
* خالد الغرافي –
جاء الدكتور عبد الحافظ نعمان إلى وزارة التعليم الفني والتدريب المهني في ظل ظروف صعبة تمر بها البلد بشكل عام وحالة فشل شل حركة ونشاط منظومة التعليم الفني والتدريب المهني في مكوناتها الإدارية الأفقية والراسية بشكل خاص وتسبب في القضاء على وظائفها وثقافتها التنظيمية المتراكمة التي احتفظت فيها بمشقة كوكبة من أبناء التعليم الفني تربوا على ثقافة تطوير هذا النوع من التعليم المتخصص خلال فترة بسيطة وكانوا من أوائل مخرجات التعليم الفني والتدريب المهني تدرجوا في سلمه الإداري بكفاءة ومهنية امتلكوا خلالها الخبرات الإدارية والفنية وحاولوا يجتهدون بجهود شخصية ودعم القيادة السابقة للوزارة التي تميزت بأدائها المتميز خلال الفترة من 2001م – 2006م إلى أن حصلت النكبة للوزارة عقب الانتخابات الرئاسية عام 2006 م والتي أدت إلى إيجاد خلل في النظام الإداري بسبب استبعاد كل كوادر القيادة العليا لوزارة التعليم الفني المؤسسون للقيم البسيطة للتعليم الفني ومجالاته وتخصصاته ومكوناته الإدارية من موارد بشرية وهيكل تنظيمي ونظم إدارية وتشريعات ولوائح قانونية وتنظيمية انبثقت عن تلك الجهود قيام قيادة الوزارة التي كانت تمتلك المهارات الفنية والإدارية والطموحة بالانتقال بالوزارة وتطوير الأداء فيها عن طريق اتباع أسلوب التخطيط الاستراتيجي ونتجت عن تلك الجهود إعداد الاستراتيجية الوطنية للتعليم الفني التي هدفت لتوسيع نطاق التعليم الفني وتحسين مخرجاته نوعا وكما بما يلبي متطلبات السوق المحلي والخارجي ويحقق الهدف العام لإنشاء وزارة التعليم الفني المتضمن تنمية وتطوير مشاركة المجتمع على الصعيدين الوطني والمحلي وتفعيل المشاركة في إدارة وتمويل وتقييم التعليم الفني والتدريب المهني وتشجيعه على الانتشار والعمل على نقل وتوطين التقنيات والتكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها وذلك من خلال “رسم السياسات وتخطيط وإدارة وتنفيذ وتقييم التعليم الفني والتدريب المهني النظامي والمستمر بمختلف مجالاته وتخصصاته ومستوياته وتطوير مدخلاته ومخرجاته بما يلبي احتياجات ومتطلبات التنمية الشاملة وسوق العمل محلياٍ وخارجياٍ من الموارد البشرية ولقد تم الاجتهاد من قبل القيادة في تلك الفترة بإعداد استراتيجية التعليم الفني والتدريب المهني ليبدأ العمل فيها منذ عام 2003 م وبرغم ما يشوبها إلا أنها كانت تجربة أولية لعملية توجه القيادة الإدارية بابتياع أسلوب التفكير والتخطيط الاستراتيجي في سياستها لتنفيذ أهداف المنظمة والوصول للغايات المرجوة المتضمنة تحقيق التنمية المستدامة في المجال الاقتصادي والاجتماعي عبر تحسين نوعية المخرجات الفنية والتقنية التي هي من أهم مرتكزات مهام ونشاطات ومجالا وتخصصات الوزارة وقد كان يلوح في الأفق في تلك الفترة بزوغ شيء من الأمل بأن يكون التعليم الفني والتدريب المهني احد المنقذات الرئيسية لتوجهات الدولة في تحديث وظائفها وتحمل مسئولياتها في القضاء علي البطالة ومحاربة الفقر الذي أصبح مصدر الإرهاب واحد أسباب زعزعة استقرار البلد وتقدمه حيث كرست الحكومة حينئذ جهودها بأن يكون إعداد استراتيجية التعليم الفني والتدريب المهني متزامنة مع إعداد استراتيجية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الثانية لمحاربة الفقر والقضاء على البطالة وكان من المفترض في تلك الفترة بذل زيادة