تشهد تجارة أنظمة الطاقة الشمسية بمدينة الحديدة هذه الأيام ازدهارا ملحوظا جراء انعدام الكهرباء منذ ما يزيد عن الشهر بفعل منع قوات العدوان ادخال المازوت المستخدم لمحطة الكهرباء الى ميناء الحديدة, وهو ما دفع بالمواطنين للإقبال على اقتناء أنظمة الطاقة الشمسية بمختلف أحجامها.
ومع ارتفاع أسعار أنظمة الطاقة الشمسية فإن توفير احتياجات منزل صغير من الكهرباء يعد أمرا غاية في الكلفة ولا يستطيع المواطن البسيط تحمل هذه التكاليف الباهضة, إلا أنه يسعى جاهدا لتوفير الحد الأدنى من احتياجاته التي يستطيع معها التخفيف من وطأة الحر الشديد الذي تعاني منه محافظة الحديدة.
ويصل متوسط قيمة نظام شمسي بسيط جدا يمكن معه تشغيل مروحة صغيرة طوال الليل وغالب النهار إلى خمسين ألف ريال, بسبب الارتفاع المبالغ فيه لبعض مكونات الطاقة الشمسية.
وكالة الانباء اليمنية سبأ التقت عدد من المواطنين واستطلعت اراءهم حول الطاقة الشمسية وامكانية احلالها كبديل عن الطاقة الكهربائية حيث التقت بالمواطن محمد الهمداني من أبناء مدينة الحديدة الذي قال “استطاعت أن يحصل على نوع من الراحة والتخفيف من وطأة الحر الشديد الذي عانيت منه انا وأسرتي وذلك من خلال اقتناء نظام شمسي بسيط جدا.
وتابع بقوله ” برغم وجود مولد كهربائي في منزلي إلا أن الطاقة الشمسية بالنسبة لي هي الحل المثالي والاقتصادي “.
أما المواطن هاشم العفيف عزم على زيادة انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية على مراحل في حالة لا قدر الله واستمر انعدام الكهرباء, وقال ” اعتبر أن الطاقة الشمسية من أفضل الحلول لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة ” .
ويتحدث المواطن إسلام عبد التواب عن هذه التقنية كونه خاض هذه التجربة منذ خمسة أشهر بأنها تعتبر من الحلول الاقتصادية على المدى البعيد, خصوصا إذا ما قورنت مع المولدات الكهربائية التي تستخدم البنزين أو الديزل .
وقال ان تكلفة استخدام المولدات باهضة خصوصا في ظل شحة الوقود وانعدامه وفي احيان كثيرة وارتفاع أسعاره في السوق السوداء, كما أنها تحتاج إلى الصيانة بين فترة وأخرى وهو ما لاتحتاجه أنظمة الطاقة الشمسية خصوصا إذا كانت مكوناتها ذات جودة جيدة”.
واشار إسلام إلى وجود عدد من العوائق أمام أنظمة الطاقة الشمسية أهمها انعدام ثقافة الطاقة الشمسية بين المواطنين بسبب شحة المعلومات الصحيحة حول هذه التقنية وكيفية الاستفادة منها من خلال توفير الحد الأدنى من الاحتياجات الضرورية من الطاقة,
وقال ” أن المبالغة في أسعار أنظمة الطاقة الشمسية واستغلال التجار لحاجة الناس هو ما يزيد من أعباء هذه التقنية ويزيد من صعوبة اقتنائها من قبل المواطن البسيط”.
ولفت الى أن جودة مكونات الطاقة الشمسية تعاني من الكثير من القصور حيث يوجد الكثير من هذه المكونات ذات جودة رديئة ربما لا تستحق حتى الثمن الذي يدفع فيها, وهو ما يشوه من صورة هذه التقنية ويزيد معه الخوف من اقتناء هذه الأنظمة خوفا من الفشل وخسارة الأموال, خصوصا بعد فشل البعض مع هذه التقنية.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة الحديدة تعاني من انعدام الكهرباء منذ ما يزيد عن الشهر جراء الحصار الجوي والبحري والبري التي تفرضه على اليمن قوات العدوان بقيادة السعودية.
سبأ
قد يعجبك ايضا