
استطلاع/ نورالدين القعاري –
الكثير يتابعون مسلسل (عمر) الذي يعرض على قناة «mbc» وغيرها ويلخص سيرة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الملقب بالفاروق.
المسلسل الذي أثار ضجة إعلامية وجدلية بين الفقهاء وهو ليس الأول من نوعه فقد سبقه مسلسل الحسن والحسين والمسلسل الإيراني الذي جسد سيدنا يوسف الصديق وعيسى عليهما السلام.
من هنا جدد بعض الأكاديميون رفضهم تمثيل وتجسيد الخلفاء الراشدين وعدم إجازة مسلسل “عمر” أما بالنسبة للمبشرين بالجنة والصحابة رأى البعض أنه لا مانع من تعريف الناس بهم وبأعمالهم.
التعريف بالعظماء
يخالفهم ياسر البكالي مخرج فني ¡ رفضه لتجسيد الأنبياء متحدثا◌ٍ: نحن ضد تجسيد الانبياء أما بالنسبة للمبشرين بالجنة والصحابة وأي قيادات دينية أمثال خالد بن الوليد وعمرو بن العاص فلا مانع نهائيا من تعريف الناس بهم وبأعمالهم حتى نعطي نماذج يحتذى بها خاصة ان شباب اليوم يعانون غياب القدوة في هذا العصر¡ ولكن يشترط لقبول هذه الاعمال ان تمر من الجهات العلمية الدينية المتخصصة أي لابد من تقنين هذه المسلسلات منوها◌ٍ إلى ضرورة ابراز اعمال هؤلاء العظام الذين قاموا بدور كبير في بناء الدولة الاسلامية ولكن بشرط الا يتخلل هذه الاعمال اي نوع من الاسفاف او التضليل¡ وشدد على ان من حق الاجيال الحالية ان تعرف ماذا فعل هؤلاء لتقدير جهودهم.
ترسيخ في الذهن
بدأ الدكتور صالح الضبيبي بجامعة صنعاء بالقول: أن مثل كذا مسلسلات ترسخ في ذهن المشاهد والطفل سلوك ذلك الممثل مما يعني المساس بهيبة هؤلاء الصحابة¡ ولا يجب أن تعرض مثل كذا مسلسلات ويجب التصدي للقنوات التي تبثه.
(تويتر وفيس) يعارضان
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تبنت مواقع التواصل الاجتماعى (تويتر وفيس بوك) حملات ومشاركة واسعة الانتشار لوقف عرض هذا المسلسل.. وفي نشر للمعلومات عن المسلسل في مواقع التواصل تفيد بأن منتجي مسلسل “عمر” لجأوا قبل تصويره إلى هيئة دينية وتاريخية متخصصة كلفت بمراجعة النص تألفت من الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور سلمان العودة والدكتور عبدالوهاب الطريري والدكتور علي الصلابي والدكتور سعد مطر العتيبي والدكتور أكرم ضياء العمري وبانتظار رمضان لمعرفة هل ينصاع القائمون على المسلسل لفتاوى التحريم أم يصرون على عرضه¡ سعينا للعلماء وأهل الرأي نسألهم عن موقفهم من تجسيد الانبياء والصحابة في الأعمال الفنية.
خطأ
مما جدد بعض العلماء رفضهم تمثيل وتجسيد الخلفاء الراشدين وعدم إجازة مسلسل الفاروق عمر بن الخطاب وذلك بخروج فتوى من الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ تصبح المسلسل بأنه خطأ وجريمة تحويل سيرة الخلفاء والصحابة إلى عمل تمثيلى يعرøضها للقيل والقال¡ والتجريح والنقد¡ وأضاف بالقول: “إن صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من المهاجرين والأنصار والسابقين الأولين هم خير الناس بعد الأنبياء والرسل¡ وأثنى الله عليهم واستغفر لهم وذكر فضائلهم وجهادهم¡ ولن يكون مثلهم من الناس بعد” ناصحا◌ٍ كل يريد التعريف بسيرة الفاروق أن يؤلف في خصاله ودوره وجهاده¡ ويترجم هذه المؤلفات إلى اللغات العالمية.
موضع النقد
وأضاف أن بعض المسلمين أرادوا أن يأخذوا سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بالتحليل ويضعونها موضع النقد لهذه الشخصية الفذة¡ ووضعها بأسلوب سينمائي يتحدث عنه كل من هب ودبø بالنقد والتجريح¡ وهذا لا يجوز¡ لأن الخلفاء الراشدين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم من خيار الخلق بعد الأنبياء¡ فلابد من الترفع عن هذه الأساليب.
المبشرين بالجنة
وعن تجسيد الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة قال الشيخ محمد عثمان : إن مسلسل عمر بن الخطاب الصحابي الجليل كان له تعامل مباشر وكثير مع العشرة المبشرين بالجنة وبذلك يظهر المبشرون بصورهم مع الخليفة الثاني مما يدخل في تجسيد الصحابة وهو محرم بفتوى صريحة والأسباب التي تؤدي إلى حرمة تجسيد الصحافة هو أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا من الأشخاص الذين حملوا الرسالة على أكتافهم وتجسيدهم من خلال ممثل سبق وان قام بأدوار أخرى أو حتى من قبل شخص عادي يعطي انطباعا للمشاهد بان الشخص القائم على تجسيد الصحابي مثله تماما.
مشيرا◌ٍ إلى أن الصحابة بشر ولكن في نفس الوقت هم رموز للإسلام لهم مكانتهم التي يجب ألا نحقرها عبر مسلسل يقوم به أشخاص عاديون ومنهم مخطئون¡ وعند سؤاله هل من يشاهد هذه المسلسلات آثم قال: كل من علم ان تجسيد الصحابة محرم وصمم علي مشاهدة مسلسلات تجسدهم فهو آثم أما لو كان لا يعلم وشاهدها بفطرته على أنها شيء مباح فهو غير آثم.