من الجهود من قبل القيادة التي كان لها فضل المبادرة في الإعداد للإستراتيجية الموجودة من اجل التوصل إلى رؤية طموحة تتناسب مع توجهات الدولة في عملية تحقيق التنمية وتنسجم مع توجهات ورؤية المانحين والبنك الدولي واقتناعهم بأن عملية الإصلاح المالي والإداري لن يتحقق إلا بالتركيز علي دعم التعليم الفني وتوسيع نطاقه ومجالاته بما يحسن من مخرجاته الفنية والتقنية من الكوادر الماهرة التي يحتاج لها المجتمع وتلبي متطلبات السوق وتساعد في جلب وتشجيع الاستثمار عن طريق توفير الأيدي المحلية الماهرة نوعا وكما وبتخصصات نوعية تواكب التقدم التكنولوجي وتساعد في تنمية القطاع الخاص ليقوم بدورة الفعال وبمسئوليته الوطنية في تحمل أعباء التوظيف لمخرجات التعليم الفني في نطاقاته الاقتصادية للتخفيف من تضخم الهيكل الوظيفي للدولة وبهذا يتحقق عملية الإصلاح المالي والإداري وتتجه البلد نحو التنمية المستدامة القائمة على الاستثمار المربح في مجالات تنمية قدرات ومهارات الموارد البشرية لتعود على الدولة بموارد مالية ثابتة لا تنفذ كما هو حاصل في بعض الدول الأسيوية المتقدمة التي لا تمتلك ثروات طبيعية وتمتلك موارد بشرية فنية مؤهله قادرة على الإبداع والابتكار وقادرة على التعامل مع التقنيات الحديثة في ظل قيام السوق المفتوح والتجارة العالمية والتسارع في التقدم العلمي والتكنولوجي وثورة المعلومات.
وإذا كان الأخ الوزير لدية الرؤية والنوايا الصادقة والعزم من الاستفادة من التجارب العالمية لأجل تطوير التعليم الفني ومعرفة أهميته في تحقيق التنمية المستدامة بإمكانه الاستفادة وبسهولة وبدون أي اجتهاد فهناك تجربة ألمانيا والهند وماليزيا واليابان وبعض التجارب العربية المقبولة نوعا ما ومن يتمعن في تجربة اليابان وماليزيا والصين يلقي منهجية جاهزة للسير في طريقة تطوير مجالات التعليم الفني وتحسين مخرجاته وخاصة في ظل الدعم المالي والإمكانيات المالية الكبيرة من ملايين الدولارات التي منحت لنظام التعليم الفني من قبل الدول الشقيقة والصديقة والدول المانحة على هيئة قروض ومساعدات والتي لم تستغرق في مجالاتها الحقيقية والمفيدة حتى الآن بسبب فشل وتدني أداء القيادة والتي تم تشكيلها عقب الانتخابات الرئاسية التي كانت متشابه في الحمض النووي المتميز في تغليب المصالح والعلاقات الشخصية والأسرية لكنها للأسف الشديد تفتقر للخبرة الإدارية في مجالات وتخصصات ومهام ورسالة وأهداف التعليم الفني والتدريب التقني مما يجعلني اجزم بأن الأمر لا يحتاج إلى اجتهاد كبير من قبل الدكتور عبد الحافظ نعمان لتصحيح ما خلفه السلف من فشل للمنظمة وخاصة أني أدركت بأنه يريد يفعل شي من خلال جلسة بسيطة معه في مكتبة وأيضا من خلال متابعتي له في وسائل الإعلام الذي كنت أنا أحد المجتهدين لوضع الأسئلة لإحداها عن طريق الأستاذ الفاضل محمد العامري بقناة السعيدة عندما طلب المساعدة في الفيسبوك لردفه بأي معلومات عن الوزارة قبل المقابلة لمعالي الوزير لهذا فقد حرصت بتجهيز الأسئلة التي تدور في خلدي بقصد لفت انتباه الوزير الجديد عما هو حاصل في الوزارة من فساد وتدنُ في الأداء وابتعاد الوزارة عن أهدافها ومهامها الرئيسية ولمعرفة رؤية الوزير عبد الحافظ في تصحيح الوضع القائم مبكراٍ وخاصة بعدما قمت بتحليل مشاكل الوزارة ومعوقاته وإمكانية تطوير الأداء في المنظمة للوصول إلى جودة المخرجات.
