لماذا يبكون¿

عبد الرحمن بجاش

 - أتابع مباريات كأس أوروبا أو كأس العالم المصغر باهتمام وتهمني التفاصيل التي قد يراها البعض صغيرة مثل حسن التنظيم وتلك الملاعب العملاقة التي تعكس قدرة الشعوب على الإنجاز متى ما توفرت الإرادة وحسن الإدارة والهدف أين نحن من
عبد الرحمن بجاش –
أتابع مباريات كأس أوروبا أو كأس العالم المصغر باهتمام وتهمني التفاصيل التي قد يراها البعض صغيرة مثل حسن التنظيم وتلك الملاعب العملاقة التي تعكس قدرة الشعوب على الإنجاز متى ما توفرت الإرادة وحسن الإدارة والهدف أين نحن من ذلك¿ تلك قصة أخرى وقد بدأ النشيد الوطني لروسيا يدوي في أركان الملعب والعالم وقف الجميع بمن فيهم المشجعون الروس يرددونه كلمة كلمة حرفا حرفا تدل على ذلك الوقفة وملامح الجدية على الوجوه تدور الكاميرا تلتقط الأطفال الذين يرددون النشيد بوقفة كالجنود منضبطين وتركز على المدرب وتطيل التركيز اضبطه متلبسا بالفعل الكبير ها هي دموعه تسيل على الخدين أجمل دموع تشاهدها حين يكون البكاء على الوطن له عليه حبا احتراما تقديرا هيبة للنشيد إذ يعزف قشعريرة تسري في الجسد حين يرون علم بلادهم يرفرف في المحافل أمام عشرات آلاف البشر ومشاهدة الملايين الأطفال في مدارسهم يحفظون نشيدهم الوطني ومنú يذهبون إلى المحافل ملزمون بحفظه عن ظهر قلب وهم يحفظونه ليس من أجل الرئيس بل من أجل وطن هل هناك قيمة أغلى من الوطن¿
هل تتذكرون منتخب الأمل في فنلندا¿ وفدنا المشيخي لا يحفظ نشيد الفضول للوطن والسفارة لا تملك علما صغيرا يرفرف به الوفد المحارب في المحفل حيث أتى الناس بأعلام بلدانهم وأتينا نحن ببدل السفر!!
وانظر فالفتيات تلون وجوههن بألوان العلم والرجال كذلك لا يترددون وانظر كل دقيقة تمر إلى وجوههم ستقرأ حب الوطن على الوجوه والدموع والملامح يكون السؤال : هل نحن أقل حبا لوطننا¿ لا هل نحن أقل إحساسا به¿ لا مشكلتنا أن هناك منú شككنا في كل شيء لأنه حول الوطن إلى مجرد شيك!!
أولادنا لا أحد يحرص في المدارس على أن يحفظوا نشيده الوطني ولا يدركون بالتالي معناه والعلم نراه ممزقا على الساريات وعلى الأرض وأعلام المناسبات تترك عرضة للشمس والريح فتتغير الألوان ولا أحد يغير!! وانظر – أيضا – صرفت ملايين على ساريات ارتفع عليها العلم لأشهر وظلت الآن الساريات شاهدا على الإهمال قل على العبث يومها وزعت ملايين الأعلام على المحافظات أين هي¿ في علم الله لأن مشاريعنا مجرد مزاج شخصي وفي الأخير لا تدري هل اليمن أولا أو ثالث عشر!! فأنت تكتشف أن الأمر مجرد رد فعل على مشروع مدني أحبط بالشعار!! يكفيني أنني التقطت لواحدة منها لقطات بعدستي أحتفظ بها!! في معظم المدارس تحية العلم حرام كما هي الموسيقى محرمة!! كما هي فرق الكشافة اندثرت كالأعلام!! كيف سيكون الولاء أو الانتماء¿ كيف¿ كيف¿ كيف¿ يكفي أن الوطن في جيوبنا على الأقل نمسك به حتى لا يطير.

قد يعجبك ايضا