تأملات ..حتى لا يكون الإنسان عدو نفسه
محمد عبدالماجد العريقي
محمد عبدالماجد العريقي
سبعة ضحايا من أسرة واحدة انتهت حياتهم جراء انهيار مبنى سكني مكون من خمسة طوابق أواخر الأسبوع الماضي في شارع كلية الشرطة بأمانة العاصمة لا شك أن هذا الحادث خلف مشاعر الحزن والألم عند كل من سمع أو قرأ عنه فما بالك بأقارب وأهل الضحايا.
الحادث وقع حسب قول المعنيين في مكتب الأشغال العامة هو بسبب حملة زائدة في المبنى الذي لم يقم على قواعد وأعمدة خرسانية من الأساس ضف إلى ذلك وجود أجهزة خاصة بشركات تليفونات.
إذا كانت الجهة المختصة حذرت حسب قولهم قبل فترة من وجود تشققات في المبنى فلماذا تم السكوت عن استرسال صاحب العمارة بالبنى دون توفر شروط ومعايير بناء مرفق من خمسة طوابق وفي شارع رئيسي هام¿¿
ولا شك أن هذا المبنى ليس هو الوحيد الذي تم إنشاؤه أو سينشأ حاضرا ومستقبلا في أمانة العاصمة أو غيرها من المدن اليمنية فهناك الكثير من هذا النوع¿
لنقول أن هناك من الناس منهم “أعداء لأنفسهم” يقدمون على أعمال فيها من المغامرة والمخاطرة تودي في كثير منها بحياتهم وحياة غيرهم تحت دوافع الاستهتار وهناك من لا يدركون أو يجهلون خطورة مثل هذا التصرف فمثل هؤلاء بحاجة إلى جرعات مستمرة من التوعية والإرشاد لتجنب مثل هذه الأعمال المضرة.
نحن أمام مشكلة جهل .. وثقافة تهور واستهتار .. فتبدو حياتنا لا قيمة لها .. واقرأوا الاستطلاع الميداني الذي حرره عدد من الزملاء بصحيفة الثورة ونشر يوم الخميس الماضي (قضية الأسبوع) تحت عنوان وسائل الأمن والسلامة .. جهل أم إصرار على المخاطرة¿ والقضية تبين مدى الجهل والاستخفاف بمتطلبات ومستلزمات السلامة الفردية والأسرية والعامة هذا في المدن فكيف الحال بالريف الذي يسكنه 70% من سكان الجمهورية.
فمعظم منازلنا تفتقد لأدوات السلامة المنزلية وإذا وجدت فإن أصحابها لا يعرفون استخدامها.. فقد تتوفر في المنزل طفاية حريق لكن أفراد الأسرة لا يعرفون كيف يستخدمونها .. وكذلك الحال في وسائل النقل والمركبات كثير منها ليست مزودة بطفايات للحريق ولا ندري كيف الوضع بالمرافق الحكومية والخاصة.
إذا كنا حريصين على حياة وسلامة الإنسان فلا بد أن تكون الجهات المعنية بالسلامة العامة والخاصة قريبة من عامة الناس .. بالاتصال المباشر وعبر تكثيف برامج التوعية بالوسائل الإعلامية الجماهيرية.
واقترح أن يكون هناك إدارة مختصة على مستويات المديريات تراجع وتقيم وضع إجراءات السلامة على مستوى الأحياء ومزودة بالإمكانيات الفنية والبشرية اللازمة وأن تكثف أساليب التوعية في المدارس وتدريب عدد من النساء ليصبحن متدربات بين صفوف النساء في التجمعات السكانية بالمدارس والمراكز الصحية يقدمن دروس بسيطة لكيفية الإسعافات الأولية ومواجهة الحرائق والتنبيه لخطورة استخدام العلاجات المنتهية أو بدون تعليمات الطبيب.
أما الدولة فواجبها كبير في مسألة السلامة .. ابتداء من الالتزام بالمعايير والمواصفات بكل شيء .. ونقول كل شيء من استيراد الطعام والدواء .. إلى تنفيذ الطرقات إلى مد الناس بالمياه الصالحة للشرب .. فلا نترك للإنسان أن يكون عدو نفسه!!