وكان من أهم نتائج تلك الدراسة التحليلية هو تدنى أداء القيادة الإدارية وما يدور من صراع في الوزارة ومما لفت انتباهي وجعلني احزن كثيرا أننا قمت بمقابلة احد المسئولين في الصف الأول لقيادة الوزارة بغرض جمع معلومات عن وضع استراتيجيه التعليم الفني ومدى نجاح وفشل تنفيذ أهداف الاستراتيجية بحسب الفترة الزمنية المحددة كي استند لها في بحثي النهائي للماجستير التنفيذي المتعلق بتقييم وتطوير الأداء في وزارة التعليم الفني فأجابني سعادته بكل شفافية وصراحة مطلقة اشكره عليها واقدر شجاعته بعبارة انا لم اطلع على هذه الاستراتيجية نهائيا لا أنا ولأحد منا لأكذب عليك وهذه الاستراتيجية بمثابة المنتهية بل هي لم تفتح من احدنا في قيادة الوزارة خلال هذه الفترة وفي تقديري الشخصي بأن ذلك كان نتيجة طبيعية للعشوائية في اختيار القيادات الإدارية للمنظمات الخدمية النوعية المتخصصة والتي من احداها وزارة التعليم الفني والتي تتطلب إدارة مدركة للمفاهيم الإدارية الفنية الاقتصادية الحديثة.
لهذا أتمنى من الأخ الوزير الدكتور عبد الحافظ عدم تكرار نفس المنهجية التي سارت عليها القيادة المختارة للوزارة عام 2006 م من قبل المقربين لمركز صنع القرار مما أعطاها الحصانة الكاملة من توجيه أي تسال عن أدائها وقراراتها الخاطئة والذي نتج عنه استبعاد قصري للقيادة الإدارية التي كانت معنية بتنفيذ الاستراتيجية الهادفة للتوسع في نطاق التعليم الفني وتحسين نوعية وكمية المخرجات التي أصبحت تمثل بطالة حقيقية بين صفوف الشباب وذلك عبر بناء وتجهيز المعاهد الفنية والتقنية وكليات المجتمع والتي من المفروض بأن يتم تشغيلها بكامل قدراتها التدريبية بحسب الخطة الاستراتيجية لتصبح قادرة على استيعاب أربعة وثلاثين ألف طالب وطالبة تقريبا بداية عام 2012م من مخرجات التعليم العام والأساسي إضافة إلى المقيدين الأساسيين في الصفوف أي ما يعادل نسبته 15% من مخرجات التعليم العام والأساسي وللأمانة فقد أبهرنا كثيرا الأخ الوزير الدكتور عبد الحافظ في اتخاذه خطوة جريئة وشجاعة نحو التصحيح لم يقم أي وزير من وزراء حكومة الوفاق بها برغم وجود فساد بعدة وزارات متماثلة لفساد وزارة التعليم الفني بإضعاف مضاعفة مما يجعلني احتفظ للدكتور عبد الحافظ بالصدارة في عملية استيعابه للقيم والطموحات الشعبية التي تشكلت في وعي الشباب الثأر في الساحات ولدى المجتمع اليمني الواعي والمصمم علي التصحيح الإداري والمالي وخاصة بعد تكرار المشهد في صناعة أوجه فاسدة في عدة قطاعات إدارية واقتصادية مما جعلنا نشعر بأن جهود وتضحيات الشعب اليمني المتطلع للعملية التصحيح باتت بالفشل وأنتجت الثورة كوادر سيئة أسوأ ممن كانت موجودة أنا لا أريد من الأخ الوزير أن يكون نبيا لا ينطق عن الهوى ولكن لا أريده بأن يضعف ويصبح ألعوبة بيد المنجمين والكهانة الذين يحيطون به وهم لا يمتلكون أي رؤية أريد منه بأن يطبق ما لديه من خبرة وقدرات علمية وإدارية باعتباره من الشخصيات المؤهلة وعمل مع أبناء عيسى كثيرا وأظن انه قد امتلك خبرة إدارية تليق بالفترة التي عمل خلالها مع تلك المنظمات الدولية التي كل نشاطاتها قائمة على التفكير الاستراتيجي ومبادئ الشفافية واللامركزية والنزاهة وأسلوب الاهتمام بالإنتاج وقياس مؤشرات الأداء.
