مزيد من الاستفزاز! 

معاذ الخميسي



معاذ الخميسي

معاذ الخميسي
 
عندما تفقد القدرة على أن تقف دون أن يهتز لك طول من الطبيعي أن تفتقد للتوازن وتضيع منك لغة العقل وتزيد أخطاؤك وتكثر هفواتك وتتعدد انتكاساتك ..وشيء وارد أن يرافق اهتزاز طولك وعرضك اهتزاز آخر في الحديث وفي الإفصاح بما تريد أن تقوله لتبدأ في خسارة من حولك بعد أن تكون قد خسرت نفسك
وإن كنت سأترك لعلماء النفس وأطباء التشخيص تقييم  اهتزاز الشخصية وتحليلها ليقدموا ماتيسر من العلاجات إن كان بالإمكان أن تنفع..سأقول في إتجاه آخر أن أي استفزاز يأتي من حالة اهتزاز ليس بوسعنا إلا أن نطلب منها المزيد لأنها تكشف ماهو حاصل من اهتزازات  وتقدم الصورة الواضحة دون رتوش وبعيدا عن الحاجة إلى تحليلها وتفصيلها لمعرفة أبعادها وعمقها ودلالاتها ..فهي تحكي حالات الضعف الذي لا يجدون ما يغطون به إلا تصدير الاستفزازات والشتائم والتحذير والتخويف والتهديد وما خف أو زاد وزنه من التجريحات والألفاظ الخارجة عن الأدب والقيم والأخلاق التي عرفنا أنفسنا كيمنيين أشد حرصا على أن لا نقع فيها مهما كان..ومهما اشتد أي خلاف ووصل الى أي مرحلة قد نتوقعها أو لا نتوقعها..فأخلاق وآداب التعامل والتواصل والتخاطب هي رأس مالنا جميعا ولا مجال لأن نستغني عنها أو نفرط بها..
ولاحظوا حتى الاختلاف في وجهات النظر وعلى مساحة الديمقراطية التي تنعم بها بلادنا وصلت إلى حد تسميم المنطق وشنق القيم ليصبح الطرف الذي يقف في الاتجاه الآخر خائنا ومجرما وملعونا ومرتزقا وبلطجيا ومطلوبا للمحاكمة وإن تجاوز عدده الملايين..وحتى وهو يقبل الرأي الآخر ويحترمه ويقدره ومستعد أن يدفع حياته مقابل أن يقول رأيه من يخالفه الرأي والتوجه !
ويزداد الأمر بشاعة حين تكون اللغة غير المقبولة هي أداة القياديين ممن يفترض بهم التعقل والهدوء والحصافة واللياقة فيصلون إلى مهاجمة الآخرين واستخدام العبارات غير المحتشمة والكلمات التي تتقافز منها شرارات الوعد والوعيد والرعيد..وبلا شك إن لم يكن يفهم أولئك المخضرمون والمستجدون  في المناطحة السياسية  أن هذه هي اللغة التي تثير النفوس وتزيد من ألم الناس فيحرصون على لم شملهم ومواجهة من يرمي بالتهم ويستخدم مفردات الإهانة تجاههم وإن كان منهم أغلبية صامته وجدت البوح في الأخير أفضل من استقبال التهم وتلقي التجريحات !
وليس خافيا أن أسلوب الويل والثبور وطريقة الهرج نصف القتال والاستناد إلى التخويف والتخوين أمر لا يمكن أن تجدي في المجتمع اليمني وعلى عكس ما قد يظنه البعض كل ذلك يثير السخط العارم ويوحد الصف ويعيد ترتيب البيت من الداخل حين يشعر الإنسان اليمني البسيط ان هناك من يحقر وينذر !
وإجابة جمعة الإخاء يوم أمس رد كاف لمن يشعرون بأنهم يجيدون توجيه الرسائل سواء تلك الرسالة التي تتحدث عن الزحف إلى غرف النوم أو الأخرى التي حولت الملايين من اليمنيين إلى بلاطجة ومرتزقة ومطلوبين للمحاكمة وربما للإعدام..يا سبحان الله!!
 
لذلك أقول.. مزيد من الاستفزاز..هداكم الله  !
 

قد يعجبك ايضا