عبدالوهاب محمد –
دفعني لكتابة هذا الموضوع هو أهمية وضرورة إشراك القراء الشباب بما تعانيه السياحة في بلادنا وارتباط ذلك بالاستراتيجية العامة للدولة والتي تمثل الإرادة السياسية وتوجه بعزم نحو تحقيق الأهداف أو تظل حبرا◌ٍ على ورق لا قيمة له سوى اعتباره منجزا◌ٍ من المنجزات سوف نسعى لتحقيقه بعد عشر أو عشرات أو مائة فأكثر وهذا ما نزال فيه.
إن امتلاك وزارة السياحة لمقومات بناء هذا القطاع الواعد اقتصاديا◌ٍ يتمثل في الآتي:
– وجود إرادة سياسية فاعلة وداعمة وقناعة حكومية كاملة بأهمية السياحة في اليمن.
– تفاعل جدي مع الإرادة والقناعة بوجود السياحة كقطاع واعد من قبل الجهات الحكومية الممولة وهما وزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة المالية.
– إعلام يضع اليمن فوق كل المصالح الفردية والحزبية ويساند في تحسين صورة اليمن.
– امتلاك الرؤية الاستراتيجية لإعادة حركة السياحة ووضع الخطة المناسبة لتغييرها.
– وجود بنية مؤسسية مادية وبشرية تساعد في تحقيق التنمية السياحية المستدامة وتأكيد مكانة اليمن في سوق السياحة الدولية.
تلك المقومات الخمس التي يجب الانطلاق منها لخدمة وطننا الجمهورية اليمنية سياحيا◌ٍ وتحقيق أحلام الشباب العامل في قطاع السياحة ومنشآته الفندقية والطعام والشراب والسفر والسياحة شباب يعمل من فجر صباح كل يوم حتى المساء ولا قدر له ولا حق على الحكومة مقدم فالعمالة السياحية تمثل نسبة كبيرة من الشباب العامل الذي يكد ويكدح بيده وفكره وعمره لتحسين صورة اليمن وتقديم الضيافة الأصيلة للسياح هؤلاء الشباب هم من يحتاجون إلى الإنصاف والرعاية الحكومية من خلال الاهتمام بالتأهيل والتدريب وكسب المهارات وهؤلاء من يستكثر عليهم الإنفاق وهو الحق الطبيعي لأنه من حقوق تكوينهم ومنحهم فرص العمل اللائقة داخل الوطن وخارجه¡ وهم من تدون بأسمائهم الطموحات السياسية والسلطة وعند الحديث عن تكوين هذا الإنسان الحي الفاعل تصم الآذان وتظهر المعضلات وتقف الحكومات عند خلق المبررات والتهرب من الواجب الذي لا بد منه مهما تعددت المعاذير أو طال الانتظار فلن تتوقف الحكاية عند ذلك كما يراد لها بل يجب مطالبة وحث الحكومة على التضحية المالية في بناء هذا الإنسان الذي به نبرز صورة اليمن الحضاري وبه يحافظ على الصحة العامة والوقاية من الأمراض وهو الاستثمار الحقيقي الواجب أولا◌ٍ لتنمية سياحية حقيقية يستفيد منها المواطن والوطن ومن خلالهم نحافظ على العقيدة والقيم الأخلاقية والسلوك الحميد داخل هذا المجتمع الذي إذا فرط بأبنائه تفككت بنيته الأساسية والمطلوب لن يتجاوز قيمة إعمار لبناء أو مبنى جديد توزع على سنوات من العمل السليم في التأهيل والتدريب¡ وليس عمل الحذلقة وتقديم الخدمة التعليمية أو التدريبية غير الوافية والتي تعيق النشاط ولا تدفعه إلى الأمام تلك أحد أهم أدوار الحكومة فلماذا التهرب في الماضي والتهرب في الحاضر من القيام بهذا الدور الإيجابي والفاعل ومن المسؤول عن الحلقة المفقودة والأهم في تنشيط السياحة وتحقيق السلامة السياحية.
إن المنظمة القومية للسياحة والمنظمة العالمية للسياحة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة إذا وجدوا على الواقع هذا المشروع ووجدوا جدية فاعلة من وزارة السياحة وحماس التمويل من الحكومة سوف يقدمون حينها العون الفني وهو الأهم¡ ثم العون المالي من خلال شركة تنفذ في الميدان وليس شراكة صورية لا حضور فيها للحكومة اليمنية¡ ومن لم يساعد نفسه لا يساعد.
Prev Post
قد يعجبك ايضا