ثقب هوية.. المنسلخين! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

عبدالله حزام
> من نفس ذلك الثقب الأسود الذي دخل منه الاستعمار في جنوب الوطن سابقا يطل البعض اليوم برأسه راكبا ثج بحر الشتات والفرقة بعد نحو أربعة عقود من الاستقلال الـ30من نوفمبر1967م يبربرون (والبربرة في اللغة صوúت المعزö وكثúرة الكلامö والجلبة والصöياح) متمنين سماع أصوات هنس وشرشل من جديد!..
> بالرغم من أن  شعر الرأس يستقيم من هول ممارسات ذلك الاستعمار البغيض وأذنابه من مشيخات وسلاطين مثلت الرجس الأكبر في قاموس بلاء اليمنيين حينها..!ويكفينا من ذلك البلاء الذي تم وأده في المهد التذكير بمشروع (الجنوب العربي ) ككيان أحرقت الجماهير جثته المسخ وأخذها الريح!!
> وبمقاييس الحقبة ذاتها فإنها ممارسات لا تشبه في سحنتها البغيظة إلا وجه ممارسات الخمسة ملايين أبيض تجاه مائتي مليون أسود في القارة الأفريقية(1918-1970)!!.
والسؤال الاستنكاري هل بقى شك في حقيقة الاستقلال بعد43عاما¿ الحقيقة الساطعة التي أنجزت برافعة يمنية شكلتها أبعاد وطنية تحررية قائمة على قيمة :
اتسقني ماء الحياة بذلة            بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
> وسنسمع الإجابة بإجماع العقل والمنطق :(لا) لأن اليمنيين ساروا من صنعاء إلى عدن والعكس بدءا بـ26سبتمبر ثم 14اكتوبر على خط النضال الوطني الموحد حتى الاستقلال الذي لم تصمد أمامه مصالح بعض (الداخل)! المتواطئ عنوة مع المحتل والذي أصبح يحمل هوية خاصة  لاتنتصرالا لقيم الخنوع والضيم وعقوق الأوطان..وظلت تلك الهوية كمتلازمة لدى هؤلاء. .تظهر اليوم في صورة حشرجات من شارف على هادم اللذات!!
> على فكرة الآمر قد يضعنا  في سطور سجال حول هوية هؤلاء اليوم لأن أفعالهم تجاه انتقالات اليمن إلى مساحات الضوء تكشف عن تخليهم عن هوية الوطن الموحد ..وليكن خليجي 20الذي سنحتسي في خمسة ديسمبر مع الأشقاء الخليجيين نخب نجاحه الأخير واحدة من نقاط الضوء تلك ..رغم كل الترهات التي سبقت إقامته وأحالها الواقع إلى رذاذ سيئ الصيت!!ونفخ كير نارها بعض الداخل المناوئ لرخاء اليمنيين أما الخارج فليشرب من البحر فقد ألقمته استضافة خليجي 20بنجاح حجرا كبيرا!
> انها اذا استفاقة الحنين إلى التأطر  بنفس برواز صورة ماقبل الاستقلال الذي لايليق إلابصور المنفصلين عن هوية اليمنيين العروبية ومن البوم تلك الصور: علم شطري يرتفع خلسة أو دعوة مناطقية ترتعد خوفا في تورا بورا جبال اليأس والقنوط اواعتداء على الآمنين !!”والأفعال أبلغ من الأقوال”..!
> وعلى إيقاع الموسيقى التصويرية لذلك المسلسل الحزين..أسأل كيف ستردون على من يقول والسؤال للجماهير:أن خليجي 20 لم يكن بروح رياضية..بل بروح أمنية وسياسية¿!
> لن أنتظر حتى تأتي الإجابة لأن الرد العاجل يتوجب عمل استدارة 180درجة للسؤال لكي يصبح هكذا:هل ذلك الحضور الجماهيري البهي والفسيفسائي في الملاعب والذي مثل وحدة وطنية ووحدة أمة امتدادها الجزيرة العربية وبلاد الرافدين لم يكن في عيون أولئك المتخاذلين سوى مجرد دمى كرتونية لاتتحرك عجزت ابصارهم عن رؤية كثافتها العددية وحب الوطن يرتسم على خدودها والجباه والصدور نياشين عشق وولاء لليمن ¿!
> وما دام الأمر كما ترون فإن المسألة لديكم  تبدو نقيض صريح لفكرة الولاء حتى لبوصة واحدة من تراب الوطن بل لفكرة الوحدة من أساسها وهذا مايميزكم عن من استجاب لكاريزما جمهورالتحالف الوطني الذي أصبح بفعل قيمة الهوية الوطنية والولاء لليمن لوبي عتيد يقف كصخرة بازلت أسود أمام أصحاب المشروع الارتدادي عن قيم الاستقلال والثورة والوحدة!!
> ولن يجدي مع هذا التلاحم عزف الحان الماضي البغيض بخطوات ايقاع  الحالمين بعودة ثنائية السلطان الاقطاعي والمواطن الذي يقاد بالسوط وكأن المسألة احياء للاتفاق  المكتوب أو غير المكتوب الساري المفعول بين هنس وشرشل (وهم )على قتل روح الوطنية المحضة داخل الناس وإشعال ذبالة الفتنة ..!
> ولن يفيد ذلك حتى لو حمل أصحاب تلك الهوية المنسلخة الحمض النووي لممارسات ذلك الاستعمار و22سلطنة وإمارة بعضها حلفت بحياته بالأمس واليوم من خلال بقاياها المحنطة!.. لأنها محاولات يائسة ونزعات عدمية باتجاه تطويق الإنجازات التي تحققت لليمن في سعي مشكور من ابنائه المخلصين التي لن يثنيها رفع علم شطري هنا أوهناك اواثارة زوبعة في فنجان أو فساد شيخ يحن إلى جيناته الوراثية أوحتى مسئول لايذرظاهر الإثم وباطنه أو ثلة ممن كفروا بقيمة التوحد والولاء للأوطان!!
> وتبقى المسألة بحكم مقاييس الطبيعي والموضوعي أفعال شبيهة بمملكة الحيوانية التي لاتنتمي للمكان إلا لحظة التزاوج واقتناص حصة الكسب أماصفتها البشرية فنحيلها إلى وصف الشاعرحين قال:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه    وصدق ما يعتاده من توهم
> وفي النهاية واليمن يمضي نحو عليائه أرجو أن نحمد الله جمي

قد يعجبك ايضا