مبروك تفوقنا في الاختبار 

الدكتورة رؤوفة حسن


الدكتورة/ رؤوفة حسن

         د/ رؤوفة حسن
عندما تتحمس الشعوب لقضية عادلة لا شيء في الدنيا يوازي قوتها وقدرتها على تحقيق تلك القضية. واليمنيون رجالا ونساء معارضة وموالاة اندمجوا في أمة وشعب واحد واجتازوا الاختبار على الواقع وحتى على انفسهم في خليجي عشرين.

عشرون عاما من الترويج السياحي والمحاولات لتنشيط الاستثمار وجهود ايجاد صورة خارجية ايجابية عن اليمن لم تثمر ولا انتجت ماحققته أيام قصيرة معدودة من انعقاد خليجي عشرين في صلب مواقع الروح والقلب عدن وأبين.

مبروك الفوز لنا كلنا ولكل الوطن. لا تقولوا لولا جهود الجيش والأمن ماكان النجاح وحدهم لا يرسمون ابتسامات الفرح على الوجوه ولا يفرضون كلمات الترحيب على رافض للضيف بل هي ارادة ورغبة وجهود كل صغير وكبير من كل الشرائح والتجمعات والاحزاب والتكوينات والطلاب والعابرين عادة دون مبالاة لشؤون الحياة والأمة.

جميعهم رغبوا وحلموا ثم ارادوا وبادروا وبعدها اجتهدوا ولم ينتظر أحد منهم توزيعا للأدوار فتغلبوا على واقعهم وأنفسهم ومروا بالاختبار الصعب فتفوقوا وفازوا وقالت لهم كل الدول المشاركة انكم رائعون فأعذرونا لأننا صدقنا من قبل أقوال العذال.

مبروك لنا جميعا من الذين خططوا وأصروا على التنفيذ إلى الذين تحمسوا فبادروا وأصروا بإرادتهم والتصميم على التحقيق والذين رافقوا والذين تحمسوا وحتى الذين ترددوا حتى لحظة الانطلاق مليون مبروك حان الآن موعد جني الثمار والاستمرار في هذا النوع من طرق الدمج للناس في قضاياهم المشتركة والعادلة حتى قيام الساعة.

المغضوب عليهم:

قبلات على وجه كل لاعب يمني شارك في المنتخب ووحدهم رغم كل المتناقضات واستحالة الفوز واجهوا بصدورهم وأقدامهم وأراوحهم واقعهم وظروفهم وحالات المعاناة اليومية من عدم التقدير معركة يعرفون سلفا أنها الضعف في مواجهة القوة والعشوائية في التهيئة والإعداد منذ الطفولة في مواجهة الاحتراف الذي نما تحت الرعاية والامكانيات والعرفان والتقدير.

واليوم يشعرون بالذنب ويتم تحميلهم كل المسؤولية اليوم هم موقع اللوم للذين قصروا ولا يرغبون في الاعتراف بتقصيرهم ويبحثون على قميص عثمان يضعون عليه الويل والثبور وكل القصور.

سامحوني أيها الرائعون فعندما قلت في العدد السابق أن الدفاتر لابد أن تراجع استمر الظن اني ككل الزفة أحمل اللاعبين الذين كانوا في صدارة المواجهة وكأنها خطوط النار في جبهات المعارك يضحي دائما الفوج الأول منهم ليحمي رفاقه الباقين.

الدفاتر التي تحتاج للمراجعة تخصنا جميعا محبين مشجعين أو متفرجين سلبيين أو منشغلين في صنع المشاكل لبعضنا البعض في كل حين. تخصنا ونحن نربي الصغار دون بناء للجسد السليم ليكون العقل سليما وتخصنا مدارس ونحن نعتبر حصة الرياضة جزءا من ضياع الوقت وتعويضا عن غياب المدرسين وتخصنا أندية ونحن نرغب ان تمطر السماء ميزانيات ولاعبين محترفين وأعضاء ناشطين.

وتسير تفاصيل القصة أكثر ليتحمل خطباء المساجد والدعاة ومنابر الاعلام والثقافة المنظمات الشبابية أو المهتمة بالشباب والإدارات التابعة لوزارة الشباب والرياضة والرعاة من المعلنين والراغبين عبر أموالهم في تحقيق الوجاهة والأجهزة الحكومية الأعلى المسؤولة عن أبناء وبنات الوطن جيلا بعد جيل هؤلاء من يجب أن تفتح دفاترهم ويحاسبوا بصدق دون تمييز.

الكل ليس لهم حق لوم اللاعبين بل من حق اللاعبين أن يسألوا ويلوموا ويحملوا المسؤولية لمن يجب أن يتحملها ويسعدوا فقد فعلوا أقصى مايستطيعون ليس من حق أحد أن يحملهم أي تقصير.

الوصول الى القمة بداية:

خارج اللعبة المشؤومة ومعها نجح اختبار الشعب واستحق درجة التفوق. لقد انسجمت إرادته مع إرادة قيادته السياسية وتوحد في أعماقه وحماسه كنسيج من الفولاذ لايشق له غبار. لكن الفوز له ثمن غالي ليبقى فهو فقط بداية الطريق.

فالطالب الناجح يسعى بنجاحه للفوز في مهارات الحياة الواقعية وجعل أحلامه تتحقق. وفوز اليمن الكبيريحمل تبعات المسؤوليات القادمة كي يعود للحياة معنى وللعمل قيمة وللحلم وسيلة وللخير والعدل وأمل من أجل أجيال قادمة بدون فوز لم نكن قد بذرنا لها سوى الاحباط واليأس وسددنا في وجهها كل سبيل.

قمم أكبر لابد من اجتيازها ومصاعب جمة لابد من مواجهتها ومعا نحقق الفوز والتفوق حتى نعتاد عليه ويتحول إلى سلوكنا اليومي كالشعوب المتقدمة والمتحضرة في هذه الأرض التي نقبع في زاويتنا منها متفرجين ومتهمين ولائمين.

مبروك الفوز الأول والقمة هي البداية وعلينا أن نجعل البقية تأتي. فأسبوع من الانتشاء بالنصر كفاية وحلت ساعة العمل والإنجاز والأحلام الكبيرة لتتحول الى واقع.

raufah@hotmail.com

قد يعجبك ايضا