متلازمة القات والسلاح« 2 – 2 »

خالد الصعفاني


خالد الصعفاني –

> وليس القات وحده مشكلتنا الكبيرة فهناك السلاح حيث يتضافر مع عوامل أخرى ليشكل كماشة أخرى تقتات من تنميتنا ومستوى عيشنا والمستقبل الذي ننشده لأجيالنا .. امة تضج بالسلاح بأنواعه الشخصي المحمول والخفيف والمتوسط وزادتنا بعضنا الأزمة الأخيرة الثقيل منه حتى غدونا لا نميز بين سلاح الدولة وسلاح القبيلة والرعية وفي رحم هذا المشهد تشكلت أسوأ مراحل القلاقل السياسية والتداعيات الاجتماعية الدامية ثم مشاوير غياب النظام كليا أو جزئيا ..
> كيف يمكن لحكومة ضبط شعبها إن كان السلاح متوافرا في أيديهم أكثر من الاسبيرين او حتى الخبز .. ما الذي يجعل القبيلي وهو يستقوي بسلاحه يقف أمام القانون ليقول حاضر .. كيف ستقنع حكومة يمنية اليمني بترك السلاح جانبا والبدء صفحة جديدة مع حياة خالية من السلاح .. كيف يمكن للحكومة إقناع المواطن بأنه سيكون بأمان وخير وهو يترك سلاحه .. وكيف سيكون اليمن أفضل بلا 60 مليون قطعة سلاح تقل في عددها أو تزيد ..
> اشتكينا من جبهة ومن اضطرابات ومن حرب انفصال وتمرد في صعدة ومشاكل دامية في مأرب وشبوة على مدى العقود الأخيرة .. واشتكينا من ضعف الدولة في المركز والوسط وغيابها في الأطراف .. وتنازعت هيئات الدولة الأمنية والعسكرية مع جماعات القاعدة والمسلحين من قاطعي الطرق والبغاة في هذه المحافظة أو تلك .. وكان مشهد الحكومة مدعاة للأسى والشفقة عليها وهي تقف مكتوفة الأيدي في مهمة إصلاح أو انجاز مصلحة أو في تطبيق القانون ..
> دخل السلاح الحرم الجامعي وكانت النتيجة كارثية .. وضاع أبرياء بين أقدام متنازعين في سوق القات أو فرزة الباصات أو على الطريق العام .. تفاعلت أحداث الثارات بين العائلات وبين القبائل على شيء او من دون شيء .. وتكررت حوادث قطع الطرقات وخطف الأجانب والاعتداء على المرافق الحكومية أو المشاريع.. وحالات تحولت فيها الأفراح إلى أتراح بسبب السلاح .. وكلها تم بطرق فجة وكانت نتائجها كارثية على الأمان والسمعة وأخلاق اليمني وقيمة اليمني في بورصة الحياة ..
> قبائل تتحرك بالسر والعلن بعضها للاعتداء وأخرى لرد الاعتداء والدولة تتفرج ومسلحين في سيارات غير مرقمة يرهبون العامة ويطيرون فوق الناس ولا يهمهم الناس .. أراضي نهبها الناهبون وأخرى اغتصبها مرتزقة و»بشمرقة» المهمات العصيبة .. ثم قصص طويلة من المظالم بين الرعية بعضهم البعض من جانب وبينهم وبين أجهزة أمنية كان قدرها أن تلتزم بحفظ النظام أو ضبط الواقع أو إتمام مهمة نزولا عند واجب «الكاكي» وشرف المهنة المقدسة ..
> هي مشاهد مميتة أكدت أننا في اليمن نلعب بالنار في كل مكان ومن كل نوع وفي أي وقت , وهذا يعني أن المجتمع تحول بالفعل إلى قنبلة موقوتة لا يمكن التكهن بشاعة انفجارها وتحول البلد إلى برميل بارود لا يؤمن جانبه والكثير من الأطفال يلعبون جواره بالكبريت ..
> السلاح يفتح باب الاستقواء به والركون عليه كلما نازع النظام أو القانون رغباتنا وهي حقيقة اعترفت بها الحكومات الكبيرة ففي أمريكا يسهل ضبط إيقاع الحياة في ولايات الشرق عنه في ولايات الغرب وحتى على مستوى بعض الولايات هناك أحياء تضع التحدي , وفي كولومبيا يعيش الجيش أسوأ أيام عمله في بيئات توافر السلاح وحيث ما توافر السلاح كان من السهل على الجماعات والعصابات والمواطنين ان يقولوا بالفم المفتوح « لا « لكل ما لا يعجبنا ..
أخيـــرا :

> لنبدأ بخطوة تقنين حمل السلاح وتحديد حمل السلاح .. ثم ننتقل إلى خطوة تنظيم حيازة السلاح .. ثم علينا الوصول إلى مرحلة منع وحظر حمل السلاح .. وسيكون آخر فصل للانتصار على فوضى حيازة وحمل السلاح في اليمن هو منع وحظر جيازة السلاح بالمرة .. عندها فقط سيكون هناك فرق بين من يمثل الدولة وبين باقي المجتمع وعندها فقط سيكون هناك هيبة للدولة وهيبة لسلاحها وهيبة للزي الذي يمثل هيئات الأمن والدفاع فيها في طول وعرض البلاد .. أما القات فيشكل « أس « التحديات للمستقبل اليمني وإذا تحالف مع السلاح فانتظروا وبالا لا يسر ولن يرضي ..

قد يعجبك ايضا