< استطلاع/ مطهر هزبر -
التأكيد على إشراك المجتمع المدني وقطاع الشباب في تطوير المعرفة الالكترونية
نظمت اللجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم الأربعاء الماضي بصنعاء بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) يوماٍ للأبواب المفتوحة تحت شعار ” نحو مجتمع واقتصاديات المعرفة “بمشاركة 45 شاباٍ وشابة من المؤسسات الشبابية المختلفة وعدد من الخبراء اليمنيين وومثلي وسائل الإعلام المتنوعة حيث اعتبرت هذه الفعالية بمثابة تظاهرة شبابية وإعلامية خرجت بعدد من النتائج الايجابية أبرزها إيصال رسال اللجنة المعرفية ونشرها بين مختلف مؤسسات المجتمع وأصحاب القرار لتأسيس نموذج معرفي أصيل منفتح ومستنير وتحقيق تكامل مجتمع المعرفة وتحقيق النهضة التنموية الشاملة والمستدامة.
حول هذا الموضوع ودور الكيانات والمنظمات الشبابية والجهات الحكومية ذات العلاقة التقينا بعدد من المشاركين في هذه الفعالية وفيمايلي حصيلة هذه اللقاءات:
(متطلبات التنمية)
في البداية تحدث الدكتور/ عبد الرزاق الأشول وزير التربية والتعليم حول أهمية هذه الفعالية حيث قال: ان تركيز هذه الفعالية وتناولها لهذه الموضوع يمثل باكورة عمل القائمين على المنظومة التربوية التي تعتبر الجهة المعنية بالتمكين لمهارات ومعارف ولوج مجتمع المعرفة.
واضاف الدكتور الأشول: ان قضية تكوين مجتمعات المعرفة اصبحت اليوم مطلباٍ من متطلبات التنمية مشيرا في هذا الصدد إلى أنه لابد من تحديد الآليات والأدوار حتى نصل الى خارطة طريق واضحة للبدء من خلالها الى خطوات نحو مجتمع المعرفة منوها بضرورة ان تتوفر لمجتمع المعرفة عدد من المقومات اهمها الحوكمة او مايسمه بالحكم الرشيد والذي يمثل مجموعة من القيم والمفاهيم بالاضافة الى تمكين المرأة في هذا المجال حتى تأخذ حقها بالشراكة في بناء المجتمع الى جانب توفير الحريات السياسية وتوفير البيئة الاقتصادية التي تسعى الى توفير آليات وبيئات تساعد على تكوين مجتمع المعرفة وكذا توفير البيئات الاجتماعية المناسبة.
واضاف الوزير الأشول اننا عندما نقف عند هذه المعوقات نجد اننا كمجتمع يمني نحتاج ان نسير خطوات كثيرة ونضع آليات وتصورات وبرامج تجعلنا نسير بجد وبخطى ثابتة نحو مجتمع المعرفة وايضا نحو اقتصاديات المعرفة.
(تظاهرة شبابية)
في البداية تحدث الدكتور/ احمد المعمري الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم حيث قال: ان هذه الورشة هي بمثابة مساهمة من اللجنة الوطنية لليونسكو في نشر الوعي والمساعدة في الحد من الأمية والأمية المعلوماتية , ومشاركة منها في التحفيز والتشجيع بكفاءة في النسيج المجتمعي ولهذا فإن اللجنة تبنت طباعة و إصدار كتيب عن جميع الجوانب العلمية والتربوية والثقافية التي ستطرح في يوم الأبواب المفتوحة وستنشرها على أكبر عدد من المؤسسات الحكومية والعلمية والتربوية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني وكل المهتمين وأصحاب القرار.
اضاف الدكتور المعرفي حديثه عن مجتمع المعرفة قائلا: لقد كان بناء أول حاسب آلي عام 1946م ومنذ ذلك التاريخ دخل العالم عصراٍ جديداٍ هو عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكان بداية المجتمعات في التحول من مجتمعات صناعية إلى مجتمعات تعتمد في اقتصادها على التكنولوجيا والمعرفة وتدفق المعلومات إن القرن الواحد والعشرين هو قرن التكنولوجيا بامتياز تشكل فيه المعلومات المورد الأساسي والاستراتيجي.
ولأهمية الموضوع بالنسبة لمجتمعنا اليمني وبهدف تسليط الضوء على هذه القضية الهامة تبنت اللجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) هذه الفعالية بهدف جعل هذا اليوم تظاهرة شبابية وجماهيرية وإعلامية مفتوحة تصل من خلالها رسالتنا العلمية إلى أكبر قدر ممكن من أبناء وطننا الغالي.
مشيرا ان تنظيم هذه الفعالية هدفت الى تسويق فكرة ” وديان التكنولوجيا والقرية الذكية أو المدينة الالكترونية ” وتم خلالها مناقشة البعد التربوي في مجتمع المعرفة ودور مؤسسات التعليم في بناء مجتمع المعرفة وما هي المتطلبات ومدى استعداد مؤسسات التعليم للإسهام في بناء مجتمع المعرفة وتأسيس الإطار التشريعي لمجتمع المعرفة وإعداد وتأهيل الكادر البشري كأهم مطلب لبناء مجتمع المعرفة والاهتمام بالبحوث والتطوير في صناعة المعلومات وتطوير برامج المشروعات الخاصة بصناعة المعلومات ومتطلبات القدرة على الابتكار والاختراع اللازم لتوليد المعرفة وعدد من الأنشطة المتنوعة.
