البحوث في مجال الزراعة المطرية لمحاصيل الحبوب والأعلاف



كتب / منصور شايع
أكدت استراتيجيات تنمية القطاع الزراعي لمحاصيل الحبوب والأعلاف على أهمية تشجيع ودعم إنتاج البذور المحسنة وتنشيط البحوث في مجال الزراعة المطرية والاستفادة من البحوث الخارجية بالإضافة إلى إجراء الدراسات والبحوث المحلية الاضافية لتحديد أصناف جديدة من محاصيل الحبوب والأعلاف والتي تتميز بالإنتاجية العالية ومقاومتها للجفاف وذات الاحتياجات المائية المنخفضة. بالإضافة إلى إجراء البحوث الزراعية في المناطق والمناخات الزراعية المختلفة في اليمن لتحديد الأنواع المناسبة من المحاصيل لكل منطقة وتحديد التقنيات الزراعية المناسبة التي ينبغي استخدامها. وأشارت الاستراتيجية إلى أهمية الإرشاد الزراعي في مجال الزراعة المطرية عن طريق عمل برنامج عملي وفعال لنشر المعلومات ذات العلاقة بأنواع البذور والتقنيات الزراعية وبما يساعد في التوسع في انتاج الحبوب بالاعتماد على الأمطار وتحسين إنتاجية الحبوب والأعلاف . مشددة على ضرورة التوسع في مجال البذور والمدخلات الزراعية المحسنة من خلال تفعيل دور الرقابة على الجودة والمصادقة على البذور والأصناف الجديدة والموافقة على إكثار البذور بالإضافة إلى توسيع مشاركة القطاع الخاص في هذا المجال والتوسع في مجال الأسمدة والمخلات والتقنيات الزراعية المحسنة. منوهة بأهمية إدخال الآليات والميكنة الزراعية وذلك توفير الآليات والميكنة الزراعية المناسبة للأراضي الزراعية ومعدات الري الحديث .
وبحسب الاستراتيجية فقد انخفاض مستوى انتاج القمح في اليمن رغم أن الخبز هو الغذاء الرئيسي في البلاد. والملفت أيضاٍ هو محدودية إنتاج المحاصيل الزيتية إذ يقتصر ذلك على محصول السمسم فقط لتلبية بعض الاحتياجات المحلية. مفيدة أن اليمن لا تزال تعتمد كليا تقريباٍ على واردات القمح وزيت الطهي مما يضع البلاد أمام خطر مواجهة صدمات التغييرات في الأسعار العالمية في المستقبل كما حدث في عام 2008م ويتبين ارتفاع انتاج الذرة الرفيعة حيث أن جزءاٍ كبيراٍ من الإنتاج يتم بغرض استخدامه كأعلاف للإنتاج الحيواني. وبشكل عام لا يزال معدل إنتاج الحبوب في اليمن متواضعا مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة. وتعتبر زراعة الذرة كمحصول علفي أكثر أهمية كمحصول نقدي منه كحبوب. وهناك حاجة إلى دراسة وتحليل العلاقة بين انتاج الثروة الحيوانية والأعلاف والحبوب.
وأوضحت الاستراتيجية أن إنتاج المحاصيل الحقلية بشكل عام يعاني من قلة البذور المحسنة اللازمة لزيادة الإنتاجية الزراعية لمحاصيل الحبوب والأعلاف. ففي الظروف المثلى يحتاج مزارعو القمح والشعير إلى البذور المحسنة كل سنتين. فالبذور المحسنة وحدها بإمكانها أن تزيد من الإنتاجية بنسبة 30%. وبالرغم من وجود المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة غير أنها لا تنتج الكميات الكافية من البذور المحسنة المطلوبة. ومن ناحية أخرى فهناك حاجة ملحة لتنفيذ المزيد من البحوث الزراعية على جميع أنواع محاصيل الحبوب وذلك بغرض الحصول على أفضل الأصناف الصالحة للزراعة المطرية والتي تتميز بمقاومتها للجفاف والملوحة على حد سواء. مطالبة بتأسيس وإقامة شركات لإنتاج البذور المحسنة من قبل القطاع الخاص في المناطق المختلفة ودعم هذه الشركات من خلال البحوث التطبيقية من شأنه أن يساعد في تطوير و تعزيز هذا القطاع.
وقالت : يمكن القول أن المخصبات الزراعية لا تستخدم في عملية انتاج الحبوب باستثناء السماد العضوي. أضف إلى ذلك ان زراعة وإنتاج الحبوب بشكل عام لا تعتمد على الري غير أن بعض أنواع الحبوب يتم زراعتها باستخدام نظام الري بالسيول والذي يعتبر البديل العملي الوحيد لإنتاج الحبوب. إن توفر معدات الحراثة والحصاد يتفاوت بين منطقة وأخرى على مستوى البلاد. ويقوم المزارعين الصغار والمتوسطين عادةٍ باستئجار المعدات الزراعية وترتبط تكاليف إيجار المعدات الزراعية ارتباطا مباشرا بسعر الديزل ومدى توفر الآلات الزراعية. أما عملية انتاج الحبوب في المدرجات ألزراعية فتعتمد على حيوانات الجر نظراٍ لصعوبة استخدام معدات الحراثة والحصاد الآلية في هذه المناطق.
