أهمية الحوار في حياتنا

عقيد قيس علي الارياني


عقيد/ قيس علي الارياني –
عقيد/ قيس علي الارياني
الحوار ميزة ميز الله بها الإنسان على سائر المخلوقات وذلك من خلال إعطاء هذا المحلوق المميز القدرة على الحديث واختيار الكلمات والجمل التي تعبر عما يريده ولا ندري كيف تتعامل الحيوانات الأخرى مع بعضها البعض وإن كان يغلب الظن أن لديها أساليبها الخاصة التي تتخاطب فيما بينها.
الحوار هو السمة الحضارية التي يفترض أن تكون مصدرا من مصادر الإلهام ووسيلة من وسائل التقارب والتفاهم بين بني البشر وعندما يقال حوار فإن معنى ذلك أن يتم التخاطب بين الناس بأسلوب هادئ ورصين بعيدا عن التشنجات ورفع الأصوات وتشبث كل شخص من المتحاورين برأيه معتقدا أنه هو الوحيد الذي على صواب وأن الآخرين مخطئون بل وأن عليهم أن يستسلموا لرأيه وأن يتبعوا أفكاره دون نقاش.
إن الدعوة إلى الحوار بين مختلف فئات المكون الاجتماعي للأمة مطلب ملح وهو ما يسعى إليه الخيرون في هذا الوطن إلا أننا نلاحظ أن هناك توجسا وخوفا غير مبررين من هذا الأمر لدى البعض بالرغم من أن معنى الحوار هو الجلوس حول طاولة مفاوضات مستديرة وكل يقوم بطرح وجهة نظره على الآخرين ثم يتم مناقشة كل الأطروحات وانتقاء ما يصلح منها وما يوافق عليه الأغلبية من المتحاورين من خلال النقاش والإقناع المعتمد على تقديم أفضل الحلول للمشاكل التي يعيشها الوطن ومن خلال تغليب القاعدة المعروفة لا ضرر ولا ضرار وبما يكفل إخراج الوطن من عنق الزجاجة الذي يخنق تطلعات الوطن لغد أفضل.
يا هؤلاء: اتقوا الله في هذا الوطن واحضروا ملتقى الحوار بقلوب صافية وعقول منفتحة وقبول بالرأي الآخر ولتكن مصلحة الوطن فوق كل مصلحة وليكن المستقبل الأفضل هو ما نسعى إلى توريثه لأطفالنا الذين سيكونون هم القضاة الذين سوف يحكمون لنا أو علينا من خلال ما سنورثه لهم سواء سلبا أو إيجابا ولا أعتقد أن هناك من يقبل أن يعيش أطفاله في مستقبل مظلم لمجرد الأنانية التي تعشعش في عقول بعضنا أو بسبب احقاد تراكمت بفعل سنوات من الظلم والقهر وآن الأوان للتخلص منها والخروج من جبروتها والظهور بمظهر الإنسان المسلم المتسامح الذي يترفع عن الصغائر في سبيل الوصول إلى غد أفضل للوطن.
إن الحوار لغة إنسانية حضارية يلجأ إليها الفرقاء للوصول إلى نقاط مشتركة توصل الجميع إلى بر الأمان والبديل للحوار هو التناحر والتقاتل فيما بيننا وهذا ما يخشاه كل العقلاء في هذا الوطن ولذلك تتجه أنظار الجميع الى الجهود التي يتم بذلها حاليا للملمة الفرقاء وجمعهم حول طاولة الحوار والجميع أيديهم على قلوبهم خوفا وهلعا من عدم التئام الشمل وتقاعس البعض ورفض البعض الآخر بل والنية السيئة التي يبيتها البعض الذي قد يوافق على الحوار لكي يكون معول هدم لذلك الحوار من الداخل.
إن أملنا كبير بأن تتغلب المصلحة العامة وأن يكون صوت العقل هو المسيطر وأن تستمر الحكمة اليمانية في فعل فعلها الذي يؤدي إلى تحكيم العقل والمنطق للوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان وهذا ما يراهن عليه الخيرون في هذا الوطن.
حفظ الله الوطن ووفق أبناءه لكل خير.

< مدير مرور أمانة العاصمة

قد يعجبك ايضا