قد لا يكون تخصص الاخ الوزير في مجال التعليم الفني ولكن كما نعلم جميعا بأن مهام الوزير الرئيسي والقيادة العليا للوزارة هو رسم السياسات والخطط ويكفينا نجاحه ومهاراته في احد هذه المكونات الرئيسية لمعايير القيادة الناجحة المتمثلة باستيعابه لأساليب ومبادئ الادارة الحديثة والذي يعلم معالي الوزير بأنها لن تتحقق من خلال المشاورات والنقاشات داخل الغرف المغلقة ومع أشخاص محدودين اقصد بالقول ضمنيا بأن هناك فرصة ذهبية قد لا تتكرر في الحكومات القادمة للمكونات الفكرية لمعالي الأخ الوزير وأتمنى من كل قلبي بأن يقوم بالاستفادة من تجربته الإدارية في المنظمات العالمية ويقوم بتأسيس منهجية إدارية علمية معاصرة في اختيار وتعيين القائد الإداري المناسب بدون النظر إلى الجانب الحزبي أو نتائج فحص الحمض النووي كما فعلت قيادة الوزارة السابقة وذلك من خلال وضع المعايير الفنية والإدارية للوظائف التعليم الفني وخاصة أن وظائف التعليم الفني تختلف كثيرا عن كل الوزارات الأخرى فالقطاع الواحد من القطاعات الخمسة متأكداٍ بأن يحقق خدمة نوعية للمجتمع تختلف عن القطاع الآخر في مجال التنمية لو تم إعادة النظر في المهام الموكل لهذه القطاعات الخمسة وتم منع الازدواجية الموجودة في الصلاحيات بين الإدارات وتوزيع المهام والأنشطة وإعادة النظر في اللوائح التنظيمية وتجهيز اللائحة التنفيذية التي عدم وجودها أدى لكل القصور الحاصل في أداء القيادة التنفيذية وظهور المخالفات والخلافات والصراع الإداري بين الموظفين وأتيحت الفرصة للموظفين في القيادة الوسطى والتنفيذية من الإهمال والتلاعب وغياب الثقافة التنظيمية للوزارة وتشويه سمعة المنظمة والنظام التعليمي ومخرجاته أمام المستفيدين وأتمنى من الأخ الوزير بأن يقوم بإعادة النظر في عملية تقييم الاستراتيجية ومحاولة تفعيل دور المجلس الأعلى لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية والعمل على تقييم الاستراتيجية سلبا وايجابيا وإعداد السيناريوهات البديلة للفترة المتبقية والعمل على الترتيبات التنظيمية والهيكلية والقانونية لإعداد سياسات جديدة تحقق أهداف الخطة الخمسية الرابعة والخامسة بشكل فعلي وتلبي توجهات الرؤية الشاملة لليمن 2025 المتضمنة رفع الطاقة والقدرة للمؤسسات التعليم الفني والتقني بحيث تستقبل معاهد التدريب المهني (بعد التعليم الأساسي) 120.000 طالب وترتفع الطاقة الاستيعابية للمعاهد الفنية وكليات المجتمع إلى 105.000 طالب وطالبة في عام 2025 م وفي تقديري بل من المتأكد منة بأن ذلك لن يتحقق إلا من خلال وضع المعايير للقيادة المطلوبة من أهل الخبرة في المجالات الإدارية والفنية والمتخصصين في المجالات الاقتصادية التنموية المتدرجين في سلم التعليم الفني منذ عملية التأسيس والمدركين لمراحل التطوير الذي مر بها النظام التعليمي منذ عملية التأسيس والمدركين كل الفجوات والمشاكل والحلول المناسبة وأظن أن هذه الأعمال من قبل الأخ الوزير سيكون اكبر انجاز له خلال هذه الفترة وقد يكون سبباٍ في تحقيق تنمية إدارية وفنية تنعكس على تحسين نوعية وكميات مخرجات المنظمة وتعويضها على فترة ضياع استمرت تعبث بها القيادة السابقة ست سنوات إطاحة بما كان موجوداٍ ومتأكد بأن الأخ الوزير سيلقى من كوادر التعليم الفني المؤهلة التي تسربت من يستند عليه كقاعدة صلبة للتوجه الجديد نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية المنبثقة من أهداف المنظمة وأهداف السياسات الأخرى للدولة المتعلقة بإيجاد التنمية في البلد وسيكون معالي الوزير سبب في انجاز كل الأعمال المعلقة وخاصة استكمال بناء وتجهيز المعاهد المعرقلة بسبب الفساد المدعوم.
