حكومة الوفاق.. سر النجاح! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

عبدالله حزام
بتشكيل حكومة الوفاق نكون قد فتحنا نوافذ الأمل وبدأنا بإغلاق (شواقيص) رياح السموم.. والمفترض بالمرة أن نستعد لمغادرة صالة الصبر والاقلاع بعيدا عن أجواء البيت الشعري الذي يقول:
اصبر قليلا فبعد العسر تيسير
وكل أمر له وقت وتدبير
لأن رصيدنا – من الصبر – أصلا قد نفد تماما بعد عشرة أشهر عجاف.
> وبتشكيل حكومة الوفاق واللجنة العسكرية المعنية بتحقيق الأمن والاستقرار نكون أيضا قد تجاوزنا – نظريا – نظرية (الأذية المستدامة) التي تبقى منها عمليا قوارح تعز وصنعاء بين الفينة والأخرى.
> وعطفا على ماسبق نقول للجميع (موقعين على المبادرة وغير الموقعين): بالتأكيد ليس كل الناس نظرهم ستة على ستة.. لكن أرحم الراحمين خص (الجزر) من الخضروات بمهمة تقوية النظر والهم بني البشر تطوير أدوات تعوض فاقد السمع والبصر..
> وبالتالي فالناس يشاهدون ويسمعون إيقاع مهرجانات (القوارح) في تعز وصنعاء والتي بدت كمحاولة يائسة لإعاقة تنفيذ المبادرة الخليجية وحكومة الوفاق الوطني المنسوخة في أم المبادرة والتي ولöدت أمس الأول على الموعد وبشكل طبيعي ودون تدخل جراحي..
> وأمام هذا السير المبارك في تنفيذ مصفوفة الآلية التنفيذية للمبادرة ظهر هواة (القوارح) وكأنهم في حال السكرة ولم تأت الفكرة بعد بالنسبة لهم.. ويقيني يهمس في أذني أنهم سيعودون بخفي حنين.!!
> لكن.. للأمانة حتى وبعد تشكيل الحكومة واللجنة العسكرية اشعر وكأني أتناول جرعة تشاؤم إجبارية وبشكل يومي حين اسمع قوارح الحصبة وأشاهد أفلام الأكشن في تعز التي يعربد فيها المسلحون من (حمران العيون) كجراد منتشر…. وإن كانت اليمن مقبرة لجحافل تلك الآفة على الدوام لان الله من علينا بنعمة التهامها..!!
> واختصارا.. حتى لا أفسد عليكم أجواء التفاؤل بالحكومة الجديدة أقول: ليس – منا من أحد إلا ومعه – كتيبة أصدقاء من تعز وعلى الدوام يقتاتون حديث المدنية أربع مرات في اليوم وبالتالي من يحاول اليوم إلباس تعز عباءة مقاس (حمران العيون) يغلط في الحساب لأن أبناءها يعرفون جيدا من يحاول إلباسهم ذلك المقاس الملطخ بدم الأبرياء.. وليس أمام الحمر المسúتنúفöرة التي فرتú مöنú قسúورة من مسلحي تعز إلا أن يولوا الدبر قبل أن تلفظهم مدنية المدينة بعيدا.
> وفي السياق لا – أقل – من- أن تبدأ اللجنة العسكرية والحكومة الجديدة بإماطة أذى المظاهر المسلحة من طريق عباد الله الصالحين دون التوقف ولو قليلا في استراحات الصمت والخجل ولو أن الحياء نصف الإيمان.. وتعلن على الملأ أسماء أبطال حروب مابعد التوقيع على المبادرة في تعز وصنعاء.
> غير ذلك سنظل نقلب أسئلة القلق على نار أوجاعنا:لماذا وقع الناس إذا المبادرة الخليجية¿ هل ليتواصل مهرجان حرب من طاقة لاطاقة كما يحدث في تعز وحدث في حي مجلس الوزراء والحصبة وصوفان قبل أيام¿ أم من أجل أن يرفل الناس بعودة الأمن والأمان وأبواب الرزق الحلال الذي أوصدت معظم أبوابه منذ بداية العام¿
> من جهة ثانية لابد من الإشارة إلى أن الجميع اليوم (سلطة ومعارضة) يمارسون السلطة وننعتهم جميعا بلفظ: الجانب الرسمي الذي يتحمل مسئولية بني آدم بحاجة إلى ماء وكهرباء وغاز وبنزين ووظيفة وأمن وأمان..
> ونصيحتي أن تسير الحكومة ابتداء في مسارين: الأول أن تمضي بحكمة التغيير التدرجي وبعيدا عن (العöراك) على مناصب الدور الثاني وتكوين العصبويات والجبهات المناطقية والعنصرية التي ستقضي على الحكومة بالضربة القاضية.. فالناس قد اكتسبوا ثقافة الاحتجاجات التي لايقف أمامها بهرارة وزير أو مدير أو حتى نياشين قادة الألوية..!!
> والمسار الثاني أن ينفذ وزراء الحكومة إلى قاع المجتمع كلا فيما يخصه.. دون الركون إلى تقارير (كلو تمام يامعالي الوزير).. ولنا أسوة حسنة في وزراء العالم المتقدم الذين لاتأتي الانتخابات الجديدة إلا – وهم – يبحثون عن التقاعد أو إجازة طويلة يتخلصون فيها من تعب ونصب الوظيفة العامة التي أعطوها كل وقتهم وإخلاصهم..
> ودوما مواصلة الإيمان بأن الوظيفة تكليف لا تشريف.. عندها سيصل وزراء حكومة الوفاق إلى تحقيق الغاية من قول الحكيم العربي: “أحúسöنú إلى الناس تستعبد قلوبهم”.. وهذا سر النجاح..
وحكومة وفاق مباركة على الجميع.
 

قد يعجبك ايضا