عمران/ هشام محمد الحكمي
تشهد محافظة عمران نزوحاٍ مستمراٍ للمواطنين جراء العدوان السعودي المستمر على بلادنا.. ويعيش النازحون في حالة مأساوية يرثى لها فمخيماتهم تفتقر لأبسط مقومات الحياة فلا ماء صحي ولا تغذية ولا فراشات في ظل غياب شبه تام لبعض المنظمات الإغاثية وغيرها من منظمات المجتمع المدني.
حجم الكارثة لا يعقل في الوقت الذي تزداد فيه أعداد النازحين ولولا تعاون المجتمع وأهل الخير والاعتماد الكبير عليهم في توفير بعض متطلبات معيشة النازحين لكانت الكارثة كبيرة جداٍ خاصة وأن فصل الشتاء على الأبواب.
(الثورة) توغلت بين النازحين بمحافظة عمران لتستكشف معاناتهم وكيف يواجهون ظروف المعيشة مع قلة الامكانات .
النازح محمد شعنون من أبناء مديرية حيدان محافظة صعدة تحدث عن استغلال بعض المنظمات الإغاثية لأوضاع النازحين بالقول: من شهر رجب الماضي ولم نتسلم حتى قارورة ماء وبعض المنظمات تقوم بتسجيل أسمائنا ثم تذهب بلا رجعة وكل أسبوع تأتي إلينا منظمة جديدة وبنفس الطريقة ولا نعرف ما السبب وراء ذلك سوى الاعتقاد بأنها تستغل أوضاع النازحين للاستفادة واعتقد أنهم يستغلونها في الاستفادة الشخصية وايصال المساعدات لمن لا يستحقها..
وعود وتسول
من جانبه يقول النازح عيضة جبران: لم نعد نصدق أن هناك مساعدات ستصل إلينا من كثر الوعود التي نتلقاها لقد انتظرنا في طوابير طويلة حتى نحصل على بطائق أو كروت تؤكد أننا نازحون ولكن ما فائدتها ونحن منذ استلامها لم نستفد منها شيئاٍ.
أما النازحة روضة الشرفي قالت: أصبحت أنا وأولادي متسولين في الشوارع وهناك بعض الخيرين الذين قاموا بتوفير السكن لي ولأولادي ولكن لم نجد ما نسد به رمقنا حتى الآن ولم نتسلم من المنظمات إلا قطارة ماء فارغة قمت ببيعها لشراء نصف كيس دقيق ووزعت أولادي على الشوارع للتسول كمحاولة لتوفير ما تيسر من متطلبات المعيشة فما باليد حيلة.
مشردون
من جهتها تحدثت النازحة يمن الخمياسي من مديرية الصحن محافظة صعدة قائلة: اعطونا استمارات وطلبوا منا تعبئتها وختمها من عقال الحارات التي نزحنا إليها حتى نستطيع تسلم المساعدات وبعدها تفاجأنا باعطائنا أوراق أخرى وإلغاء السابقات ولا نعرف ماسبب هذه المعاملة نحن نازحون مشردون من منازلنا ولم يهتم أحد بأحوالنا ولم نجد آذان صاغية تسمع لشكاوينا ماحصلنا عليه هو الوعود تلو الوعود فقط..
التزامات مالية
النازح صالح أحمد الحربي من أبناء مديرية المهاذر صعدة قال: لم يقدم لنا سوى فراشات وبطانيات فقط ولم نجد لنا مكاناٍ في المدارس أو المخيمات لامتلائها فقمنا باستئجار بيوت ونعجز عن تسديد الالتزامات المالية للمؤجرين وأصبحت أحوالنا تصعب على كل الناس.
تعفف
ثريا محمد نازحة من محافظة صنعاء قالت: نزحنا من صنعاء منذ شهر رمضان وسكنا في منزل أحد أقاربنا وبرغم حالته البسيطة ومنزله المتواضع إلا أنه استقبلنا ولم يقم بطلب المساعدة من أحد سواء منظمات أو جهات حكومية ويرفض هذه الفكرة نهائياٍ ودائماٍ مايردد أنه لن يسأل سوى الله حتى لو نموت جميعنا جوعاٍ داخل منزله.
