طبيب التغيير..!! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

عبدالله حزام

تسارع الأحداث بشكلها الدراماتيكي على الساحة الوطنية..يؤكد صدقية المقولة التي تقول :”التغيير هو الشيء الثابت الوحيد في الكون”..لكن ما أرقي أن يأتي التغيير دون إراقة المزيد من الدم الذي بات منغصا للجميع صبحة وعشيا..

* وبالرغم من كل ماجرى ينبغي أن نؤمن جميعا بضرورة التغيير السلمي وحتميته الفعلية “بكل أريحية “بل والاصطفاف مع هذا النهج القويم دون تباطؤ ..وفي تصوري أن هذا أمر ماثل للعيان نلحظه عند الحاكم والمعارضة والشباب الذين يجددون اليوم قيم الثورة اليمنية وحيوية النهج الديمقراطي ..

* إذا – لامواخذة – لابد أن نتفق ومن الآن على “طبيب التغيير” وليس غيره ليبدأ إنجاز المهمة لأن الوقت لم يعد متاحا لسفسطة كلامية من نوع من سيبدأ أولا ¿..في ظل تأكل سريع لكل شيء حتى للقيم !! ..

* ولا مؤاخذة ثانيا ..لابد أن يبدأ التغيير من الفاسد الصغير والكبير و(النص نص )الذي تحول داء فسادهم إلى مرض عضال ولا مفرمن جراحات عاجلة وإن استدعى الأمر حتى الحقن بالإبر السامة.. تغيير ويطال عصاة القانون ممن ارتكبوا جرائم تقشعر لها الأبدان إن في المال أو الأنفس وساعدهم نفوذهم على تخطي نصوص العقاب واكتفاء أولياء الضحايا برفع الأيدي للدعاء عليهم في ظهر الغيب.!

* لكن ماأجمل أن يسير التغيير في تواز مع الشق الاجتماعي والاقتصادي لأننا أحوج الى تغيير يعيد ترمومتر الأسعار إلى نسبها الطبيعية بدءا من قاع معاناتنا المعيشية (رغيف الخبز والزبادي وأنبوبة الغازوفواتيرالكهرباء والمياه) والحصول على وظيفة بعيدا عن أذرع أساطيتها من مشائخ ومتنفذين وكل (عöفط) مدجج بكل فيتامينات القوة الخارقة للقيم..!

* تغيير (يشقلب) حياة من في الجولات من الشباب والأطفال الذين يتكاثرون كفطر بين شحاذ مستكين وبائع (جوال)غاص حبل (مسد) سلة بضاعته في رقبته وذراعه ألما وإملاقا..!

* وبالمقابل نريد من طبيب التغيير أن يكون بعيدا في مداواته عن الأطر التنظيمية ذات المنزع السياسي.. لأنها ذاتها التي تكرس عمق المشكلات القائمة التي يصرخ الناس اليوم في وجه مصنعيها:أغربوا عن وجوهنا!!

* وبدون خوف عليه أن يحدد خطوات للخروج من الأزمة الراهنة بأقل الخسائر المادية والبشرية ودون أن تمتد يد أحد إلى رؤوس ورقاب وصدور الحاملين لمشروع التغيير بسوء..وأن تكون خطواته ممهورة بوعي سياسي بخطورة المرحلة وحساسية القضية الوطنية من خلال رؤية وطنية تجنب البلد حرب “داحس والغبراء”..

* وأكثرمن ذلك على طبيب التغيير أن يترك المتربصين بالشباب خلفه ويستخدم أدواته المتخصصة والمعقمة من فيروسات الحزبية .. ومعها يسأل نفسه كيف نغير ¿وبماذا نغير¿ وإلى أي حد نغير¿ ويتوج هذه الثلاثية بسؤال رابع ومحوري يبدأ باستفهام:ما هو التغيير الذي يلائم بلادنا¿..

* وبوصفي نباتي لا أتعاطى لحوم الحزبية السياسية أقول للجميع : أن يستوعبوا أن التغيير ليس حفلة لتبديل الجلد كما ظنه (البعض) ..لأنها لن تكون حالة من الامتياز المقدس ما بعد التغيير ..كما لا يجوز لأحد أن يزايد على آخر من ذلك الطرف أو ذاك في منسوب وطنيته ..لأن المسألة بحسبة التوقيت واللحظة ليست إلا خلاف في وجهات النظر على أدوات التغيير ومدى مأمونيتها وليس على التغيير ذاته كقيمة وسعي مطلوب من السواد الأعظم .

* وعلى سبيل رؤية النصف الملآن من الكأس ..سنفترض اختلاف الأطراف على أدوات التغيير لكن دون تشاطر طرف على آخر ضمانا لتكافؤ الحوار الذي ينبغي أن يقود الوطن إلى منطقة وسط فيها “المأمول خير من المأكول” كما يقول العرب ودون أن نعمöد إلى أسلوب (ألف ليلة وليلة)في السرد والتطويل لأن التغيير يحدث تلقائيا و بتدخل البشر ولا يحتاج الأمر إلى سؤال الفيزيائيين عن المعادلة ..لأن العجلة تدور سريعا.

* وعلى أية حال شكرا لمن استدعى قاموس الحكمة ليذكر الجميع بالحكمة التي تقول : “الغنم المتفرقة تقودها العنز الجرباء” لأن هذه العنز هي من ستعيدنا إلى مربع ما قبل التغيير وربما إلى ماقبل الجمهورية إذا ما سمحنا لخيالنا اليوتوبي أن يتمدد أكثر باتجاه (معي أوضدي) ..وحتى نجنب البلد يوما أطول من ليل الشتاء علينا أن لا نقنط من رحمة رب العبا

قد يعجبك ايضا