القراءة الخاطئة … نتيجتها الطöنان!!! (1 – 2)
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
{ هناك فرق بين المهني والسياسي الأول تحكمه تقاليد المهنة والثاني تتحكم به قواعد اللعبة.
المهني يدافع عن مطالب أعضاء المهنة من خلال نضال مطلبي لا يهدأ والسياسي يناضل سلميا من أجل أهداف وثوابت عامة وحين يغلق على نفسه كل الأبواب والنوافذ فقل هي الحرب والسياسي الذكي لا يصل إليها إلا حين يكون الوطن في خطر.
وإلى جانب المهني والسياسي هناك الموظف وهناك الانتهازي الأول يدمج مصلحته الشخصية بمصلحة منú يمثلهم أو بالأصح يديرهم ويماهي هذا بذاك!! والثاني حيث تتجه الريح يتجه معها يدرك أحيانا أنها مدمرة فيقدم لها من حوله قربانا وينجو بنفسه غير عابئ بالآخرين!!
ينظر كثيرون إلى وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان على أنه سياسي متقلب مزاجي لا موقف له ينتقل من موقف إلى موقف وبدون مقدمات فلا يركن عليه كما نقول بينما الرجل وهو مؤتمن على مصالح طائفة ضمن المجتمع اللبناني الفسيفسائي التشكيل والتلوين وفي الأول والأخير فالحزب أي حزب انعكاس لمصلحة شريحة أو شرائح طبقة أو طبقات فئة أو فئات قوة أو قوى في المجتمع.
قرأ الرجل في لحظة ما الواقع في لبنان قراءة ما فقفز من السفينة إلى زورق 14 آذار مارس لتأتي لحظة أخرى فيكتشف أن قراءته كانت خاطئة ستخسره كل شيء فعاد إلى ركوب السفينة تاركا الزورق.
«المشترك» في بلادنا يقرأ الواقع معظم الوقت قراءة المهني حين يضع نفسه موضع السياسي فيخرج خاسرا وأحد مكوناته «الاشتراكي» قرر ذات انتخابات أن يقاطع فخسر الآخرة ويحاول كسب الدنيا من خلال المطالبة بالمقرات وكأنها قضية القضايا ولم يتعاف إلى اليوم كان جار الله عمر – رحمه الله – يومها أذكى خسر الاشتراكي كثيرا وابتعد عن الناس كثيرا ويظهر المشترك الآن خاسرا ولم يعد لديه قضية سوى كيف يعيد الجمهور بعد التعبئة من الشارع!!
حين اتجه الناس بأنظارهم بدون استثناء إلا القيادات إلى إنجاح «خليجي 20» باعتباره مناسبة يمنية بامتياز ظهر المشترك ضد التيار!! وعليه أن يعترف بقصر النظر.
ولسنا بحاجة إلى أن نعد أعداد القراءات الخاطئة والحسابات الخاسرة والمكابرة التي يقودها إليه أشخاص يدمجون مصلحتهم ضمن ما يفترض أنها مصالح الناس فيفوزون كأشخاص بجزء من غنيمة محتملة ويخسر المشترك!!
والقراءة الأخيرة للمشهد في الداخل وما هو حولنا كبلد تؤكد القراءة الخاطئة المؤدية إلى خسران مبين.
يرفع سقف مطالبه إلى السماء ولا يدرك على أي أرضية يقف إلى حد أن الأرضية طارت والسقف انقشع يظهر المشترك مكشوفا فمنطق أن نحصل على كل شيء أو لنخسر كل شيء أنساه أن هناك وأولهم الدكتور ياسين كانوا يقولون للبيض : من السطر الرابع أو الخامس لا مشكلة لكن عناد الرجل كأعمى سياسة ظل في السطر الأول لتطير الأسطر كلها!! فمنطق «إما كل شيء أو لا شيء» لا يمت للسياسة بالمطلق السبب القراءة الركيكة لمعطيات الواقع ومؤثرات الريح التي تهب من حولنا ويخيل إليك أن بعض السياسيين أحيانا يبالغون فيحاولون إقناعك أننا أصبحنا بلد آخر قل السويد قل الدنمارك قل النرويج!! فالمطالب التي يرفعها المشترك دائما وإن قبل بها المؤتمر أحيانا تحت وطأة الظرف أو بسبب دونية يتعامل بها رآها أي عاقل صعبة التطبيق يفهم أي محلل أن السياسي يرفع سقف مطالبه حتى إذا وصل الناس إلى طاولة التفاوض المباحثات الحوار ساوم السياسي الذكي وعمل حسابا أن هناك طرفا آخر أمامه له مطالبه ويمثل قوى موجودة في الساحة ولذلك يصل الناس إلى المنتصف وتؤجل مطالب أخرى إلى مرحلة أخرى وهكذا المهم كيف تكون ذكيا وتعرف تلعب بأوراقك.
خذ مثلا حين يطرح البعض مسألة الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو القائمة النسبية هل سأل أحد نفسه : هل البلاد مهيأة لهذه القائمة¿ هل هي مناسبة لها¿ أم أن الأمر مجرد نقل تجارب آخرين قد لا تكون تجاربهم مناسبة لظروفنا¿ ما الذي سيترتب عليه تطبيقها¿ هل الواقع قابل أم لا¿ والفيدرالية أو عكسها لنكن صادقين هل يتحملها الظرف ليس الداخلي فعليك أن تدخل ما حولك في حسبتك أسئلة كثيرة يجب أن تضعها أمامك.
للحديث بقية