أقصوا الفرنسيين من يورو 2012 وتأهلوا إلى قبل النهائي


تحليل/ معاذ الخميسي –
أصبح المنتخب الإسباني ثالث المتأهلين إلى الدور قبل النهائي في بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم بعد أن حقق أمس فوزاٍ تاريخياٍ على المنتخب الفرنسي وتمكن من إقصائه وإخراجه من يورو 2012 بهدفين نظيفين سجلهما تشافي النسو في الدقيقة 18و90
وقدم الماتادور الأسباني أداء ممتعاٍ وقوياٍ أمام الديوك الفرنسية رغم عقدة الخسارات المتعددة من فرنسا والتي خسر فيها الاسبان خمس مرات ولم يحققوا أي فوز سوى ليلة أمس .
وفشل الفرنسيون في تقديم الأداء المقنع الذي يمكنهم من الخروج بالفوز ..وظهروا في وضع صعب يغلب عليه التوهان واللعب الفردي رغم محاولات ريبري وكريم بنزيما في الشوط الثاني للعودة إلى المستوى واعادة المباراة الى البداية.
وبهذا الفوز التاريخي الاسباني الذي خالف بعض التوقعات المعاكسة يلعب المنتخب الاسباني مع المنتخب البرتغالي في الدور نصف النهائي الأربعاء القادم أمام المنتخب البرتغالي .
ويلعب اليوم في آخر مباريات الربع النهائي منتخبا انجلترا وايطاليا في لقاء النار لتحديد آخر المتأهلين إلى قبل النهائي والذي سيلعب أمام المنتخب الألماني .
سيطرة اسبانية..وهدف
احتباس الأنفاس في هذه المباراة استخدمه الأسبان منذ بداية المواجهة مع الديوك الفرنسية ..وبالفعل حشروهم في منتصف ملعبهم وحبسوا انفاسهم كثيراٍ بل وصادروها في أوقات أخرى عندما كان انيستا يحرك غرفة عمليات الاسبان بإجادة فائقة ويضيق الخناق على الفرنسيين بكرات وهجمات أكثر من جمالها أنها وضعت الديوك في موقف صعب اضطرهم بكامل نجومهم العشرة إلى التراجع في محاولات للإغلاق وتقييد حركة المنتخب الاسباني والاعتماد على الكرات والهجمات المرتدة ..وكلما سنحت الفرصة ..
ومع كثرة دق الأسبان على بوابة الديوك ..كان انيستا عند الدقيقة 18 يقود واحدة من إبداعاته الكروية ..وبغمزة أنيقة وضع الكرة في الجهة اليسرى لخوردي البا الذي عكسها سريعاٍ باتجاه المرمى الفرنسي يضعها تشافي النسو قوية غير قابلة للصد في الشباك مسجلاٍ الهدف الأول للأسبان في الدقيقة 18..ومن هنا زاد النهم الهجومي للماتادور ..واستمرت حكاية الطلعات اليسارية الاسبانية الخطرة ..واستمر انيستا في الإقلاق المتعمد لدفاعات المنتتخب الفرنسي..وكاد أن يضيف هدفاٍ ثانياٍ عند الدقيقة 29 لولا التدخل الأخير للمدافع الفرنسي الذي أبعدها إلى ركنية..
مع بداية الربع الساعة الأخيرة للشوط الأول بدأ الفرنسيون في محاولات الوصول إلى مرمى كاسياس ..اعتمدوا رغم لعبهم الفردي حيناٍ على المرتدة والنقلات السريعة اليمينية واليسارية ..وحيناٍ على التوغل من العمق ..فأبطل كاسياس اسبانيا كرة خطيرة عند الدقيقة 31 سددها من ضربة حرة الفرنسي يوهان كاباي وساهمت خبرة كاسياس في إبعادها..وحاول ريبيري مرة..ومرتان ..من اليسار أن يناوش المرمى الاسباني دون فائدة فكاسياس ومن أمامه من المدافعين يقودهم راموس في استيقاظ دائم..فبقي الديوك في حيرة ..بينما استمر الأسبان في إجادة التعامل مع المساحات في طريقهم إلى شباك فرنسا دون أن يضيفوا أي هدف .
الفرنسيون توهان وفردية
مع بدايات الشوط الثاني حاول الثنائي ريبري وكريم بنزيما إعادة ترتيب الصفوف الفرنسية وإرجاع الطاقة إلى المنظومة الفرنسية لتعمل باتجاه إدراك التعادل وهز شباك الاسباني كاسياس ..وبالفعل اقلقا الأسبان في لحظات سريعة افتقدت للتركيز واللعب الجماعي وكان معها راموس يقظاٍ وحذراٍ وقادراٍ على تصفية منطقته أولاٍ بأول .. ولم يتنازل الفرنسيون عن الوضعية الهجومية التي دشنوها منذ بداية الشوط الأول كآخر حل يتسابقون في تنفيذه مع الزمن بحثاٍ عن هدف في الوقت الذي كان فيه الوسط الاسباني أكثر اتزاناٍ وترتيباٍ وإجادة في استخدام النقلات الهادئة التي تنتهي بمباغتة خطرة..ومع الدقيقة60 وجه ريبري كرة عكسية خطرة سددها دوبوشي رأسية أعلى العارضة الاسبانية بسنتيمترات.
..وهنا اشتد حال المباراة..وازدادت السخونة ..وزاد المدرب الفرنسي في تعزيز الجهتين اليمنى واليسرى بتغييرين تكتيكيين لم يجديا نفعاٍ..واعاد مدرب اسبانيا النشاط للوسط بدخول فرناندو تورس بدلا عن فابري جاس..وعلى الفور كاد تورس يسجل هدفاٍ ثانياٍ لاسبانيا من كرة يسارية لولا تدخل المدافع الفرنسي بسرعة وابعادها الى ركنية..بالمثل فعل ريبري في الدقيقة 70 عندما تخلص من الرقابة وتوغل ومرر الكرة في لحظات مجنونة وامسك بها كاسياس..واراد تورس عند الدقيقة 79 أن يسجل عندما واجه الحارس هوجو في وضعية التسلل التي كان الحكم لها بالمرصاد..وتراجع الاسبان في العشر الدقائق الأخيرة للمحافظة على التقدم والتعامل الذكي في الاتجاه الهجومي الذي يمنحهم التعزيز ولا يفقدهم الفوز.. واستمر ريبري في بذل المجهود الأكبر دون مساندة في ظل حصار دفاعي اسباني قيده عن التجاوز ولم يمكنه إلا من الإرسال العكسي ناحية المرمى دون فائدة..لتنتهي المباراة عند الدقيقة 90 بكرة اسبانية توغل بها بيدرو وارتكب المدافع الفرنسي رامي عادل غلطة الرحيل والنهاية المحزنة بالتسبب في ضربة جزاء سددها تشافي النسو في الشباك الفرنسية ..لينتهي الدرس الأسباني القاسي الذي تجرعه بمرارة لاعبو المنتخب الفرنسي لاول مرة في تاريخهم الكروي ..ليتأهل الأسبان ..ويغادر الفرنسيون..على موعد جديد يربط الماتادور الاسباني الاربعاء القادم في قبل النهائي ليورو 2012 امام المنتخب البرتغالي ..فيما ينتظر المنتخب الالماني الفائز في مباراة الليلة بين ايطاليا وانجلترا.

قد يعجبك ايضا