هل اليمنيون فقراء بإرادتهم¿ 

الدكتور عبدالعزيز المقالح


الدكتور/ عبدالعزيز المقالح

 
 
 
د.عبدالعزيز المقالح
كم ستبدو الإجابة على هذا السؤال – (العنوان) صحيحة ودقيقة إذا كانت بالإيجاب فاليمنيون أغنياء بعددهم وأغنياء بما على أرضهم من خيرات وموارد طبيعية لا حصر لها وهم في الوقت ذاته فقراء بسبب من خلافاتهم وتنازعهم السياسي وبإصرارهم منذ أقدم الأزمنة على أن يكونوا في المقدمة أو في الصف الأخير علما بأن ليس في الوطن العربي أرض كأرضهم في تنوعها الجغرافي من الجبال الشامخة إلى السهول المنبسطة وفي المساحة الزراعية الشاسعة في تهامتي الشرق والغرب فضلا عما تنتجه المرتفعات يضاف إلى ذلك كله هذا الامتداد البحري بما يختزنه من ثروات سمكية ليس لأي قطر عربي مثلها.
ومن هنا فالفقر الذي يعاني منه الشعب في هذه المنطقة من الوطن العربي ليس فقرا طبيعيا وهو ناتج عن غياب الإرادة الوطنية الإيجابية وقائم في الوقت نفسه على إرادة سلبية جعلتنا في هذا البلد من أفقر شعوب العالم ومن أغناها بالنظريات وبانشغال كل المواطنين دون استثناء بالعمل السياسي الذي شغل الجميع عن الاهتمام بما على أرضهم من خيرات وفي مقدمتها خيرات البحر المنهوبة والضائعة والتي لم نحسن حتى الآن الاستفادة منها سوى في حدود عشرة في المئة فقط كما يقول واحد من كبار المسئولين وهو ما جعلنا فقراء بإرادتنا فالشعوب التي تمتلك الحد الأدنى من الوعي ترفض الفقر وتأبى أن تعيش على التسول واستجداء المساعدات من القريب والبعيد.
وأجزم أن كل المعالجات السياسية والاقتصادية التي تمت وتتم في الوطن العربي وفي بلادنا خاصة ستظل محكومة بالفشل إلى أن تتنبه حكوماتنا الموقرة إلى مصادر الخلل لا سيما بعد افتضاح كثير من أساليب المعالجات الفوقية والشكلية وإتاحة الفرصة للأغنياء ليزدادوا غنى وترك الفقراء ينحدرون من فقر فاحش إلى فقر أفحش. وإذا كانت جمعيات الإصلاح والصدقات قد قامت – مشكورة – بجل مشكلات ثلاثة في المئة من فقراء الوطن في أحسن الأحوال فمن سيرعى الملايين الذين تزداد أوضاعهم سوءا وتتسع أعدادهم بنـزوح مواطني الأرياف الذين هجروا قراهم وجاءوا إلى المدن ليشاركوا أهلها في بعض الخيرات وليستنيروا بأضواء كهربائها المتقطعة!
إنني هنا لا أتهم أحدا من الاقتصاديين أو أذهب إلى التشكيك في حسن النوايا لكني أشير فقط إلى نوع من التخبط وعدم جدوى الحلول التي طال أمدها وإلى تجنب الاختيارات الصحيحة والممكنة لتحرير الوطن من الفقر وما يترتب عليه من بقاء الوطن في قوائم البلدان الأكثر فقرا وهو يتمتع بكل الإمكانيات وبكل هذا القدر من الثروات الطبيعية المهملة والمتروكة لاستغلال الآخرين.
إن حقائق الواقع وخلاصة الرؤى المنطقية تقول: أن تكون فقيرا بالضرورة فذلك قدرك وأمر خارج عن إرادتك أما أن تكون فقيرا بإرادتك وإهمالك وعن خلل في التفكير والتدبير فذلك ما يشكل آلاف الحجج الدامغة عليك وعلى حاضرك ومستقبلك وما يجعل منك ومن البلد الذي تنتمي إليه مصدرا لأقسى أنواع السخرية والاحتقار. فهل آن لنا أن نعي الدرس وأن يفهم القاصي والداني الحاكم والمحكوم من أبناء هذا البلد أن علينا أن ندرك أبعاد المشكلة ولا نكتفي بالوعي بها فقط وإنما البدء في مواجهتها وتسخير كل الموارد المتاحة والمنظورة للخروج عاجلا ونهائيا من دائرة السخرية والاحتقار.
الدكتور أحمد الصائدي في سيرته الذاتية: “من القرية إلى عدن.. جسر بين عصرين”:
يحتاج الحديث عن السيرة الذاتية الصادرة منذ أيام للأستاذ الدكتور أحمد الصائدي إلى دراسة معمقة ومطولة تتناول بالتفصيل أبعادها المحلية والعربية والعالمية. وما هذه السطور القليلة إلا إشارة عابرة للفت انتباه القراء الذين يرغبون في التعرف على حياة هذا المؤرخ والأستاذ الجامعي والشخصية الوطنية التي تتمتع بأعلى درجة من الاحترام . لقد رصدت السيرة حياة هذا العلم عبر مجموعة مراحل تبدأ من القرية عبر عدن ودمشق وألمانيا وأخيرا صنعاء إلى كرسي الأستاذية..
 
تأملات شعرية:
ليتني..
ليت أن الجماهير
في الوطن العربي الكبير
تعود إلى رشدها
تدرك الآن أي طريق ستختار
في هذه العاصفةú.
ليت أن الشعوب التي تغتلي
في أتون الخلافات
تخرج واحدة واقفهú.

قد يعجبك ايضا