مشاهد يومية..الشيخ ابن الشيخ!!!!! 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

 

عبدالرحمن بجاش

{ يكون الناس قد اندمجوا حتى الأعماق مع خطيب الجمعة وحيث «الكلام محرم أثناء الخطبتين» لا تلتقط أذناك سوى الهمهمات صلاة على النبي محمد وآله وصحبه والمسجد هو المكان الوحيد في الكون الذي تهبط فيه وتسترخي ولا يشغلك شاغل سوى أنك تتوجه بحواسك إلى وجهه – فقط – حتى وإن تعالت أصوات البعض ممن لم يتربوا في بيوتهم ويدركوا كم أن الاحترام والخشوع واجبان في المسجد والصمت والصيام عن الكلام جزء من آداب صلاة الجمعة تسمع البعض يظل يصرخ في الحمامات ولا يستجيب لإشارة بعض العقلاء.

في لحظة تخرج من حالة الاندماج مع الخطيب حيث يلتفت الجميع يمنة ويسرة لأصوات متداخلة مع حركة أرجل كثيرة وحيث تتجه العيون صوب نقطة معينة عليك أن تدرك أن منú أخرج المصلين من صمتهم واندماجهم وصول الشيخ ابن الشيخ مع مرافقيه الذين يقفزون فوق الناس ويتخطون ظهورهم إذ لا بد أن يصلوا إلى المكان الذي سيجلس فيه برغم زحمة المصلين يكون السؤال الأول : لماذا لا يجلس الشيخ ابن الشيخ في آخر صف طالما وقد وصل أثناء الخطبة الأولى¿ تسأل رفيقك بعد الخروج من المسجد يجيبك ضاحكا : وكيف بايكون شيخ وابن شيخ!!

من حق الشيخ وابن الشيخ والمشائخ المستحدثين أن يدخلوا إلى المساجد لكن ليس من حقهم إزعاج الآخرين من حقهم أن يكون لهم إن شاء الله حراسات الكون كله لكن ليس من حقهم أن يدخل مرافقوهم بالسلاح وإلى متى سنظل نحمل السلاح حتى في الجوامع¿ ويكون السؤال – أيضا – : إذا لم يأمن الإنسان في المسجد فأين سيأمن¿ وإذا كان المسجد وهو المكان الذي تهفو إليه النفوس الخائفة والوجلة أمنا وتخلصا من كل خوف الدنيا ليس آمنا بالنسبة لك فأين البقعة الأخرى الآمنة¿ لا مكان سوى القبور ونحن لا نريد الناس إلا أن يموتوا بانتهاء الأجل أو شهداء فقط.

لا أدري لماذا يحرص الشيخ ابن الشيخ وبعض المسؤولين وحتى السابقين منهم أن يدخلوا إلى صلاة الجمعة مدججين بمرافقين مسلحين لا يدركون معنى احترام الآخرين إذ لا يجوز أبدا أن تزعزع طمأنينة المصلي فإن لم يكن فالحياء من أرحم الراحمين واجب وإذا لم تستح من رب العباد فممن ستستحي¿!

مرات كثيرة دخل الشيخ ابن الشيخ مع مرافقيه وبدلا من أن يظل المصلون يتابعون بأنظارهم وعقولهم وقلوبهم خطبة الجمعة تراهم – مستنكرين – يتابعون مرافقي الشيخ وكيف يتصرفون وعند الخروج لا بد أن يقفز كل مرافق من فوق ظهر المصلي الذي خلفه أو بجانبه لكي يلحق الشيخ ابن الشيخ وعند الأبواب ترى الناس متشوقين لرؤية هذا الذي شغلهم عن الصلاة وتسمع الهمسات : هذا ما يجوز ليش ما يخليش مرافقيه خارج المسجد وآخر يقول : على الأقل لماذا لا يتركون بنادقهم في السيارات¿ ويأتي منú يجيب سريعا : وكيف يكون شيخا وابن شيخ عندما يدخل لوحده¿ أو يشير إلى مرافقيه أن يصلوا كالآخرين بعيدا لا يمكن فالهيبة والهنجمة لا يكتملان إلا بـ «النخيط»!! وما يوجع القلب هو ما تراه حين تخرج فسيارات الشيخ ابن الشيخ تشغل المساحة الوسط من الشارع وعليها – أيضا – مرافقون يحرسونها ولا يصلون!! ما يوجع القلب أن كل ذلك يحصل وطقم الشرطة واقف هناك!!

وما أوجع قلبي أن جارا لي وقد صادف أنني دعيت إلى مائدته فحدثني والآخرين بمرارة عما حدث لابنه الذي صلى في نفس المسجد قال الأب : لقد «زبطه» أحد المرافقين بقدمه قائلا : ابعد من هنا سيمر الشيخ كان ابني سيقوم يرد عليه الجواب برجله لكنني مسكته وقلت له : يا ابني لن نقدر عليهم اشúك إلى رب العالمين هو الوحيد المنصف ماذا لو ذهب إلى الطقم واشتكى¿

أقسم بالله العظيم أن هذا ما حدث ولا أؤلöف من رأسي فالأمر لا يحتمل أن تدعي على الآخرين فقط يكون السؤال لهذا الذي بدلا من أن يخرج بعد الصلاة منكسا رأسه حياء وطاعة لرب الكون فيبدو أنه يأتي إلى المسجد – فقط – ليرسل رسائل في كل اتجاه وللناس : نحن هنا بدليل أنك لا تلاحظ حتى نظرة منه إلى مرافقيه : أن احترموا الآخرين أو حين يخرج من بيته عبارة واحدة : نحن ذاهبون إلى الصلاة فادخلوا مصلين وليس محاربين لكن «خرúجة» الشيخ ابن الشيخ وهو يوزع ابتساماته هنا وهناك تشعرك بأنه في واد آخر يخرج كأنه خارج من مجلس النواب المكان الآخر الذي يحتشد ويتزاحم خارجه وداخله وحوله المرافقون وتخيل مرافقين لأغلب النواب وها هم المشائخ أولاد المشائخ يحيلون المساجد إلى مجالس أخرى.

لا أدري لحظتها وصاحبي لا يزال يحكي متألما على ابنه ذلك التاجر الذي كان لسبب ما يمشي يحيط به مرافقون مسلحون وهكذا دخل يوما في منتصف صلاة الجمعة لينسحب الناس إلى الخلف وأنا كنت واحدا منهم فانسحبت لأترك المساحة للبنادق الآلية لاحظ هو متابعتي للمشهد وحي

قد يعجبك ايضا