تأملات .. تغيير المناخ .. المتسبب والمتضرر
محمد عبدالماجد العريقي
محمد عبدالماجد العريقي
الدول الموقعة على اتفاقية الإطار التي وضعتها الأمم المتحدة حول التغيير المناخي أواخر الشهر الماضي ستعقد اليوم اجتماعا في المكسيك لتواصل المفاوضات حول المناخ والتعاون البعيد المدى حول الاتفاقية .
قضية تغيير المناخ قضية كبيرة لا يعرفها ولا يدركها إلا تلك الدول التي لديها من الإمكانيات التكنولوجية والكفاءات البشرية التي ترصد هذه الظاهرة .. وتصف تقاريرهم أن خطورة التغييرات المناخية ستكون أخطر من الإرهاب وهناك معلومات ودراسات وبيانات تحليلية تكشف لهم خطورة التغير المناخي على سكان الأرض .
يمكن أن نقف أمام ما يثير حول التغير المناخي من زاويتين وهما المتسبب والمتضرر من هذه الظاهرة في كل الأحوال نستطيع أن نقول أن المتسبب هو الإنسان وبنفس الوقت هو المتضرر في أي مكان كان .. لكن هناك مستويات متفاوتة في المتسبب بالمشكلة الله سبحانه وتعالى خلق كوكب الارض كمكان صالح ليعيش الإنسان والكائنات الحية فيه بفضل مجموعة من الأوضاع الملائمة للمعيشة وأحاط الله هذا الكوكب بغلاف جوي يحميها من الغازات المدمرة وبالذات ثاني اكسيد الكربون .. الذي حدث أنه بفعل التطور الصناعي وتوسع الأنشطة البشرية وزوال الغابات وإجهاد الاراضي الزراعية .. ارتفع معدلات درجات الحرارة وحدث ما يعرف بثقب الأوزون فحدث هذا التغير المناخي .
أدى ذلك إلى زيادة معدلات البرودة شتاء ففقدت الأرض رطوبتها وأصبحت التربة جافة غير قابلة للزراعة وفي الصيف ترتفع درجة الحرارة فيزداد التبخر للمياه فتشكل سحب سريعة وتسقط أمطار غزيرة تؤدي إلى فيضانات دون أن تستفيد الأرض الزراعية من ذلك .
وأخطر من ذلك أن ارتفاع درجة حرارة الأرض أدى إلى ذوبان كتل ثلجية أكبر من الجبال في القطبين الشمالي والجنوبي من الأرض فتصبح مياه متدفقة نحو البحر تسبب بالأخير فيضانات (مثل تسونامي) تغرق الأراضي الزراعية والمدن الساحلية .
إذا أن التغييرات المناخية خطر داهم يهدد سكان الأرض بلا استثناء يمكن التخفيف من حدته بخطوات وسلوكيات وممارسات بشرية وإجراءات مادية وتكنولوجية وهذا ما تتبناه اتفاقيات تغيير المناخ المتضرر الكبير من التغيير المناخي هي الدول الفقيرة التي كانت لا تزال تعتمد على نشاطها الزراعي بالطرق البدائية فأصبح أمنها المائي والغذائي مهددين بسبب ظاهرتي الجفاف والتصحر اللتان تفاقمتا بصورة شديدة في الفترة الأخيرة والسبب التغيير المناخي .
> ليس هذا وحسب بل هناك اخطار صحية برزت مؤخرا بسبب ظاهرة التغيير المناخي وتحذر منظمة الصحة العالمية من خطورة انتشار بعض الأمراض في حين أن الكثير من الدول الفقيرة ليس لديها أنظمة إنذار مبكر لمتابعة ورصد ومواجهة تلك الأمراض .
الدول الغنية تستطيع عمل الكثير ويجب الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية لمواجهة آثار تغيير المناخ وهو واجب أخلاقي بالدرجة الأولى .
هذه الدول بدأت الآن تنتج تكنولوجيا الطاقة النظافة .. لا يعقل احتكارها واستخدامها في بلدانهم فقط بل يفترض تسهيل وتشجيع الحصول عليها من قبل الدول النامية وإلا ستبقى المشكلة قائمة .
> وبالنسبة لليمن التي وقعت على اتفاقية التعامل والتكيف مع التغيير المناخي منها أتفاقية كيوتوبا باليابان عام 2003م أن تجيد أسلوب التفاوض مع المنظمات والهيئات الدولية وخاصة مع مرفق البيئة العالمية الذي ينظم الآلية المالية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ من خلال صندوقين خاصين صندوق أقل البلدان نموا والصندوق الخاص بتغير المناخ اللذان يمنحان الأموال لمشاريع التكيف فالمنظمات الدولية المهتمة تطالب الدول بتخصيص 57 إلى مائة مليار دولار للفترة من 0102- 0502م وهذا ما أثير في قمة كوبنهاجن في ديسمبر من عام 9002م وفي مثل هذه الاتفاقيات تؤخذ الدول الأقل نموا في الاعتبار واليمن إحداها هذا العمل يتطلب جهدا ومتابعة وتوظيفا ما يمكن الحصول عليه لتحسين المستوى الزراعي وتأمين مصادر جديدة للمياه غير المصادر التقليدية فلابد من الحيطة لمواجهة آثار التغيير المناخي حاضرا ومستقبلا .