ونصيحتي للأخ الوزير بأنه في مثل قديم يقول لا يحض على المال إلا كاسبة فتجربة تلقيح النظام الإداري بكادر من خارج الوزارة اثبتت فشلها بالمرحلة السابقة من قبل القيادة السابقة والوقت الذي يستغرقه اللقاح الخارجي في عملية التكيف مع جسم النظام وقتا طويلاٍ وقد يفسد وقد ينتهي وهو مازال لم يتكيف مع الجسم وأريد أن اغتنم الفرصة للهمس في أذنه بأن ليلة القدر لا تظهر إلا مرة واحدة في العمر وقد حرم كثير من كوادر الوزارة الوطنية المخلصة للوطن في ظل التقاسم الحزبي القائم على المصالح الشخصية وتشخيصات الحمض النووي ولم تتح الفرصة أمامهم من تقديم شيء للوطن لكسب بنية اجتماعية مشروعة قانونيا لينعكس بطريقة ايجابية على مخرجات أصحاب الحمض النووي الواحد كما يفعل الوجه الآخر العابث لمبادئ النظام والقانون.
ونريد من الأخ الدكتور عبد الحافظ أن يتجنب السلبيات التي تكررت من قبل قيادة السلف بتنفيذ توجيهات وضغوطات الأحزاب في الغرف المغلقة بل نريد منه بأن يعتبر نفسه أباٍ وكما قال المثل الشعبي ( اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك ) فنريد بأن تكون الوظيفة العامة هي البنت والرفيق الحزبي أو الصديق أو القريب هو الابن لهذا نعول عليك يا دكتور بأن تختار لوظائف الوزارة المهمة الكوادر المؤهل القادرة على العطاء والمتمكنة من إبراز الخطط والسياسات التي تقوم برسمها القيادة العليا والتوجهات العامة للدولة إلى حيز الوجود والواقع الملموس وليس العاجزين على العطاء المتعودين بوضع الخطط في أدراج مغلقة متناثرة في الأرشيف كما حصل للمرحومة المرجومة الاستراتيجية الموسدة في أدراج الفاشلين أسأل الله أن تغشاها الرحمة.
وأريد أن ألفت انتباه الأخ الوزير بأن يدرك بأن وزارة التعليم الفني من أهم الوزارات فالدول الإقليمية التي تربطنا معها مصالح اقتصادية واجتماعية وسياسية معولة في خططها واستراتيجياتها علي مخرجات وزارتنا وبإمكانك التأكد من ذلك من خلال الدراسات الاستراتيجية لعربنت العمالة في دول الخليج العربية والتوجهات الجديدة في دمج الاقتصاد بين اليمن ودول مجلس التعاون لأن اليمن تمثل العمق التاريخي والاستراتيجي والسياسي والاقتصادي لدول المنطقة مستحيل استبعادها عند رسم السياسات وهانحن ندرك جميعا تمحور وبلورة تلك الأهمية من خلال نتائج إحداث التغيرات السياسية التي شهدتها الساحة اليمنية واحتوائها من قبل الدول الإقليمية في المنطقة مجبرا أخوك لا بطر لان الحقيقة تفرض نفسها وعلية يبرز جليا مدى أهمية التعليم الفني من خلال الآتي:
أولا: كان من نتائج توقيع اتفاقية الحدود مع الشقيقة السعودية بأنها ستقوم بدعم مجالات التعليم الفني وستقوم باستقبال العمالة الفنية الماهرة وهذا ليس سرا بل هو من ضمن الشروط المعلنة وأظن أن عهد السرية قد ولا لهذا لابد أن يكون دورك هو تفعيل إعادة النظر في خطط التعليم الفني ووضع السياسات التي تنسجم مع هذا التوجه الإقليمي لهذا نلقى أنفسنا ملزمين بأن نسبق رؤية غيرنا في مساعدتنا وان نتعدى ما يتوقع الآخرين منا وفي الوقت الذي نلقى فيه أنفسنا مضطرين لفترة زمنية معينة من إنتاج مخرجات فنية لتلبية الأسواق المحلية وأسواق دول الجوار معاٍ ولكننا بالوقت نفسه نطمح ونتوقع من قيادتكم وقيادة الحكومة بشكل عام بأن يكون لديكم رؤية جديدة بأن الإنتاج للمخرجات التعليمية بأنواعه الثلاثة ستكون لتلبية احتياجات الاستثمار في السوق المحلي خلال أعوام قليلة قادمة والتي هي العماد الرئيسي لتنمية البلد وان لا نركن علي الآخرين في حل مشاكلنا التنموية وخاصة بما يتعلق باستثمار مواردنا البشرية واستغلال قدراتهم وطاقاتهم ولو أني أؤمن بأنه لا يوجد آخرون فكلنا امة عربية واحدة ومصيرنا واحد وعزتنا ومجدنا واحد ولكن في ظل الواقع المرير التي تمر بها امتنا العربية لابد من أن نتسابق إلى الأفضل والأفضل هو إنتاج واستنفاد ما ننتج من موارد بشرية مدربة فنيا وتقنيا في نطاق التنمية القطرية لليمن كأولوية هذا فيما يخص أهمية التعليم الفني على المستوي الإقليمي والمحلي.
