يروي محمد كيف ساد الذعر إفراد عائلته عندما خرق إطلاق قذائف صمت الليل قائلا: “اختبأنا خلف ما تبقى من الجدار” في الخط الأول للنزاع في كشمير بين الهند وباكستان اللتين ألغتا هذا الأسبوع مفاوضات من النادر أن تحدث بينهما.
وأضاف هذا الرجل الخمسيني الذي دمرت قذائف الجيش الهندي كوخه المتواضع المبنى من الطوب المصنوع من الطين المجفف بالكامل تقريبا: “توقف القصف في الصباح الباكر.
وقد تبادلت القوتان النوويتان المتنافستان قبل أسابيع قصفا مدفعيا كثيفا على طول الحدود وهي مواجهات كان سكان كشمير يأملون في أن تتوقف نتيجة محادثات كانت مقررة في بداية الأسبوع بين مسؤولين امنيين من كلا البلدين.
لكن مسار المحادثات انحرف مرة جديدة عندما الغى مستشار الأمن القومي في باكستان سرتاج عزيز زيارته الى نيودلهي بعد جدل كبير مع الهند التي كانت تعارض ان يلتقي خلالها مسؤولون عن الشطر الذي تتولى الهند ادارته من كشمير.
وقد خاضت الهند وباكستان اللتان ولدتا من التقسيم الدامي للامبراطورية البريطانية في الهند في اغسطس 1947م ثلاث حروب منذ ذلك الحين اثنتين منها للسيطرة على منطقة كشمير الاستراتيجية في جبال هيمالايا.
وتطالب باكستان بالجزء الهندي من كشمير متذرعة بأسباب عدة منها أن أكثرية الناس فيه يعتنقون الدين الإسلامي ويقيمون علاقات مع زعماء مسلمين في هذه المنطقة. وهذا ما يسبب غضبا شديدا للهند التي ترى فيه تدخلا في شؤونها الداخلية.
اما نيودلهي فشددت في نهاية الأسبوع على أن تكون مسألة الإرهاب في جدول أعمال اللقاء الذي كان مقررا بين عزيز ونظيره اجيت دوفال لأن نيودلهي تأخذ على باكستان عجزها عن محاكمة زكي الرحمن لخوي المخطط المفترض لاعتداءات بومباي (166 قتيلا في 2008م) الذي أفرج عنه بكفالة في الفترة الأخيرة.
ولذلك يعيش الناس في القرى المتناثرة على جانبي الحدود التي تفصل بين الهند وباكستان على وقع تبادل القصف المدفعي غير المنتظم الى حد ما. وفي قطاع ناكيال الباكستاني حيث تقع قرية محمد اتلفت المحاصيل واغلقت المدارس في الأسابيع الأخيرة بسبب تلك المواجهات.
وأكد جويد بودانوي من برلمان الشطر الباكستاني من كشمير ويمثل منطقة ناكيال أن “الأطفال خائفون لا يستطيعون الذهاب الى المدرسة ولا اللعب في الخارج …
وأضاف: إن حوالي 15 الف شخص في هذا القطاع قد تضرروا جراء القصف الهندي. لكن السلطات في نيودلهي تؤكد انها ردت على هجومات الجيش الباكستاني ويتبادل البلدان تهمة بدء الأعمال العسكرية لتبرير القصف.
وقرب خط المراقبة يعرب محمد فاروق المدرس المتقاعد عن استيائه من عجز البلدين عن التوصل إلى اتفاق بعد هذه السنوات الطويلة. وقال: “تتفاوض باكستان والهند منذ 1947م لكن ما هي النتيجة¿ نحن مضطرون للعيش هاربين في الغابات! ماذا فعلنا حتى نواجه هذا المصير¿”.
Prev Post
قد يعجبك ايضا