لأننا في وطن الإيمان والحكمة نتفاءل
حسن اللوزي
حسن اللوزي
حسن اللوزي
نعم لقد جاءت المبادرة الأخوية الحكيمة لدول مجلس التعاون الخليجي في وقتها الدقيق والثمين للمساعدة في التغلب على الأزمة القائمة.. والمتفاقمة في بلادنا لتعزز ذلكم الأمل والتفاؤل في نفوس الجميع في اليمن.. وفي كافة دول مجلس التعاون ولدى كل من يحب الخير لليمن.. ولأهله من الأشقاء والأصدقاء في عالمنا الصغير.
وكأنها جاءت ملبية لهتافات الضمير الوطني اليمني الذي ظل يتمسك بنداءات كل القيم العقيدية والوطنية السامية على مدار الأسابيع الماضية وفي أيام الجمع التي كرست للإخاء والمحبة وللوفاء والولاء.. وللتسامح والوفاق والإصرار على الحوار وكان التصريح الصادر باسم المصدر المسئول في مكتب رئاسة الجمهورية واضحا.. ودقيقا في تحقيق الاستجابة القيادية الحكيمة لتلكم المبادرة والذي جاء فيه:
((لقد اطلعنا على البيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي الذي عقد بمدينة الرياض يوم أمس الأول الأحد الموافق 10 أبريل 2011م ومجددا تؤكد رئاسة الجمهورية اليمنية ترحيبها بجهود ومساعي الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي من أجل الإسهام في حل الأزمة الراهنة في الجمهورية اليمنية.. مؤكدا بأن الجمهورية اليمنية سوف تتعامل بإيجابية مع البيان الصادر عن ذلكم الاجتماع كأساس وبما يجنب اليمن ويلات الفوضى والتخريب وإقلاق الأمن والسكينة العامة والسلم الاجتماعي.. إلخ.
وقد اعتبر الكثيرون بأن المبادرة الخليجية جاءت لتحقق عز الطلب.. ولتمثل بالنسبة لجميع الأطراف اليمنية بمثابة طوق النجاة وللخروج من مأزق التمترس في الخنادق المتباعدة ومن حولها.. وما بينها أمواج متلاطمة في بحر سياسي هائج تريد أن تطيح بسفينة الوطن العزيز الغالي بعيدا عن مسارها الصحيح.. بعد أن افتقد البعض القدرة على الإمساك بزمامها وتهور في الاندفاع بها خارج الصورة الحضارية التي تم رسمها لها بفعل الأهواء التي صارت تنخر في بعض العقول والأوهام المستجلبة في نزعة شريرة من المحاكاة لأدوار لايصلح لها مطلقا مسرح العمل السياسي في بلادنا.. لأن اليمن.. يمن الوحدة المحصنة بالديمقراطية.. وقيام التعددية الحزبية والسياسية وحضارة الإيمان والحكمة وأصالتها المتجددة حالة عصرية وتاريخية أخرى مختلفة ولأن روح الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر مازالت روحا فاعلة ونضاحة بالعطاء واليقين الثوري وفي عنفوانها الذي مازال حيا.. ومشتعلا بعد أن صار مكاسب وطنية وشعبية عملاقة في عمق خارطة الحياة اليمنية وحركتها وتفاصيلها القائمة في كل أرجاء الوطن ولذلك فإن الأزمة القائمة بكل تعقيداتها وتراكماتها التاريخية لأربع سنوات مضت.. لم تزعزع أبدا من إيمان الشعب بثورته ووحدته وديمقراطيته وشرعيته الدستورية ولم تمس أبدا روح ومنعة وفعالية المؤسسات الدستورية القائمة.. وعجزت عن أن تعطل دورها في تحقيق المتاح من الممارسة الديمقراطية المسئولة والمقدور عليه في عملية البناء وفي الحفاظ على مكتسبات الحياة الحرة الكريمة وفي إطلاق الطموحات الشبابية الجديدة من أجل مواصلة التغيير والإصلاح ومقارعة الفساد والتقدم نحو زمن جديد ليمن أفضل.
فلم تجرح الأزمة إيمان اليمنيين.. ولم تغب أبدا حكمتهم برغم أنها أنهكت النفوس وفطرت القلوب وعبثت ببعض الرؤوس المتمرسة في مواقف الكيد السياسي والنكران المكشوف.. وعجزت عن أن تتواءم بأهدافها الضيقة خارج المساحات المتسعة سعة شوارع وميادين كل الوطن للحرية المسئولة وللتعبير البناء وللمعارضة الفاعلة وأخذت تتورط مع مرور الوقت في ممارسة الأعمال الأخرى التي تدينها هي نفسها في كل ماتصدره من بيانات أو تصريحات.. متجاهلة تارة الحقيقة المريرة التي تقول لها بأن لاجدوى لغير سبيل الحوار.. ورافضة تارة أخرى لكل دعوات التفاهم والحوار متذرعة في أغلب الأحيان بعدم توفر الضمانات اللازمة لتنفيذ مايتم الاتفاق عليه بين الطرفين المتنازعين.. باعتبار أن دعواها القائمة والمتواصلة تقوم على أن السلطة لاتلبث أن تتنكر لكل مايتم الاتفاق عليه وكأنها وحدها هي التي تتفق وتلتزم وتتعهد وتلتزم بالوفاء.
ليبقى في نظرها وموقفها هو العذر الأكبر.. أو المبرر الأكبر لرفض أحزاب اللقاء المشترك استئناف الحوار.. وادعاء عدم توفر الضمانات المطلوبة.. الكفيلة بتحقيق وتنفيذ مايتم الاتفاق عليه برغم تحويل كافة مطالبهم إلى التزامات ومبادرات قيادية واضحة ومعلنة أمام الشعب كله والرأي العام العربي والعالمي.
ولذا نقول لهم اليوم هاهم الأخوة الأعزاء في دول مجلس التعاون الخليجي هبوا صادقين ومخلصين لأداء هذه المهمة وتبنوا مبادرة أخوية لمعالجة هذه الأزمة وليكونوا شهودا على الحوار بين كافة الأطراف المتنازعة.. وضامنين لكل مايتم التوصل إليه وليقربوا المسافة بين جميع الأفكار والمطالب بالاحتكام للمبادئ والثوابت التي يؤمن بها الجميع.. وذلك بدعوتهم الحكومة