(آفاق واسعة)
الدكتورة/ حفيظة الشيخ/ الأمين العام المساعد للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم اشارت الى ان التحديات التي تواجه العالم الاسلامي تتكاثر وتتعاظم المخاطر الناتجة عنها لكن التحدي الأكبر هو بناء مجتمع المعرفة على اساس متين من اقتصادية المعرفة ومن خلال استراتيجية للمعرفة تكون خريطة الطريق امام دول العالم الاسلامي للولوج الى مجتمع المعلومات الذي ينتج المعرفة.
واضافت الدكتورة / حفيظة الشيخ : ان التطور الحثيث الذي تعرفه النظم والتقانة الحديثة والتحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي على الكثير من الصعد جعل من اقتصاديات المعرفة مجالا علميا جديدا يفتح آفاقا واسعة امام الحكومات والهيئات المدنية المختلفة للتغلب على مشاكل اقتصادية عديدة تؤثر على مسيرة التنمية الشاملة المستدامة.
وكانت الفعالية قد خرجت بالعديد من التوصيات الهادفة الى تعزيز مجتمع المعرفة وتفعيل دورالنشء والشباب ومنظمات المجتمع المدني والجهات ذات العلاقة في هذا المجال.
سواء في الدول المتقدمة اقتصادياٍ وصناعياٍ وعلمياٍ أو في الدول النامية التي تتطلع إلى تجاوز أوضاعها الاقتصادية الحالية وتبحث لاقتصادياتها عن مزيدُ من الفعالية والتأثير الإيجابي في حياة المواطن خصوصاٍ في دول العالم الإسلامي على اعتبار أن بناء مجتمع المعرفة يمثل التحديِ الذي لا سبيل إلى التغلب عليه وتجاوز مخاطره إلاِ بتعميق التضامن في المجالات كافة وخاصة في مجال صناعة المعرفة التي تقوم على القاعدة الرقمية ذات الجذور المتينة من العلم المنتج والاقتصاديات المتفوقة.
(شراكة حقيقية)
الأخ/ عادل أحمد ربيد رئيس النادي اليمني للتسامح الاإساني وحوار الحضارات تحدث عن أهمية هذه الفعالية حيث قال: هذه الورشة تعتبر الباكورة الأولى في مجال مجتمع المعرفة والتي ان شاء الله سوف نخلق اسساٍ ومعايير جديدة للبدء بالعمل في مجال مجتمع المعرفة تحت شعار نحو مجتمع واقتصاديات المعرفة وإيجاد الشراكة الحقيقية مع منظمات المجتمع المدني للوصول الى نتائج ايجابية ونتطلع من خلال التوجه الجاد الى شراكة حقيقية مع كل المهتمين والجهات ذات العلاقة لوضع برامج عملية وملموسة لإيصال الرسالة الى المجمع بأكمله وتكون انطلاقة لمعرفة متكاملة ونافذة الى العالم لأن العالم اليوم اصبح قرية واحدة ومن خلال المعرفة المجتمعية نأمل أن تقدم الجهات المعنية الدعم بكامل انواعه من النهوض بالمجتمع المدني لكي نصل الى ماوصلت إليه الدول المتقدمة.
(تنافس تكنولوجي )
أما الأخ/ منير طلال وهو كاتب مسرحي وروائي فقال: يعد العصر الحالي هو عصر المعلومات والمعرفة وكل المجتمعات في هذا العالم تتنافس من اجل اكتساب المعلومات فالكل يريد ان يكون موثرا وليس متاثرا فقط في عصر تكنولوحيا المعلومات الذي وصلنا فيه الى مرحلة التنافس القصوى وهي مرحلة (النانو تكنولوجي) التي وصلت فيه الأجهزة الالكترونية من ناحية الصغر الى حد صغير جدا تجاوز المايكرو الى النانو وهي نسبتها (1 – مليار) من اصغر شيء يمكن قياسه.
واعتبر الأخ/ منير طلال ان الفجوة المعرفية التي تعاني منها بلادنا هائلة ومزعجة للغاية وهي نتيجة تراكم من التخلف عن مواكبة العصر ولاسيما في الأرياف والمدن الثانوية وعلى الجهات المختصة بذل الجهود الجبارة لانتشال بلادنا من هذا الواقع الردي فعل بلادنا ان تواكب روح العصر سوءا من خلال تحسين المناهج التعليمية تقنيا كإدخال الحوسبة ضمن المناهج الدراسية وكذا شبكة الانترنت بالاضافة الى ادخال التقنية الحديثة في المعاملات الإدارية وتوفير المعلومات للناس بكل شفافية.
