»نونو شل عقلي«!!

محمد القعود


محمد القعود –

ما إن يبدأ أحد الجحافل الصوتية أغنيته بـ»وصلة« صياح ونياح وآهات وتنهيدات ممطوطة وحارقة لا تجدي معها خراطيم مياه سيارات الاطفاء حتى تظن أن هذا المطرب »الفلتة« أو »المصيح« صاحب العضلات الصوتية قد أصابته مصيبة وحاصرته النوائب والحرائق مما دعاه إلى أن يطلق صراخه ويبدأ مطلع »غنوته« بتلك الآهة البلاستيكية الممطوطة والمشتعلة بنار الشكوى!!
ولكنك ما تكاد تلتقط أولى كلمات »غنوته« حتى يتضح أن »الاخ« عاشق مغرم صبابة مسكين ومعذب من الحبيب القاسي الحبيب الظالم الذي لا يرحم ولا يجود حتى بنظرة.
ويتضح لك من خلال الصوت الملتاع أنه يشكو ويتظلم من ذلك المحبوب صغير السن و»الصغنن«!!
وبكل غرابة نستمع للاغاني الموجهة من الفنانين أو المطربين »العتاولة« إلى الحبيب »الصغنن« تجد أن هناك مجموعة من الجيدين والرديئين على حد سواء لهم أغان عن ذلك الحبيب »النونو«!!
إنك تشاهد مطربا طويلا وعريضا »مسبع« و»مربع« وهو يتلوى ويتكسر بكل »فصاعة« و»مياعة« ويشكو بآهات حراقة ودموع غزيرة من ظلم ذلك »الحبوب الصغنن« الذي جننه و»زيغ عقله« وجعله في حالة لا يعلم بها إلا الله..!!
وهناك ذلك المطرب المتصابي الذي يتغزل ويصف مفاتن »حبوبه الصغير« ويستعرضها بكل شهوانية حيوانية مع أن هذا »العفط« في شيخوخة العمر..!!
والغريب والطريف- معا- أنك تسمع أحد هؤلاء »العتاولة« وهو يبث شكواه والتياعه من وإلى حبيبه ويرجو من أهل محبوبه أن لا يقسوا عليه وأن يخفوه من عيون الحساد لأن حبيبه كامل الأوصاف وهو »يستاهل إذا دلعوه« وبـ»الشنبوه يغسلوه« وهو »يمشي بخطوات موزونة« وليست عرجاء و»عاده صغير يربونه« كأنه »عجل« يعلفونه لتسمينه وتقديمه أضحية في العيد..!!
> مثل هذه البلاوي الفنية (!!) تسيء إلى براءة الطفولة وتكرس تلك النزعة الشهوانية تجاه أمثال ذلك »الصغنن« وقد تؤدي إلى انزلاقه في هاوية الانحراف و»البركة« في تلك الاغاني الملغمة بالغرائز الحيوانية!!
إنك بدلا من أن تسمع اغاني »نقية« تحمل قيما اخلاقية وتربوية موجهة من أولئك الأشاوس إلى »الصغنن« المحبوب تسمع أغاني سيئة المعاني ورديئة المقصد..!!
> في العالم المتقدم والمتأخر الاغاني من ذلك العيار بعيدة عن عالم الطفولة ولا توجه إلا الأغاني ذات الهدف التربوي والاخلاقي أما عندنا – نحن العرب عامة- فالوضع »احول« ومختلف ومقلوب على رأسه!!
> ماذا لو قدم هؤلاء المطربون أغانيهم للطفولة بنقاء وبراءة الطفولة وابتعدوا عن ذلك الإسفاف المخجل والكلمات والمعاني والمضامين البليدة الجارحة للطفولة والمسيئة لـ»الحبوب الصغنن« أما كانوا أسهموا في خدمة الطفل وثقافته!!
ولهذا لا تستغرب لو سمعت أحد هؤلاء »الأعفاط« وهو يتشنج ويتلوع ويتأوه ويغني »نونو شل عقلي« الله »يشله«.. آمين يا رب العالمين!!

قد يعجبك ايضا