مسؤولية من ..¿¿

هاشم عبدالله الحاج


هاشم عبدالله الحاج –
< يعد الإرهاب ظاهرة خطيرة من الظواهر التي لا يقرها دين ولا شرع وكثير ما نتحدث عن هذه الظاهرة وكأننا فلاسفة وعلماء ونأخذ الرد ونلقي اللوم على غيرنا ونبرئ أنفسنا وكأن المسؤولية في أمور الأحداث الإجرامية أين كانت لا تقع إلا على الدولة ممثلة ببعض الجهات المعنية بهذا الأمر وأنا لا أنكر هذا الأمر أن الدولة تتحمل المسؤولية الأكبر في هذا الشأن فهي صاحبة السل÷طة والسيادة وبيدها الوسائل الممكنة لدفع الضرر قبل وقوعه ولكن المسؤولية من الأمور العظيمة التي يجب أن يستشعرها كل شخص كبير أو صغير مواطن أو مسئول هذه المسؤولية تتمثل في قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وهذه هي الحقيقة التي يجب إن نشعر بها من خلال العمل الجاد على دفع الضرر على المسلمين حيث وأن بأيدنا الكثير والكثير من الحلول الممكنة التي ستجعل منا نحن المسلمين قدوة للآخرين وستغير من التشوه الذي زرعه المدسوسون على الدين بغرض تحويل النظرة الحقيقية للإسلام من دين الرحمة والتسامح دين التعايش مع الآخرين بالمودة والإحسان الدين الذي كفل الحقوق والحريات للمسلمين وغير المسلمين المسالمين من قبل ألف وأربعمائة سنة وحرم قتل المسلم إلا بالحق ففي الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال «من قتل ذميا أو معاهدا لم يرح ريحة الجنة» هذا الذمي والمعاهد فكيف بمن يقتل المسلمين وابناءهم.
نعم لقد دخلوا على المسلمين وشوهوا مبادئ وأخلاقيات الدين الإسلامي وأخلاقيات المسلم والملاحظ أن شباب المسلمين هم من يقومون بهذه الأعمال وهنا يجب أن نحدد المسؤولية حول هذه الأعمال وكيف تصير والسؤال هنا كيف ينظم ابناؤها ضمن التنظيمات التي تسيء إلى الدين الإسلامي¿ وكيف يخرج أبناؤنا ويصبحون مشردين في الشوارع¿ وعند حدوث خلل أخلاقي سريعا ما نبني وننسب التهم لغيرنا.
إن ابناءنا مسئوليتنا وسنحاسب عليهم كونهم أمانة في أعناقنا وضياعهم نحن السبب في ذلك لأننا يجب أن نعرف كيف نتعامل معهم فالكثير يضغط أكثر مما يمكن وكما قيل أن كثر الضغط يولد الانفجار وبمجرد أن يرى مخرجا من الضغط الذي عاشه يتجه نحو الانفتاح والضياع ويستطيع الآخرون الضحك واللعب على عقولهم وهو ما هو حاصل وإلا كيف يمكن أن تقنع شخصا بتفجير نفسه وقتل غيره بعبوة ناسفة دون رحمة ولا شفقة.
والكثير تجده يترك الحبل على الغارب ولا يشعر إلا وقد أصبح ابنه مشردا في الشوارع تتخطفه أيادي السوء إما من هذا الجانب أو ذاك فالحقيقة التي يجب ان نعيها جميعا أن علينا ان نكون في موضع الوسط في تربية الأبناء التربية الصحيحة بحيث تعطه الثقة بنفسه مع مراقبة أعماله وفي نفس الوقت معرفة من يصاحب ومع من يمشي وكيفية هذه الصحبة لأن القرين يؤثر أكثر في ثقافتهم ويكتسبون منهم سلوكيات قد لا تخطر على بالك ولم تكن في الحسبان وقد قال الشاعر:
اختر قرينك واصطفيه تفاخرا
إن القرين إلى المقارن ينسب
فقرين السوء تنسب إليه والقرين الصالح تنسب إليه وللخروج من المشكلة التي نعانيها من تنظيم القاعدة وغيرهم فإن الواجب علينا ان نستشعر المسئولية نحو محاربة هذه الظاهرة على أن تكون البداية من منازلنا ومراقبة سير حياة أبنائنا ولا يمكن أن يقتصر هذا الدور علينا ولكن الدولة من خلال المؤسسات التعليمية والدينية في نشر الثقافة الاسلامية التي تظهر حقيقة الدين الذي يدعو إلى نبذ العنف وإلى التسامح والتعايش مع الآخر وكذلك الأمن والدفاع في توفير الحماية اللازمة والحفاظ على حياة المواطنين وكذلك على الحكومة محاورة من تقدر على محاورتهم ومحاربة من يشكلون خطرا على البلاد والعباد اذا كان الحوار قد استعصى عليهم.
ومن هنا وباختصار شديد وخلاصة للموضوع يجب ان نعلم ان المسؤولية مشتركة بيننا وبين الحكومة في مكافحة الإرهاب والتصدي لجميع الأعمال الارهابية والتخريبية وكلنا محاسبون امام الله عن التقصير الحاصل تجاه القضاء على هذه الآفة الخطيرة التي تحصد ارواح البشر دون رحمة وتشوه مبادئ الدين الاسلامي الحنيف.

قد يعجبك ايضا