مابعد المبادرة الخليجية (3) 

ناجي عبدالله الحرازي



ناجي عبدالله الحرازي

ناجي عبدالله الحرازي

 

و لكي تتوفر لدى الجميع قناعة مطلقة لا تقبل الشك أو الجدل بأن مرحلة مابعد المبادرة الخليجية هي بالفعل  – لا بالقول فقط – صفحة جديدة من تاريخ اليمن السعيد فلابد من إعتبار قتلى الأزمة الأخيرة شهداء اليمن وجرحاها جرحى اليمن بدون تمييز أو مفاضلة.

هؤلاء هم من يجب أن تهتم بهم حكومة الوفاق الوطني إلى جانب من تضرروا بشكل مباشر أو تضررت ممتلكاتهم نتيجة للمواجهات المؤلمة التي عشناها خلال فترة الأزمة. وهم  يستحقون التعويض بلا تسويف أو مماطلة

و إذا ما حسمنا هذا الملف الشائك ونظرنا مليا في الظواهر السلبية المرتبطة بالفساد والسوكيات العامة التي نرغب جميعا في التخلص منها فسنجد أمامنا أيضا قضايا شائكة تتطلب من جميع القوى السياسة اليمنية وعلى رأسها الأحزاب التي ستكون مسئولة عن ما سيحدث في اليمن خلال الفترة المقبلة ( أحزاب حكومة الوفاق الوطني) الوقوف أمامها وتأملها والبهث في تفاصيلها بروح جديدة .. روح المبادرة الخليجية

هذه المبادرة التي وإن لم يقبلها البعض الا أن الهدف منها لم يكن فقط وضع حد للأزمة الأخيرة التي عصفت باليمن واليمنيين خلال العام الجاري  بل لاشك أن الأشقاء في دول مجلس التعاون الخلجيي ومعهم الأصدقاء في الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان وأنحاء العالم أرادوا جميعا ضمان إستقرار وأمن ووحدة اليمن واليمنيين لكي يتسنى المضي قدما في حل مشاكل التنمية والتركيز على المستقبل بدلا من العيش في الام الماضي.  

من هذه القضايا المصيرية التي تشغل  الكثير إذا لم نقل كل اليمنيين تلك المتعلقة بمصير الجمهورية اليمنية ومستقبل وحدة البلاد والعباد وما يقال عن حراك جنوبي نشط أو ميول إنفصالية أو ما شابهها ..

هذه القضية – وبلا مجاملة أو محاولة لذر الرماد على العيون أو غرس رأس النعامة في الرمال – تحتاج من العقلاء إلى بحث عميق ومفصل ومشاورات ودية على قاعدة أن اليمن ملك لجميع اليمنيين وأن ليس من حق طرف ما  أن يستحوذ على القرار أو يفرض إرادته على الأخري    وذلك من أجل الإتفاق على رؤية موحدة لمستقبل البلاد والعباد ولكي يرتاح أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ومعهم بطبيعة الحياة أبناء اليمن في الداخل والخارج ويتطلعون نحو مستقبل أفضل .

 كما أن هناك مشكلة محافظة صعده التي بدأت بخلاف في وجهات النظر ثم تحولت إلى مواجهة مسلحة بين من يطلق عليهم البعض وصف “الحوثيين ” وبين قوى تم حشدها تحت مبرر الدفاع عن الوطن والنظام الجمهوري .. وهي مواجهة  كبدت اليمن واليمنيين الكثير من الخسائر البشرية والمادية ومازالت أثارها ماثلة حتى اليوم

هذه المشكلة هي الأخرى بحاجة إلى تعامل حكيم من قبل الحكومة المنتظرة .. حكومة الوفاق .. لعل أهل صعده .. إخواننا وأخواتنا .. يرتاحون من تداعياتها ولكي تعود الحياة إلى طبيعتها في تلك المحافظة الصامدة  .. ولعلنا جميعا نرتاح ونحشد جهودنا لمعركة التنمية ولمواجهة مانعتقد أنها تحديات مشتركة  ولبناء مستقبل أفضل.

قد يعجبك ايضا