ثانيا: أحب أن الفت انتباهك يا معالي الوزير أيضا في هذه الفترة المهمة في دور التعليم الفني في محاربة الفقر والقضاء علي البطالة التي اخرجت الشباب إلى الاعتصام في الشوارع يطالبون بالتغير نحو الأفضل ودورا لتعليم الفني في القضاء على البطالة ومحاربة الفقر من أهم الأدوار وذلك برسم وتنفيذ السياسات المناسبة التي تنتج كادر وتنفيذ مبدءا من ( المعهد إلى العمل ) للوصول إلى الاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ثالثا: أريد أن الفت انتباهك إلى دور ومهام الوزارة في تنفيذ برنامج الإصلاح المالي والإداري التي بداء في عام 95م بدعم رسمي من قبل المانحين والبنك والذي أكدته رؤية المحللين الاقتصاديين في التقارير الدولية بأن تنفيذ عملية الإصلاح المالي والإداري لن يكون مجديا وناجحا بدون دعم وتطوير التعليم الفني وتحسين مخرجاته نوعا وكما لان توفير الأيدي الفنية النوعية الماهرة من أهم أسباب جلب وتشجيع الاستثمار وتنمية القطاع الخاص بسوق العمل لكي يقوم هذا القطاع بدورة الوطني بالتخفيف من الضغط على الهيكل العام للدولة واستيعاب مخرجات التعليم في نطاقه وكما نعرف جميعا بأن سوق العمل أصبح كتلة من النشاطات التجارية القائمة على التقنيات الحديثة المعتمدة على الأيدي الماهرة المتخصصة فنيا وتقنيا.
رابعا ” لا يغيب عنا أيضا أهمية التعليم الفني من وجهة نظر المنظمات العالمية المعنية بمحاربة الإرهاب التي ترى بأن دور التعليم الفني مهما جدا في محاربة الإرهاب من خلال توفير فرص الالتحاق في نطاق التعليم الفني أمام المتسربين من التعليم العام والأساسي لاكتساب مهارات فنية تساعدهم من الحصول على وظائف في نطاق المشاريع الصغيرة أو القطاعات الاقتصادية في القطاع الخاص بدلا من يكونوا صيد سهل بيد المنظمات الإرهابية من خلال استغلال ظروفهم وحاجتهم المادية والمعيشية .
خامسا ” وأما فيما يخص أهمية ودور التعليم الفني في تنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة في المجال الزراعي والسمكي والسياحي والصناعي والتجاري والحرفي والثقافي والصحي والتقني فيعتبر التعليم الفني هو حجر الأساس لتنمية هذه المجالات الاقتصادية والمهمة التي هي أساس التنمية الشاملة المستدامة وكل الخطط والسياسات المعدة من قبل هذه القطاعات مخرجات التعليم الفني والتقني من أهم محاورها التي تحقق هذه السياسات فإذا أدرك معالي الأخ الوزير هذه الأمور كلها وعمل على تحقيقها بقيادة إدارية مناسبة فقد نجحنا وتوفقنا لأول مرة بل تقريبا ثاني مرة بالتوفيق من الله وبفضل ثورة الشباب من الحصول على قيادة تتناسب مع طموحاتنا وفي تحقيق وظائف الدولة الحديثة ووظائف التعليم الفني المعاصر في مجال التنمية الشاملة وإذا تقبل معالي الأخ الوزير رأيي ورؤيتي المتواضعة هذا ولم ينزعج من عبارتي هذه في ظل الشفافية والحرية التي أفرزتها لنا ثورة التغيير واستوعب أهمية هذه المحاور وطبق مبادئ الأساليب الإدارية المعاصرة في اختيار القيادات الإدارية وذلك من خلال الإعلان علي الوظائف المهمة وإتاحة فرصة المنافسة لكادر الوزارة وإعطائه الأولوية من خلال طلب رؤية القائد الإداري ومعرفة قدراته ومهاراته وخبراته الإدارية ومؤهلاته وإعطائه الأولوية في التعيين حتى ولو كان رأسه اسود كزبيبة هنا سوف يقود الرفيق