مهرجان الكتاب المدرسي 

جميل مفرح



جميل مفرح

جميل مفرح

> قبل عدة أيام انتهت في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية الشقيقة وعدد من دول المنطقة العربية مهرجانات وأسواق متاجرة التمور وماصاحبها من فعاليات واحتفالات وطقوس عادات وتقاليد وقبلا من ذلك ربما بأسابيع انتهت في هولندا وعدد من الدول الأوروبية والهند في آسيا ودول أخرى مهرجانات وأسواق متاجرة الزهور وما رافق هذه المهرجانات من فعاليات وعادات وتقاليد منتهاها جملة وتفصيلا عمليات تجارية هائلة وأسواق تتجه صوب عالميتها رغم خصوصية تلك الطقوس والعادات والتقاليد في المهرجانات المرافقة لتلك المتاجرات والمرابحات..

وقبل أيام قليلة في بلادنا انطلق مهرجان تسوق نادر من نوعه يعكس خصوصيتنا الدائمة في كل شيء سواء أكان إيجابيا أو سلبيا.. ذلك المهرجان يتميز بكونه عشوائيا غير منضبط أو مدرج في جدول الفعاليات الرسمية أو التي تشرف عليها الدولة أو ترعاها وتدعمها أو حتى تتخذ تجاهها أي رد فعل من أي نوع.. ذلك المهرجان هو مهرجان تداول وبيع الكتاب المدرسي والمناهج التعليمية في بسطات الأرصفة التي تحفل هذه الأيام بأهرامات هائلة من الكتب المدرسية لخدمة طلاب المدارس وإعفائهم من فترات انتظار توزيع الكتب من قبل مدارسهم والذي يمتد أحيانا إلى نهاية النصف الأول من العام الدراسي وربما يتجاوز ذلك . 

> الأمر الباعث على الاستغراب وعقف علامات التعجب البلهاء أن تلك الأكوام الهائلة من الكتب غير مستعملة وإلا لهان الأمر كتب جديدة لم يتم استخدامها من قبل ولا تزال محزمة بالحبال البلاستيكية التي تخرج فيها منتظمة من مطابع الكتاب المدرسي.. ومن هنا لا مناص من مواجهة الكثير من الأسئلة والاستفسارات الثقيلة في مقدمتها من أين يحصل هؤلاء الباعة المتجولون وتلك البسطات العشوائية على هذه الكتب¿ وهل هو مسموح بالمتاجرة في هذا المجال وإذا لم يكن مسموحا فمن أين تتسرب تلك الكميات الهائلة من الكتب وكيف يتم السماح لتلك المهرجانات التجارية نهارا جهارا على مرأى ومسمع من الجميع أن تقام وكيف يتم تسعير تلك الكتب والمناهج وأسئلة كثيرة في هذا السياق تحتاج إلى مجيب لبيب.

علما بأن الكثير من الطلاب كما اشرنا سلفا لا يستطيعون الحصول على الكتاب المدرسي أو المنهج المدرسي مكتملا في كثير من مدارس العاصمة والمدن الكبرى فما بالك بطلاب المدارس في المدن الصغيرة وماذا عن طلاب مدارس مناطق الريف والمناطق النائية¿! هنا سيجد المتابع والمهتم الكثير من الحكايات والمآسي ممن مثل أشتراك عدد من الطلاب في منهج واحد أو كتاب معين وتصوير كتب وحبكها على شكل ملازم حرارية أو حلزونية وغير ذلك الكثير من الأمثلة والحكايات التي تحزن بالفعل والتي يستغرب لها بشدة من سمعها واطلع عليها وقادته صدفة أو قصد إلى بسطات ميدان التحرير وباب اليمن والصافية وغيرها من البسطات التي أوشكت على أن تكون سوقا رسمية بها عملاء الكبار وأسماء تجارية ووكلاء وما إلى ذلك من اشتراطات وصفات الأسواق الرسمية.

على سبيل الاقتراح ماذا لو كان هذا المهرجان رسميا وتشرف عليه الدولة حيث أنه يأتي متزامنا مع الإعداد لبدء العام الدراسي سنويا وتزامنا مع حملات الدولة الإعلانية والميدانية لأولياء الأمور لإلحاق أبنائهم بالمدارس وتوفير الكثير من التسهيلات في هذا الإطار¿ ماذا لو رافق هذه الحملات مهرجان منظم لبيع الكتب المدرسية بأسعار رمزية إلى جانب بيع وتوزيع الحقائب المدرسية والدفاتر والزي المدرسي.. ألن يكون ذلك امرا رائعا ألن يكون من الجميل أن نجعل الذهاب إلى التعلم وافتتاح العام الدراسي مهرجانا احتفائيا جميلا يشجع التلاميذ وأولياء الأمور إلى المسارعة إلى الالتحاق بالمدارس والانتظام في طوابيرها وصفوفها¿ ألن يكون ذلك رائعا بدلا من تحويل الكتاب المدرسي إلى سلعة تجارية تخضع لكل معاملات التداول السلعي من رواج وكساد وتحكم في الأسعار والتواجد حسب موجهات أولئك التجار والمرابحين بما لا يحق لهم المتاجرة والمرابحة فيه¿

> أعتقد بأن ذلك سيكون أجدى وأنفع من ناحية وأكثر حفظا لماء الوجه من ناحية أخرى والأمل كبير في قيادة وزارة التربية والتعليم للنظر في مثل هذا الموضوع الشائك وسرعة التصرف بما يذهب بنا وبطلابنا باتجاه عام دراسي ناجح أو فلنقل باتجاه مستوى دراسي وتعليمي ناجح الآن ومستقبلا..

> أخيرا.. ومن جانب آخر.. تجدر الإشارة إلى أن رسوم تسجيل الطلاب تتفاوت من مدرسة إلى أخرى ابتداء من مائتي ريال ومرورا بثلاثمائة وأربعمائة ووصولا إلى أكثر من ذلك هذا في أمانة العاصمة أما في المدن والمناطق الأخرى والأرياف والمناطق النائية فالله من وراء العلم كما هو من وراء المقصد والمبتغى.

gamofarreh @gmail.com
 

قد يعجبك ايضا