في ذكرى رحيل

الاديب أحمد الحاج

الاديب / أحمد الحاج –
< كل ما هو آت حتما يكون قريبا ويبقى للأرض من كل حي منا نصيب ,فمنا من يصبح ومنا من لا يستفيق فجأة انطفاء السراج وعمت العتمة والظلام , مات الأديب الأستاذ فارق الأهل والأحباب ذهب إلى غير رجعه وولى من دون عودة ,كم هي الحياة قاسية وأقسى ما فيها يوم أن تفقد حبيبا أو صديق فتذرف عيناك دموع الحزن وترثي لسانك بمرثيات المرارة والألم لتدرك حينها أن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة.
في الحادي عشر من يونيو تمر علينا الذكرى الاولى لرحيل الأديب والمثقف الاستاذ احمد الحاج الذي غادرنا الى الدار الآخره غادر الأهل والاحباب بعد صراع مع المرض, تمر علينا ذكراه كما مضت اربعينيته وسط تجاهل مريب وعدم اكتراث غريب لم يكن متوقعا من قبل اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين .
عام مضى منذ رحيل ذلك الرجل العظيم بعد ان افنى ثلاث عقود من عمره في الكتابه الادبية والتي اتسمت بالعطاء الفريد والمتنوع في الكثير من المجالات الادبية والسياسية وانتهت هذه الكتابة بمحصول غني بالمعرفة هو عباره عن كتابين هما «عناوين الحداثه وافاقها 2004م «و» بين السيف والقلم 2009م» نجد في جوفهما شذرات من الفكر والادب والسياسة المحايدة كتب في كثير من المجلات مثل مجلة الحكمه ونشرت له الكثير من المقالات في الملحق الثقافي وصحيفة القدس وقد تضمنت احيانا قليلة كتاباته كلا من صحيفتي الوسط والمصدر في الاونة الاخيره ظهر في اكثر من مقابلة تلفزيونيه متحدثا ومفسرا لعدد من التساؤلات فيما يخص موضوع الهجرة والجنسية.
مات ذلك الرجل وقد خلد وراءه الذكرى الحسنة فلا يذكر له موقف لؤم او حقد أو كراهية . فقد كان رجلا معتدلا في دينه, بليغ في منطقة, واع في نقده, متعاونا مع من حوله, كان رجلا سديد الخطى, رجلا بقلب طفل وعقل حكيم, فقد كان حكيم التصرف في جميع مواقف الحياة وكان ذو فهم عال لأمور القانون فلم يظلم بحياته احد. بكت على فراقه السماء وذرفت الدموع عيون الرجال , حتى قلوب الاطفال شعرت بفقدان من احبته, ذاك من كان ابا لإخوانه واخا لأصدقائه وصديقا لأبنائه.
مهما تحدثت عن تلك الشخصية الرائعة لن اوفيها حقها لذى سأكتفي بما قيل الى الان وسأدع البقية لكل من قابلت عيناه يوما ذلك الرجل ولكل من مر على مكتبه المتواضع لأخد استشاره قانونيه ولأولئك الذين عاشروه وعرفوه عن قرب, فقط…. ليذكر بحسناته ويدعى له برحمة البارئ فقد اختاره الله الى جواره قبل ان يسود البلاد الازمات والمشاكل لأن الله عليم يعلم ان ذلك الرجل لن يحتمل تدهور وضع بلاده بسبب عدم الوعي الثقافي الذي سعى هو وجميع الادباء والمثقفين لتحقيقه وعي دينيا ثقافيا لا وعي ديني متعصب ومتزمتا .
رحم الله تلك الروح الطاهره التي لن ينساها الكثير والتي ستظل بصماتها امام اعين الكثيرين وسيذكر دائما بسطور كتبها يوضح فيها مجهول او بسطور كتبها ليشرح موقفه من حادثة ما,فهو لم يدع يوما الى حقد او عصبيه وانما كانت رسائله دائما رسائل توعية ثقافيه.

قد يعجبك ايضا