الدكتور عبد الحافظ نعمان تصحيح للمنظمة وسأيتمكن من إصلاح الخلل الموجود في الوزارة وسيؤسس قواعد لنظام إداري حديث لن يستطيع تجاوزه أو خرقه من سيأتي بعده ولن نسمح له من نسف هذه البنية كما فعل سلفك يا دكتور عبد الحافظ عندما قام بنسف كل البناء المؤسسي البشري للمنظمة قد تقول أو تحكم عليا باني مخطئاٍ بأني لم أقم بعرض ما لدي عليك مباشرة وقمت بعرضه عبر الصحافة لكن أؤكد لك بأني حاولت ولكن في ظل الحصار المفروض عليك بالمكتب علي شكل دائرة مغلقة لم أتمكن من الوصول إليك نهائيا وكثيرا من الزملاء من أبناء الوزارة أيضا يعانون من نفس المشكلة ولكن مادام وقد أتيح لي فرصة الإفصاح والتعبير عما في ذهني من وازع الخوف والقلق على وزارتي التي تربيت على ثقافتها منذ سنوات واحلم بأن تكون أفضل وزارة وأفضل قيادة وأفضل إنتاج وأفضل مخرجات فيها خاصة وان تطورها وتقدمها ونجاحها يمس كل مواطن يمني بل وعربي تقريبا كل ذلك جعلني احرص بأن أفصح على ما يدور في خلدي من توقع نزول الخطر خلال الأسابيع القادمة من خلال اختيارك لقيادة الوزارة بدلا عن القيادة الأولى التي أحيلت للنيابة وكنا قد ثمنا لك عاليا المنهجية التي اتبعتها في اختيار عمداء كلية المجتمع نريد منك بأن تستمر بنفس المنهجية وتتحاشى المنهجية المفزعة التي بدأت تلوح بالأفق وتتسرب بأن عليك ضغوطات من قبل الأحزاب في الغرف المغلقة لتعيين بعض الأشخاص في وظائف مهمة من خارج كادر المنظمة وهذا ليس من الإنصاف الإداري ولا الإنساني ولا القانوني ولا يعتبر عملاٍ وطنياٍ ويتنافى مع أخلاق ثورة التغيير التي جاءت لإيجاد الدولة المدنية الحديثة والقضاء على المصالح الحزبية والقبلية والعنصرية التي كانت تمارس وأودت إلى فشل الإدارة والأداء المؤسسي للحكومات السابقة وتدهور الأوضاع الاقتصادية للبلد وانتشار البطالة بين صفوف الشباب بسبب ضعف مخرجات التعليم العام والعالي والفني نوعا وكما وزادت من نسبة التسرب من التعليم العام والأساسي ووعدنا لك بأن نعطيك حقك سلبا وإيجابا بدون تحيز أو إجحاف بروح ثورية عالية كأبناء للوزارة إذا تفاعلت مع طموحاتنا لأنه من حقنا أن ننصف وزارتنا بعد القيادات التي أعاقتها وشلت حركتها وفي ظل تغيير شامل للأفضل نتيجة جهودنا وتضحياتنا وصبرنا ونحن نشعر بأن وزارة التعليم الفني جزء من تاريخنا ومصيرنا ونشعر انه من حقنا الإنساني والأخلاقي بموجب القانون والقيم الإدارية التي حرمنا منها كثيرا بأن نرى وزارتنا ناجحة كحد أدنى لنتمكن من إلحاق أولادنا في نطاق التعليم الفني بدون خوف من الفشل الذي نراه أمام أعيننا لأبناء شعبنا الذين يلتحقون ويتخرجون كل عام ونحن عاجزون لا نستطيع نحرك ساكنا في ظل النظام الإداري السابق القائم على قمع وكبت حورياتنا بسبب الدعم الوجستي والسياسي القمعي الساند لعملية دعم الفساد والفاسدين من أعلى مراكز صنع القرار مدة ست سنوات متواصلة كالسنوات العجاف التي حصلت لأبناء مصر أيام عزيز مصر في الأخير يستغل هذه الفرصة ليثبت بأن حزب البعث كوادره واعية وفعالة ونوعية تتميز بالكيف وليس الكم وأنها حرمت من المشاركة الفعالة لبناء البلد من خلال تولى مناصب متقدمة في الدولة منذ قيام الوحدة اليمنية بسبب احتكار المكونات السياسية الأخرى للوظيفة العامة بالتقاسم القائم على أساس مناطقي للحقائب