عاجل: ميثاق شرف وطني !! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

 
 
عبدالله حزام
السير وراء هاجس الثأر الشخصي وإضاعة الوقت في الحسابات التي تبتعد عن حكمة “ابتعد عن الشر وغني له” لن يعيدنا فقط من جديد إلى لعبة شد الحبل السياسية التي أدمناها حينا من الدهر .. بل سندخل هذه المرة حلبة المبارزة بخفيف السلاح وثقيله .. التي تتوافر عند الساسة ومشايخ القبائل وفي البقالات ولدى جميع (الغرامة) .. وكان الله في عون رافعي شعار المدنية لأنهم ضحايا الأمس واليوم والغد..

وعند نقطة هذه المخاوف بات بمقدور الشباب أن يدوسوا فرامل سقف المطالب والاحتجاجات التي تحاول الأحزاب اليوم إخراجها من العام إلى الخاص..! وليقولوا (كفى) لأننا دخلنا موسوعة غينيس من بوابة المبادرات لحل الأزمة ومع ذلك نراوح في خانة العادات الرديئة التي نخشى أن تصبح تقاليد نذم(بضم النون) عليها إلى أبد الآبدين..

اليوم دقت ساعة العقل والحكمة ولم يعد هناك مجال للخوف من الاقتراب من حلول المشكلة لأنها بمبادرة الأشقاء في الخليج لم تعد “كرة نار” كما يظنها البعض وبإمكان الجميع الإمساك بها والوصول إلى مرمى السلم الاجتماعي والأهلي والوحدة الوطنية..ولنترك “الضرورة تقدر بقدرها” كما يقول الدين.

لقد سئمنا لعبة تعلل بعض أطراف الخلاف بموقف الشباب الذين يحاولون الزج بهم إلى المجهول بعد المبادرة الخليجية التي قال عنها حسن زيد:” أن الأحزاب ستقبل بها خشية انفجار الوضع عسكريا وحرصا على الدماء التي ستسفك والوحدة التي ستفتت وأيضا حرصا على العلاقة مع دول الخليج التي يجب المحافظة عليها”.! لكن لم يحدث من ذلك شيء..!!

وما نرجوه ألا نتحول كببغاءات سيئة التدريب عند الحديث عن مبادرات تعيد للبلد هدوءه الذي يتمناه الناس أجمعين أكثر من أي وقت مضى .. ونلقي بظلال الشك عليها وكأنها مشاهد كيدية عرضتها التلفزة الرسمية والمعارضة متعصبة لطرف على حساب آخر من باب أغلبوهم بالصوت والصورة..دون الالتفات لمصلحة اليمن..وخطر انقسام المجتمع في بنيته السياسية والاجتماعية والمدنية .

خلاص انتهت مرحلة البقاء في ساحة أرباع الحقائق ..لأننا في معمعة كبيرة قد تتفجر بشكل (مفخخ) ..والظرف يحتاج لحقائق كاملة ..لأن الحل في تصوري قبل كل شيء هو صدق النوايا تجاه القادم..كي تتبدد مخاوف الناس من خطاب إقصائي سمعوه على مدى الأيام الخوالي قد يذهب بنا فيما بعد إلى حرب المائة عام الشهيرة بين فرنسا وبريطانيا..!!

وحتى نتجاوز الراهن بتشظياته المؤلمة نحن بحاجة إلى منظومة أخلاقية وطنية رديفة يمكن صياغتها على هيئة “ميثاق شرف وطني” يعيد تهيئة الساحة الوطنية لمرحلة جديدة وإصلاح جدي يرتكز على الخلفية الصحية التي حملها شباب التغيير إلى الواجهة ..بعيدا عن الكلام السقيم وأشكال الانتقام أو أي أعمال تشبه ثنائية “توم وجيري”.. كما أننا لا نريد من جديد أن نسمع عبارة “ذاك الشبل من ذاك الأسد” التي مثلت مقررا دراسيا شبه يومي لأن الأشبال كثر من عوائل السياسيين والتجار والمشائخ وقد هرمنا بسببهم في الوظيفة العامة ومجلس النواب والمجلس المحلي وحتى في مجلس الآباء في المدارس وعقال الحارات.

نريد اليوم ميثاق شرف وطني يصادر عسكرة التغيير ومشيخة النضال الاسطوانة التي سئمناها ..ميثاق يخلصنا من توجسات وريبة أداء مؤسسات المجتمع المدني وفي مقدمتها الأحزاب والفعاليات السياسية لأن الدولة لا بد أن تكون تعبيرا وانعكاسا للمجتمع المدني..

وبطبيعة الحال نريد ميثاقا يجبرنا على القبول بالديمقراطية والإقرار بخيار تداول السلطة واللجوء لصناديق الاقتراع وضمان الحريات السياسية كخيارات وطنية وحتمية .. وسحب جميع قطع السلاح الشخصي وغيره من المواطنين وحصر استخدامه على الجهات الرسمية (شرطة وجيش) .. وفوق ذلك حزمة من قيم التعايش المشترك النابذة للإلغاء والإقصاء والاستبعاد التي لوحت بها بعض الأطراف مقدما من باب إزهاق الحق وإحقاق الباطل .

بقيت كلمة :دعوا الشباب الأبيض النقي وشأنهم بعد أن أعادوا ترتيب صورتهم في ذهنية العالم أجمع وتجاوزوا وصمة ظلت تلاحقهم منذ أحداث 11 سبتمبر بأنهم رمز للإرهاب والتخلف الفكري والديني.. دعوهم يقررون مستقبلهم وليس مستقبلكم السياسي .. فقط دلوهم على الخير الذي ستصبحون كفاعله .. أفعلوها مثابين لأنها مسألة سهلة وليست معقدة كمسائل المناسخات في علم المواريث..!!

قد يعجبك ايضا