(18) فلاحا¿!

عبدالرحمن بجاش


عبدالرحمن بجاش –

من أين نأتي برجل يحمل مشروعا يخرج هذه البلاد من دوامة المشاريع الصغيرة¿ الفلاحون موجودون عندنا وهم أنبل منú يمتهن مهنة ترتبط بأجمل ما يربط الإنسان بالحياة الأرض وانظر كيف يحس الإنسان براحة لا حدود لها حين يهطل المطر بعد انقطاع فتفوح رائحة الأرض تعطر الكون وروح الإنسان!!
منú حكم البلاد إلى اللحظة ينتمي بطريقة أو بأخرى إلى هذه الفئة النبيلة لكن لا أحد منهم حمل مشروعا يخرجنا مما نحن فيه وحده الحمدي امتلك رؤية لم تتبلور إلى مشروع وئدت قبل أن ترى النور والأسباب أولها التخلف الذي يطحنا ويفرز أشكاله القاتلة للحياة كل لحظة ولم تستطع النخب أن تتخلص منه بقدر ما هي مربوطة به!! وتفرز كل يوم عقدها التي لن نتخلص منها إلا متى ما استطاعت أن تتخلص من أسار التخلف والعقد وتفصل بين مصالحها الشخصية والحاجة إلى عقد اجتماعي لن نقول جديدا أو آخر لأن لا عقد اجتماعي قاد هذه البلاد من الأساس الاستيلاء والثقافة المرتبطة به منú نهب كل شيء وظل ينتج حيله حتى كدنا نضيع لولا الحاجة التي أخرجت الشباب إلى الشوارع لتعود نفس النخب وتسرق الفعل وهي معنية اليوم بأن تخرج هذه البلاد إلى مصاف عقد اجتماعي ينظم الحياة أو تعلن فشلها!!
هل يكون مؤتمر الحوار هو البداية أم يتحول إلى عقدة أخرى تضيع من عمرنا سنين طويلة أخرى¿ لكن على النخب أن تدرك أن الناس حتى الصامتين أوصلتهم الكهرباء السياسية إلى مصاف الاستعداد للانفجار وأية حياة يعيشها الإنسان إذا لم يكن لها هدف نهائي!!
ما هو السر أن أية فئة في هذا الواقع لم يثر دمها وتخرج عن السائد حتى لو دفعت حياتها ثمنا في سبيل مستقبل شعب بأكمله¿ فـ (18) فلاحا قرروا في لحظة يأس إما أن يخرجوا الصين إلى أفق آخر أو يقدموا حياتهم ثمنا لفكرتهم قرروا فبدأوا فنجحوا لأن زعيما كبيرا التقط الخيط ودوت صرخته في سهول الصين ووهادها وجبالها وأوديتها وروح الصيني المعاصر الذي هيأته الثورة الثقافية لأن يتجاوز المحبطات وينطلق هو وحده ماوتسي تونخ صاحب المسيرة الكبرى هو وحده رفيقه زهياو بنغ الذي أطلق الصين الجديدة «ليس المهم لون القطة المهم أنها تأكل الفئران».
وسط هذا العجين واللايقين من أين لنا بـ (18) فلاحا¿ من أين لنا قطة تأكل الفئران¿ من أين نأتي بمشروع وصاحبه¿ هل أجد الجواب لدى أحد منكم¿

قد يعجبك ايضا