لن نيأس من الدعوة للحوار
حسن اللوزي
حسن اللوزي
حسن اللوزي
في كل الظروف المدلهمة.. وحين يكون الاختلاف والإمعان فيه حتى يصل إلى حافة الشقاق يتعزز التمسك بالحوار.. والإصرار على استئنافه والسير به قدما للتغلب على كل الظروف أيا كانت صفتها والمصاعب أيا كانت طبيعتها وذلك هو إيمان والتزام فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية باعتبار أن الحوار هو المخرج الذي يدل عليه الإيمان الصحيح والعقل الحصيف والمصلحة العليا المشتركة فلا بديل عن الحوار.. وبخاصة عندما يكون هناك وضوح في المواقف المبدئية والأفكار المعلنة التي سوف يدور حولها الحوار..
فالحوار نعمة غالية من نعم الله على الإنسان منذ أن كان والتمسك بالحوار هو من جوهر الإيمان الصحيح الذي يستدعي لطف الله بعباده المتقين.. والذين يؤمنون بمعنى الأخوة الإيمانية في قوله سبحانه وتعالى: (إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم)) صدق الله العظيم.
وما أحرى بنا نحن الذين شهد لهم الرسول الأعظم والنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ((بالإيمان والحكمة.. والفقه)).. أن نتمسك بالحوار وأن نلتزم ونعمل من أجل تنفيذ مايمكن التوصل إليه في الشأن الجليل الذي تدور حوله الاختلافات.. من أجل أن لاتكون هناك فتنة بين الأخوة في الوطن الواحد.
وقد تحدث وكتب الكثيرون حول هذا المطلب الجوهري الذي يسبق كل المطالب الأخرى لأنه سوف يوصل حتما إلى تحقيق الاستجابة الأخلاقية والإيمانية لما يتم التوصل إليه.. والاتفاق حوله وفي المقدمة من ذلك حكومة الوفاق الوطني.. أو حكومة الإنقاذ الوطني وأيا كانت القسيمة فإن عظمة وقوة هذه الحكومة القادمة بإذن الله سوف تتحقق بصورة تلقائية حين يتم تشكيلها وعاجلا في ظل الشرعية الدستورية وبإنجاح وصيانة النهج الديمقراطي الذي قامت على أساس منه الجمهورية اليمنية.. وهو المطلب الجوهري والحضاري الذي يحرص عليه فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية كما أشار إلى ذلك في مبادرته التاريخية أمام المؤتمر الوطني العام وقبل ذلك أمام مجلسي النواب والشورى وكان أهم ما أعلنه في كلمته في ذلكم المؤتمر بأن الشباب هم أمل هذه الأمة وسوف تلبى كل طلباتهم.. محييا في ذات الوقت كل الذين قالوا منهم نعم للشرعية الدستورية ولا للشرعية الدستورية وبدون استثناء.
ولقد استهدفت المبادرة الرئاسية الرشيدة وقد صارت اليوم بين يدي قادة أحزاب اللقاء المشترك مباشرة بصورة أكثر وضوحا ودقة كما جاء في تصريح المصدر المسئول برئاسة الجمهورية يوم أمس بهدف الوصول وبصورة عاجلة إلى اتفاق تاريخي دقيق وناجع.. ووفاق وطني شامل يتحقق به الرضى والإعلان عن إرادة وطنية يمنية واحدة.. وعزيمة إيمانية حكيمة تلتقي في بداية تاريخ حضاري جديد على الأرض اليمنية تشارك في صياغته وبناء منجزاته الجديدة كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية والطليعة المباركة من شباب الوطن فضلا عن لحظة إنقاذ الوطن الغالي من كل مايتهدده وحفاظا على كل.. مكاسب الشعب الوطنية التي حققها عبر مسيرته النضالية الخالدة.
ونقول ونجدد القول بأن هذا التاريخ الجديد المنشود من قبل كل أبناء الشعب لابد أن يكون مكتوبا ومصاغا بيد كل الأوفياء المخلصين لوطنهم وشعبهم ووحدتهم وجمهوريتهم في كل الأحزاب والتنظيمات السياسية وفي ظل اصطفاف وطني شامل يتصدى فيه الجميع لأخطر التحديات الماثلة في ميدان واحد لا سواه هو ميدان الجهاد الأكبر.. الميدان الذي يبدأ بجهاد النفس أولا والارتقاء إلى عظمة الإيمان الصحيح والحصين والسير قدما في طريق العمل والبناء والإصلاح الشامل الدستوري والقانوني والمؤسسي وفي عمق بنية الدولة وسلطاتها المتعددة المركزية والمحلية.
وبحيث تكون قوة الحركة العقلانية هي الشباب الذين قدموا أغلى التضحيات وأزكى الأرواح والنفوس وهم شهداء الديمقراطية وللشباب الذين دعاهم فخامة الرئيس إلى الحوار الشفاف والصادق والمفتوح معبرا عن تعاطفه مع مطالبهم وقضاياهم وتطلعاتهم المشروعة واعتبرهم وما قاموا به تجديدا لروح الثورة وإذكاء لحيوية النظام الديمقراطي والذي يتعين على كل أبناء الوطن اليمني العمل على صيانته وتجديده استجابة لتحديات الحاضر والمستقبل.. والله من وراء القصد.