كتب عليكم القتúل



عبدالله حمود الفقيه
حين يفكر المواطن اليمني بالذهاب إلى المستشفى يتذكر أنه ذاهب إلى مشرحة فيتراجع عن قراره في الذهاب ليقينه أن ألم المرض أرحم بكثير من ألم أن تجد نفسك فأر تجارب لجزارين: الطبيب والصيدلي.
وأنا أتصفح مواقع الأخبار الإلكترونية باحثا عن خبر سار بين أكوام الأخبار الكارثية التي تعج بها هذه المواقع لفت نظري الخبر القصير الآتي: «شبوة: خطأ طبي يتسبب بإغلاق إدارة مستشفى عتق المركزي»
فسارعت إلى فتح موقع الخبر وفي ذهني توقعات شتى ومفاجئة تدور معظمها حول سؤال واحد من ¿!!! فهل ستحدث معجزة حقا وتكون وزارة الصحة قد فعلتها أخيرا¿!!!! كنت أتمنى أن يكون ذلك ما حدث فعلا رغم اليأس الكبير الذي يغلف توقعاتي!!!!!
وكم كان النت معاندا وكأنه كان يرغب في زيادة الحيرة التي تحيط بي وإطالة عمر أحلام اليقظة التي كنت قد بدأت أنسحب إليها فيخيل إلي أن وزارة الصحة قد بدأت تدرك أن الإنسان أغلى شيء في الوجود وأنه أمانة في عنقها ويشكل ثروة بشرية يجب الحفاظ عليها لو فكرت بعقلية الاقتصادي المادي وأنها بدأت تتنبه لتلك المجازر التي تقوم بها المستشفيات فأغلقت المستشفى بعد حدوث الخطأ الطبي وستقوم بمحاكمة مرتكبيه وتعاقبهم بأقسى العقوبات ليكونوا عبرة لمن يعتبر وسرت في خيالي المسكين أخبار من مثل: وزارة الصحة تغلق مستشفيات لا تصلح للاستخدام الآدمي وإغلاق صيدليات عمالها أطفال وغير متخصصين في الصيدلة والقبض على أصحاب الصيدليات التي تبيع أدوية مغشوشة ومهربة ومنتهية الصلاحية النيابة تحقق مع أطباء تسببوا في وفاة مواطنين وإعاقة آخرين….. إلخ.
غير أن أحلامي اصطدمت – كما هو حال أحلامنا دائما في هذا الوطن- بالخبر الذي كان على النحو الآتي:
«يقوم مسلحون قبليون للأسبوع الثاني على التوالي بإغلاق مكتب الصحة بمحافظة شبوة ومكتب إدارة مستشفى عتق المركزي مطالبين بإقالة مديرة المستشفى ومحاسبتها إثر خطأ طبي تسببت فيه.
وأوضح مصدر محلي أن الإغلاق جاء بعد إجراء مديرة مستشفى عتق المركزي عملية قيصرية لمريضة تعاني من عسر في الولادة نقلت على إثرها إلى مستشفى ابن سيناء في المكلا بعد أن ازدادت حالتها الصحية سوءا مضيفا أن المستشفى الذي نقلت إليه أجرى لها عملية أخرى كاشفا عن وجود قطعة شاش داخل بطن المريضة. وكتب تقرير حصل «مأرب برس» على نسخة منه أكد فيه حدوث خطأ طبي ووصف الطريقة التي أجريت بها العملية بـ»الخطيرة» وتسبب مضاعفات على المدى القصير».
كنت أقرأ الخبر وتمر في رأسي الكثير من الحوادث التي سمعت عنها وقرأت وعايشت وراح ضحيتها الكثير من الناس أطفالا ونساء وشبابا وشيوخا مات منهم من أراد الله له أن يرتاح من الحياة البائسة التي سيقضيها بقية عمره في وطن أرخص شيء فيه الإنسان ومنهم من تعرض لإعاقة وتشوهات ووووو دون أن تهتز شعرة واحدة لأحد أو يصحو ضمير واحد من أولئك الوحوش البشرية اللابسين للأبيض الذي تحول على أيديهم إلى رمز للكفن ولا رق قلب أحد من المسؤولين عن حياة البشر في هذه البلاد وصحتهم فيما تسمى –مجازا- وزارة الصحة.
تذكرت تحقيقا نشر في إحدى الصحف سلط الضوء على الأخطاء الطبية في المستشفيات والممارسات التي تقوم بها في تعاملها مع المرضى وكان فيه من الحكايا ما يجعل القلب يشتعل شيبا وغيظا وألما فتعامل الملائكة/ الشياطين مع مرضاهم بشع ولاإنساني ويؤكد قول البردوني رحمة الله عليه: ما أرخص الإنسان في بلدي».
ترى هل على كل واحد أن يأتي إلى المستشفى وبيديه سلاحه ليقوم الطبيب والمستشفى بالتعامل معه تعاملا إنسانيا¿!!! وعلى كل قبيلة أن تأخذ سلاحها وتوجهه إلى المستشفيات التي تتسبب بإهمال ولامبالاة (ملائكتها) في أذية الآخرين وإزهاق أرواحهم¿!!! ومن للمساكين الذين ليس لهم قبائل ورجال مسلحون يأخذون بثأرهم من الملائكة القتلة.
كل شيء لدينا يشير إلى تراجع مخيف في مستوى القيم الإنسانية والأخلاق قبل شهر تقريبا حصدت حمى الضنك أرواح الكثير من الناس في الحديدة وبعضهم أفلتته يد الموت بعد معاناة مع المرض والإهمال وكنت أعرف أكثر من شخص ممن تسلل المرض إلى أرواحهم ومنهم 4 من أقاربي كتب الله لهم النجاة ولكنهم حكوا لي عن أناس مجاورين لهم آثروا الرحيل عن وطن ليس سوى « ثلاجة كبيرة للموتى» كما أسماه الزميل العزيز علي ربيع الخميسي في إحدى يومياته وفي ذات الوقت أسمع في إذاعة صنعاء أن تقرير اللجنة المكلفة من رئاسة الوزراء للنزول إلى الحديدة لمعاينة الوباء المستشري والعمل على احتوائه والقضاء عليه يقول إنه رصد أربع حالات!!!!!!!!!!!!!!!!!
الحمى اللعينة تستنزف الصفائح الدموية المتبقية في أجساد المساكين في الحديدة هؤلاء المصابون أصلا بفقر مزمن في الجيوب أدى إلى فقر مزمن في الدم والف

قد يعجبك ايضا