صباحكم وفاق 

معين النجري



معين النجري

معين النجري
ستؤدي حكومة الوفاق الوطني صباح اليوم اليمين الدستورية أمام نائب رئيس الجمهورية وسيدخلون رسميا مكاتبهم في الحكومة لممارسة أعمالهم ليكونوا مسئولين أمام الله وأمام الشعب وأمام أنفسهم عن كل حركة وسكون سيقومون بها في دائرة أنشطتهم الرسمية . لذا سأوجه خطابي اليوم لهم حتى لو لم يمروا عليه.
يجب أن تتذكروا جيدا يا سادة يا وزراء حكومة الوفاق وأنتم تؤدون اليمين الدستورية.. وأنتم تجلسون على مكاتبكم الوزارية.. وأنتم تتعاملون مع مشاكل المواطنين وهمومهم وتطلعاتهم يجب أن تتذكروا كل ما عاناه الشعب اليمني من متاعب وآلام وجراح بلغت العظم طوال الفترة الماضية تحملها المواطن صابرا ومحتسبا وراجيا من الخالق سبحانه وتعالى أن يفرج أزمته ويجلي غمته. ويحسب أن الله قد استجاب لدعاء المواطنين في كل زاوية من هذا البلد حين وقعت الأطراف السياسية اليمنية على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة.. وها أنتم اليوم تؤدون اليمين الدستورية لتكونوا شركاء بناء لا فرقاء هدم.
و حين يضع كل واحد منكم يده على المصحف لأداء اليمين يجب أن يوقن أنه أصبح _ من لحظتها _ محاسبا أمام الله على كل ما سيشهده الوطن من أحداث وتطورات مستقبلية إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
لقد قدر لكم أن تكونوا جزءا من الحل فلا تجعلوا أنفسكم مجرد أدوات لعراك ناعم ربما يسعى البعض لإنتهاجه بدلا عن العراك الدامي الذي شهدناه خلال الفترة القليلة الماضية.
كونوا على ثقة ان المواطن مل من كل تلك الماراثونات العقيمة والمماحكات والمناكفات المرهقة وأصبح يعول الكثير على الحكمة اليمانية المغيبة كل تلك الفترة واليوم كلما نفذتم خطوة في بنود المبادرة الخليجية انحسرت هواجس القلق في النفوس وتعززت مساحة الأمل وبتأديتكم اليمين الدستورية ستمنحون الأمل دفعة قوية وسيستبشر المواطنون بقرب إغلاق هذا الملف وعودة الحياة إلى طبيعتها.
أشياء كثيرة لابد أن تكون حاضرة في نفوسكم وأعتقدها كذلك حتى لو حاول البعض تجاوزها نتيجة التراكمات الكثيرة وما تركته الأزمة من شروخ في الشعور والثقة لكن حقيقة أنكم هنا في هذه المناصب يمنيون فقط ولا شيء غير ذلك لا يجب ان تغشاها غبرة ولا ترهقها قترة ولا تغيبها لحظة ضعف أو نوبة غرور . فقد وافقتم جميعا على تحمل المسئولية في مرحلة حرجة تمر بها اليمن ويجب أن ترتقوا بتفكيركم وهمومكم وأنشطتكم إلى مستوى وطن يحتضن 25 مليون يمني ينتظرون منكم خطوات جادة وجريئة تساعد على إخراج البلد من الأزمة إلى أرض صلبة يستطيع فيها استعادة قوته ومن ثم الانطلاق نحو مستقبل ينشده الجميع فالمواطن البسيط سواء في المدن المزدحمة أو الجبال والوديان والقرى اليمنية البعيدة لا يعنيه أبدا لون الرجل الذي يجلس على الكرسي ولا انتمائه السياسي ولا المناطقي ولا المذهبي.
ما يعنيه ويهتم به ويمنحه الرضى أو السخط هو انعكاسات أنشطة هذا المسئول على حياته اليومية البسيطة.
واعتقد ان المواطن اليمني اليوم قد نجح في التخلص من كل المعايير والاعتبارات والفلترات القديمة التي كان يمرر الناس من خلالها وأصبح يقيس صلاحية الرجل من خلال تحسن أو تدهور مستوى معيشته لذا أتمنى أن تكونوا أكثر حرصا على بناء علاقة جيدة مع هذا المواطن لأنه من سيثبت المحسنين منكم على كراسيهم وبكل تأكيد سينتزع المفسدين.
 

قد يعجبك ايضا