ويضيف الأخ/ منير طلال :ان استخدام التقنيات الحديثة لخدمة ايصال المعلومات للجمهور لاتقف عند حدود معينة فهي تشمل كل الجهات والمؤسسات والأفراد واصبحت ميسرة ومتاحة للجميع.
(أهمية تقنية المعلومات)
وقد قدمت خلال الفعالية يوم للأبواب المفتوحة ورقتي عمل الأولى قدمها الدكتور/ حميد الريمي بعنوان (أهمية تقنية المعلومات في مجتمع المعرفة) تناول من خلالها سرد تاريخ لتطور تقنية المعلومات, وأهمية تقنية المعلومات في عالم اليوم, بالاضافة الى مخاطر وتبعات الفجوة المعرفية على الدول العربية, والتحديات التي تعيق بناء مجتمع المعرفة العربي, اضافة الى اهمية توطين تكنولوجيا المعلومات متطلب أساسي لبناء مجتمع المعرفة, واخيرا دور الجامعات في بناء مجتمع المعرفة العربي.
(مصادر المعرفة في اليمن)
فيما تناولت ورقة العمل الثانية التي قدمها الأستاذ/ ابراهيم المطري بعنوان: (بعض مصادر المعرفة في الجمهورية اليمنية) عرض من خلالها لواقع مصادر المعرفة الإلكترونية بالجمهورية اليمنية ثم عرض مقترحات لكيفية إيصال المعرفة الى جميع فئات المجتمع أو مايجب أن تكون عليه مصادر المعرفة الإلكترونية بالجمهورية اليمنية. وتناول الفئات المستهدفة.
واعتبر أن كل فئات المجتمع هي مستهدفة فالمعرفة ليست حكراٍ على طلاب المدارس أو طلاب الجامعات أو باحثي الدراسات العليا بل جميع فئات المجتمع.
وتطرق الى كيفية ايصال المعرفة الى هذه الجهات المستهدفة عن طريق: تفعيل الموقع الإلكتروني لوزارة التربية والتعليم. وتفعيل المواقع الإلكترونية للجامعات اليمنية.وإيجاد قنوات تعليمية فضائية مستقلة.وإيجاد قنوات تعليمية أرضية مستقلة.
وأضاف الباحث ان إستهداف فئات المجتمع بالتالي يتمثل في وضع قنوات اتصال مباشرة على المواقع التعليمية الإلكترونية والقنوات التعليمية الفضائية والأرضية. ووضع محاضرات أو دروس مسجلة على المواقع الإلكترونية والقنوات التعليمية الفضائية والأرضية.وتوفير المقررات الدراسية على المواقع الإلكترونية وتوفير التعليم المستمر لكل فئات المجتمع على المواقع التعليمية الإلكترونية والقنوات التعليمية الفضائية والأرضية.
(التجربة الكورية)
وضمن فعاليا يوم الأبواب المفتوحة تم عرض فيلم عن تجربة كوريا الجنوبية في الوصول الى مجتمع المعرفة تعرف من خلالها المشاركون على الستراتيجة التي انتهجتها كوريا في سبيل تطوير التعليم ةتطوير البنية التعليمية وتطوير التعليم الالكتروني والاستفادة من التقنيات الحديثة وتوظيفها لخدمة العملية التعليمية.
(توصيات)
وفي ختام فعالية يوم الأبواب المفتوحة خرج المشاركون بعد من النتائج والتوصيات التي بامكانها ان تسهم في تعزيز مجتمع المعرفة في اليمن ومن اهمها:
- تفعيل وتطوير المواقع الالكترونية للمؤسسات التعليمية.
- طباعة الكتب التعليمية الكترونيا وتخزينها في المواقع الالكترونية لسهولة تنزيلها وتحميلها وقراءتها للراغبين في اي مكان في العالم.
- تخصيص برامج تعليمية اذاعية تتناسب مع المواد التعليمية التي تحتاج الى حاسية الاستماع لفهمها.
- تشكيل لجان فنيه من المشاركين تتحمل مسئولية متابعة تنفيذ التوصيات والمقترحات ومتابعة الجهات ذات العلاقة.
- البدء بإيجاد مدارس نموذجية معرفية محددة والعمل على التقييم المستمر أولاٍ بأول.
- ادخال مادة التنمية البشرية في المناهج لمساعدة الطالب على التخطيط وطرق التفكير الابداعي.
- عمل مبادرات ونقاشات نوعية تستهدف الفئات العمرية المختلفة وبالذات قطاع الشباب حول اقتصاديات المعرفة ودورها والارتقاء بالشعوب.
- تشكيل لجان شبابية طوعية تعمل على وضع فكرة ثم تتبنى تنفيذها لصالح تطوير العملية التعليمة.
- الاستفادة من التجربة الكورية وغيرها في تطوير التعليم والتعليم الالكتروني.
- ضرورة الاهتمام بأبناء المغتربين في الخارج والعمل على تزويدهم بالمنهج اليمني للحفاظ على هويتهم الثقافية العربية الاسلامية وضمان وصول الكتاب المدرسي قبل بدء العام الدراسي بوقت كاف – اشراك المجتمع المدني في تطوير المعرفة الالكترونية.