سئمنا منه .. يامنعاه .. رمضان .