الساحات .. مقترح
–
نبيل حيدر
{ أغلب الأمور لها خيار ثالث وأيضا رابع وخامس وفقا لقواعد النسبية وأمام الرغبة الجادة والواضحة والغاية الصادقة لا يوجد مستحيل ولا سبل مقطوعة.
هذه استهلالة لحديثي حول مسألة هامة وحساسة وهي رفع مخيمات الاعتصام من الساحات وما يدور في فلكها من حيثيات سواء بالتبسيط أو التهويل أو التعكير.
} لنقل هناك فريقان وهما موجودان فعليا فريق ينادي برفع المخيمات خاصة تلك المتمركزة في الشوارع والحواري والميادين على خلفية تحقق وضع جديد وصورة متغيرة عن السابق ووجود عملية سياسية.
الفريق الثاني يقول ببقاء المخيمات في مواضعها حتى تحقق بقية أهداف الثورة الشبابية.
} وبين الفريقين قضية إنسانية من غير اللائق المزايدة بها لمجرد المزايدة ومن غير اللائق – أيضا – تجاهلها والتحدث عنها بلسان الوصاية إنها قضية سكان الأحياء التي تقع فيها الاعتصامات ومعاناة هؤلاء معروفة ولا داعي لشرحها خاصة وأن التخييم طال زمنيا وما كان يمكن احتماله لفترة وجيزة لم يعد ممكنا هذه المسألة هي التي تهمني هنا كمواطن وإنسان.
} وبدون مزايدات ولا مناقصات أقترح حلا عمليا ومجديا يفرج على سكان الأحياء الذين يجب النظر إلى أحوالهم المعيشية خاصة المالكين المعتمدين على العيش من عائدات بسيطة.
يكمن الحل في نقل المخيمات إلى أماكن صالحة للتخييم والبقاء لمدد طويلة بدون التأثير على آخرين وأسوق مثلا على الساحات في صنعاء حيث يمكن بقليل من التدبر إيجاد مواقع بديلة متوفرة في المساحات المحاذية والمقاربة للمخيمات الحالية مثلا خلف كليتي التجارة والشريعة التابعتين لجامعة صنعاء توجد مساحات تصلح للتخييم والاستمرار وكل ما تحتاجه من تجهيز يمكن للحكومة توليه.
} نفس الحال مع المخيمات في منطقة التحرير بالأمانة يمكن بسهولة نقلها إلى ملعب الظرافي القريب منها أو ساحة المواقف غير المستخدمة الواقعة شمال مقر التوجيه المعنوي التابع للقوات المسلحة وإذا كان الاستمرار قضية أو غاية أو وسيلة فالبدائل متوفرة بل وصالحة للتحول في المستقبل إلى منابر دائمة للتعبير عن الموقف والرأي أي »هايد بارك« محلي يشابه الشهير الموجود في لندن.
} الموضوع يحتاج إلى تفكير منطقي وعقلاني يقوده استشعار بأن الحياة يجب أن تعود إلى الشوارع من أجل الوضع العام ككل ومن أجل الوضع الخاص لمعاناة سكان الأحياء المتضررة من الاستمرار غير المحددة فترته إلا بتحقيق وضع سياسي معين مدرجه مسارات سياسية معروفة.
} لا أجد في مقترحي لا هضما ولا امتهانا ولا »كلفتة« لأحد أو جماعة أو كيان كل ما نحتاجه وقفة مراجعة وتأمل بسيطة ولا أحتاج إلى الاستدلال بما تمت إزالته من المخيمات من أطراف ساحة الجامعة في الأيام الماضية ولا إلى التبرير المعلن الذي رافق الإزالة وخص معاناة أهالي الحي بلفتة واضحة استند إليها.
nabxyznab@hotmail.com