دعم غير كافُ
وبعد أن استمعنا إلى شكاوى بعض النازحين اتجهنا إلى الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة عمران والتقينا بمديرها الأخ حمير الصعر وأخذنا منه بعض الايضاحات حول تلك الشكاوى حيث قال: للأسف الدعم قليل جدا وليس بالقدر الكافي للمخيمات نحن سجلنا مايقارب (30000) نازح ونازحة من مختلف المحافظات والقدرة الاستيعابية لا تسمح لنا باستقبال هذا الكم الهائل بالإضافة إلى النزوح اليومي المستمر من منطقة إلى أخرى كما أن هذا العدد قابل للزيادة كل يوم لعدم وجود مناطق آمنة ولاستمرار العدوان السعودي على بلادنا.
وأردف الصعر: هناك بعض المنظمات لها دور إيجابي في التعامل مع النازحين وبالذات في مجال المياه والتدخل السريع والطارئ لنازحين جدد وجدوا أنفسهم في الشارع ولكن ذلك لا يغطي حجم النزوح.
مغالطات وطمع
وأشار مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بعمران إلى عدم وجود غرفة عمليات مشتركة للتعامل مع بيانات النازحين في المحافظات الأخرى.
واستطرد: فمثلاٍ هناك نازحون قاموا بتسجيل أسمائهم في صنعاء وعمران وحجة وتكررت اسماؤهم لأكثر من خمس مرات وبعضهم لم يسجل اسمه حتى مرة واحدة وذلك بسبب طمع البعض وقد اكتشفنا الكثير من تلك الحالات ونطالب بإنشاء غرفة عمليات مشتركة للتواصل والحد من هذه المغالطات التي تسبب في ظلم الكثير من النازحين.
وأضاف: وفي ما يخص النازحين في المدارس فقد تم التفاهم معهم وإخراجهم من المدارس بسبب الاختبارات وقد التزمت إحدى المنظمات بدفع إيجارات السكن لهم وقدمت ضمانات لذلك وبالفعل تم إخراجهم من المدارس حتى يتمكن الطلاب من إجراء الامتحانات النهائية فيها.
بحسب المتاح
وعن دور السلطة المحلية بالمحافظة في الاسهام بمعالجة قضايا النازحين تحدث الأخ/ يحيى طواف مدير عام العلاقات العامة بديوان المحافظة قائلاٍ: مما لاشك فيه بأن دور السلطة المحلية فعال بحسب امكانياتها والقيام بما يسهل لخدمة النازحين من خلال الجهات المعنية والجهات الداعمة وتسخير بعض إمكانيات المرافق الخدمية لما يخفف من معاناة النازحين وتبذل السلطة المحلية قصارى جهودها باستقطاب الجهات المانحة لخدمة العمل الإنساني ونحن كمحافظة وحدة تنفيذية ومنظمات إنسانية استطعنا تقديم بعض الخدمات اللازمة في الجانب الإيوائي والغذائي والمياه والصرف الصحي وبعض المساعدات ولكن ليس بالشكل المطلوب نتيجة العدوان الغاشم على بلادنا والحصار الذي فرض علينا بالتزامن مع العدوان العسكري ومنع إيصال المساعدات لليمن وهناك دعم يقدم للنازحين من عدد من المنظمات كلا في ما يخصه ولكن بعدد محصور ومتقطع.
كما أن هناك بعض المنظمات العاملة في المحافظة وتعمل بنسب متفاوتة في عملية التدخل منها ما يتناسب مع وضع المنظمة ومنها لا يتناسب مع حجم المنظمة وهناك من يقدم العون بشكل غير متواصل وحقيقة وضع النازحين مؤلم وهناك أعداد كبيرة لم نستطع التدخل في تخفيف معاناتهم.
صندوق للشكاوى
من خلال لقاءاتنا بالنازحين كان من أبرز مطالبهم إنشاء صندوق أو نافذة لاستقبال شكاواهم والنظر فيها والسعي من أجل إيجاد الحلول السريعة لها .. فهل تستجيب الجهات المعنية لهذا الطلب الهام¿!.