وفي جانب أنظمة تسويق الحبوب والأعلاف اعتبرت الاستراتيجية أن عملية تسويق منتجات الحبوب والأعلاف في اليمن غير منظمة. فمعظم منتجات الحبوب والأعلاف يتم استهلاكها محلياٍ أو على مستوى الأسرة. أما فائض الانتاج فيذهب الى الأسواق المحلية التقليدية حيث يقوم التجار بنقل الحبوب والأعلاف من الأسواق التي يتوفر فيها فائض إلى الأسواق الأخرى التي تعاني من نقص فمثلا خلال فصل الشتاء يتم نقل أعلاف الذرة الرفيعة من السهول الساحلية إلى مناطق المرتفعات الجبلية. وتستخدم المخابز التجارية القمح المستورد ونادرا ما يتم الاعتماد على الحبوب المحلية في هذا المجال. كما أن منتجي العلائق المركزة والأعلاف الحيوانية المطلوبة لإنتاج الدواجن يعتمدون بشكل كبير على فول الصويا ومشتقات الذرة الشامية المستوردة. أما بالنسبة لزيت الطهي المستخرج من السمسم فيتم استهلاكه محلياٍ. وبشكل عام وفي ظل ظروف ومستويات الإنتاج الحالية وبدون حصول أي زيادات في الإنتاج فأن هذه الأسواق المحلية التقليدية تعتبر فاعلة وكافية لاستيعاب فائض الإنتاج من الحبوب لدى المزارعين. وبالنظر إلى حجم الواردات من الحبوب فإن تصديرها إلى الخارج لا تعتبر من العوامل الهامة وعليه فالجمعيات والتعاونيات الخاصة بذلك تكاد تكون منعدمة.
وتطرقت الاستراتيجية إلى الدعم الحكومي للمحاصيل الحقلية من الحبوب والأعلاف مشيرة إلى أن الحكومة تلعب دورا رئيسيا في مجال توفير ونشر أصناف البذور المحسنة لجميع أنواع الحبوب وكذلك البذور الزيتية. وهنالك بعض الأنشطة البحثية التي يتم القيام بها غير أنها ليست بالمستوى المطلوب لتطوير هذا المجال. كما أنه لم يتم اعتماد أي إجراءات للمصادقة على أصناف البذور المحسنة وبما يضمن تعريفها وحمايتها. كما يجب العمل على توفير المعلومات ورفع مستوى الوعي لدى المزارعين حول التقنيات الزراعية المحسنة من خلال نظام الارشاد الزراعي. ويجب الأخذ بعين الاعتبار أهمية وحاجة اليمن إلى إيجاد مخزون احتياطي إستراتيجي من الحبوب. وقد يقوم هذا المخزن الاحتياطي في المقام الأول بالاعتماد على الحبوب المستوردة غير أنه سيلعب دوراٍ هاماٍ في السوق المحلية للحبوب كما يمكن استخدامه للتأثير على أسعار السوق. وبشكل عام فهناك الكثير مما يمكن للحكومة بل ينبغي عليها القيام به في مجال الحبوب كما يجب عليها أن تعمل على التخطيط لكيفية تعزيز وتطوير هذا المجال.
مؤكدة أن تحسين إنتاجية المحاصيل الحقلية وإدخال المحاصيل الزيتية من شأنهما مساعدة اليمن في مجالات الأمن الغذائي وتخفيف الاستيراد وتطوير الزراعة المطرية. كما أن تطوير مجال إكثار البذور سيساهم في توفير البذور المحسنة واللازمة لزيادة انتاج الحبوب على المستوي الوطني وتوفير محاصيل نقدية آخرى للمزارعين. من ناحية أخرى يمكن رفع كفاءة نقل وتسويق منتجات الأعلاف من خلال طرق التجهيز المناسبة (مثل التحزيم المضغوط وغيره).
يشار إلى أن زراعة الحبوب والأعلاف تحتل ما نسبته 58 ? من الأراضي الزراعية في اليمن وتعتبر جزءاٍ أساسياٍ من الموارد المعيشية لصغار المزارعين. وتعتبِر الذرة الرفيعة من الحبوب الأكثر أهمية إذ يتم استخدامها كحبوب للاستهلاك البشري أما الجزء الخضري من النبات فيْستخدم كعلف أخضر أو جاف حيث أنها تنتج كميات كبيرة من الأعلاف مقارنةٍ بالأنواع الأخرى من الحبوب. ويتم زراعة الذرة الرفيعة في المناطق المطرية وفي الأراضي المروية. أما الدْخن فله طريقة استخدام مزدوجة مماثلة حيث يتم انتاجه أيضاٍ كحبوب للاستهلاك المنزلي وكعلف للحيوانات. وتتم زراعة القمح والشعير في المناطق المرتفعة بالاعتماد على الأمطار والمناطق الشرقية بالاعتماد على الري بالسيول كما يتم زراعتها في موسمين حسب الظروف المناخية في المنطقة.

قد يعجبك ايضا