الوزارات كمكافأة لإفراز الانتخابات مما انعكس سلبا على تدهور الأوضاع وتفشي الفساد المحمي والمدعوم ولجوء معالي الوزير لنفس المنهجية للسلف الفاشل سيؤدي إلى سقوط احد رموز البعث في القطر اليمني وبالمقابل خوفي الأكبر على استمرار الفشل في وزارتنا الخدمية المرتبطة بصناعة العقول النوعية والنادرة القادرة على الإبداع والابتكار والمعتمد عليها طموحات وسياسات استراتيجية أخرى تمتلكها الدولة كسياسات الخدمة المدنية والتخطيط ووزارة المالية وسياسات التعليم العالي والعام وسياسات العمل والقوي العاملة وسياسات الاستثمار والزراعة والسياحة وسياسات الصناعة والأسماك والمياه والمغتربين والكثير من السياسات التي ترتبط وتتكامل مع سياسات وخطط التعليم الفني وتعتبرها احد محاورها الأساسية الرئيسية لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة وخاصة وان الوزارة تمتلك الإمكانيات المالية الهائلة التي لم تستغرق سوى قروض أو مساعدات أو موازنات بسبب تدنى الأداء للمنظمة وبرغم أنها تمتلك الكادر المؤهل والمكونين يعتبران أساس النجاح لأي إصلاح وتطوير مؤسسي وما على الوزير ألا الاجتهاد لإتاحة الفرصة لذوي الخبرة بكل شفافية للمشاركة في تطوير الوزارة وعدم احتكار القرار على مستوى غرفتين عرضهما أربعة أمتار لا يتناسب مع مكانة الوزارة ومجالات تخصصاتها فهل الوزير الدكتور عبد الحافظ أيضا أدرك وتنبه بأن نجاح المنظمات الخدمية يتوقف على تهيئة البيئة الداخلية للنظام بالشكل المطلوب وإتاحة الفرصة من اقتناء التقنيات الحديثة وإدخال التكنولوجيا علي النظام الإداري للوزارة بدلا من الخرابة التي تتواجد في نطاقها منظمة التعليم الفني على شكل غرف صغيرة لا تتسع إلى ترتيب مكتب واحد وينعدم فيها ابسط مكونات أساليب الإدارة الحديثة ومن ينظر إلى حال الأرشيف التابع للمنظمة وحال الإدارات الأساسية يشعر بأن عهد الأئمة مازال موجوداٍ صوتاٍ وصورة مجسداٍ بنظام الإدارة في منظمة التعليم الفني أمور كثيرة مهمة قد تساعد الوزير في الانتقال بمنظمة التعليم الفني ونظامه الإداري إلى الأمام لو تمكنوا الكوادر من أبناء التعليم الفني التواصل بمعالي الوزير واستجاب بقناعته الشخصية لهذه المقترحات لا بقناعة الشلة التي طوقت عليك والشللية والمصالح الشخصية وبدون التخلص من هذا الطوق المحكم عليك يا معالي الوزير لن تستطيع كوادر التعليم الفني المدركون لنظامه واختصاصاته ومجالاته ومن كانوا سبب في تأسيس منظمة التعليم الفني بعدما كانت هيئة ومن قبلها قطاع ومن قبلها إدارة عامة من التواصل معك إلا عبر الصحافة والإعلام ومستحيل أن تستطيع يا معالي الوزير تطوير هذه المنظمة المتخصصة في بناء العقول وسأضطر إلى وعد الإعلامي الأستاذ محمد العامري من الآن بأن موقف الأخ الوزير الدكتور عبد الحافظ سيكون ضعيفاٍ جداٍ بعد عام ولن ينجز شيئاٍ يذكر وأرجوك بأن تعفيه من الاستضافة التي وعدك بها لأنه سيكون متهما مثل سلفه ولكن رفقة بالرفيق أنا متأكد بأن الأخ الوزير لن يحقد عليا كأحفاد قابيل المتعصب لأننا احتسبه مثلي من أحفاد هابيل الطيب المسالم المحب للخير لشعبه وأمته بغض النظر عن اللون أو المعتقد أو المذهب أو الفكر وفي الأخير أسأل الله لوطني الغالي العزيز القطري اليمن العزة والشموخ والتقدم والأمن والاستقرار .