مشاهد يومية.. جيبوتي … عمق المشهد 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش

{ لو امتطيت ظهر طائرة ما من مطار تعز وقلت في نفسك : أنا متوجه إلى جيبوتي فستجد نفسك بعد (90) دقيقة تقريبا هناك في الشاطئ الثاني.

يكون على طائرتك أن تمخر أجواء الحجرية ثم تبدأ بالانحدار كما قال صاحبي العبسي من فوق المقاطرة ربما كان ذلك خياله أو هي الحقيقة بما يتعلق بالانحدار وطوال سنوات ومن يوم أن كانت الـ (DC3) أو الداكوتا وهما الطائرتان اللتان عمرتا أجواءنا لسنوات قبل أن يأتي المرحوم شائف محمد سعيد الرئيس الأسبق بالبوينج الحديثة هو وعلوان الشيباني أطال الله في عمره ظل ذلك النوع من الطائرات يربط الشمال يومها بالجنوب ويربطهما بجيبوتي أيام أن كان المحضار وأحمد عبدالله زيد حاضرين في عالم الطيران المحلي وامتداده إلى القرن الأفريقي.

لو سألت أي تاجر من البيوت التجارية العريقة خاصة أولئك الذين بدأوا ينحتون الصخر بحثا عن الرزق عن رحلتهم عن آثارهم ستجد جيبوتي حاضرة في السيرة الذاتية لكل منهم وبقوة ولو نزلت إلى عدن تحديدا ستجد جيبوتي حاضرة في أحاديث الناس وذاكرتهم وعلاقاتهم الاجتماعية ولو ذهبت إلى باب المندب واعتليت ذلك الموقع لترى الخط الدولي للملاحة ستسمع أقرب واحد يقف إلى جانبك يقول لك : هناك تلك الجبال التي تراها من جيبوتي ويوم أن كان هناك مشروع طموح لربط اليمن بجيبوتي عبر جسر عظيم فكان المشروع – الذي توارى – لو تم فسيقلب حقائق الجغرافيا رأسا على عقب وستأتي أفريقيا إلى حضن آسيا لا أدري هل كان المشروع جزءا صادرا عن مخيلة جامحة¿! ربما لكن الفكرة تظل في رسم التوقع وقد يأتي يوم ننطلق في صباحه من أي مدينة وبسيارة لا نتوقف إلا في جيبوتي لöم لا تظل جيبوتي جزءا من عمق استراتيجي جغرافي وتاريخي وبشري للوطن اليمني مهم للسياسة اليمنية إقليميا ومرتبط بالرؤية العامة لما يدور حولنا.

والأمر لم نكتشفه اليوم بل هو على مر السنين في إدراك أي إنسان عادي تربطه تلك الروابط البشرية التي عبر الأزمان تشكلت أسر متداخلة وتجار جذورهم في جيبوتي وفروعهم في اليمن وجزء من المشهد السياسي والاجتماعي هناك تجد في مكوناته مفردات يمنية واذهب إلى هناك أسماء يمنية حاضرة في مكونات المشهد وبقوة لها تأثيرها وحضورها ولا تزال البلاد في أعماقها حاضرة.

أن يأتي إسماعيل عمر جيلة الرئيس الجيبوتي للمشاركة في افتتاح «خليجي 20» فمسألة طبيعية جدا ومهمة وحضوره يكمل اللوحة التي جزء منها في الشاطئ الآخر ولا يكتمل الوجه إلا بإضافة العين الأخرى إلى مكونه.

بحضور جيبوتي يكتمل المشهد الذي حدوده هناك على شاطئ الخليج وينتهي في الضفاف الأخرى للبحر الأحمر ذلك يدعونا يوميا ألا ننسى عمقنا الأفريقي ومنه في الغد أريتريا.

قد يعجبك ايضا