يا مجتمعنا دوركم قد حان

لم يعد سرا أن أجهزة الأمن والشرطة فقدت اليوم سيطرتها بعد أن فشلت في كسب حب المجتمع لها بل وفقدت تدريجيا ولسنوات ثقته فيها , حتى صرنا نعيش عصر القوة ويحكمنا فيه قانون الغاب.
تجاهلنا العديد من الإنذارات التي كان يطلقها المثقفون وفوتنا على أنفسنا العديد من الفرص التي كانت سانحة لبناء شرطة تخدم الشعب والوطن حتى وصلنا إلى اليوم الذي نحصد فيه ثمار الخيبة دماء تسفك وأموال تنهب وأعراض تنتهك و إن لم نبادر لتلافي ما يمكن تلافيه فإن العواقب ستكون أشد والخسارة ستكون أكبر , فما الذي يمكننا فعله¿
لا شك أن الفرص لا تضيع على من يبحث عنها و فرصتنا الظاهرة أمامنا الآن هي الاتجاه بجدية نحو المجتمع الذي خذلناه , نعترف له بأخطائنا ونطلب منه بجد مد يد العون لنا لتعود السيطرة على حالة الأمن وله بعد استقرارها حق محاسبة المقصرين.
تعاون المجتمع ممكن إن أوجدنا القاعدة التي يمكن أن نبني عليها جسور الثقة معه , وعندها نستطيع منع الجريمة والسيطرة عليها. سنتمكن من معرفة ما تدبره عصابات الإجرام عبر سرعة البلاغ فيكون تحركنا فاعلا ومؤثرا وسيفيدنا كثيرا توعية الفئة المثقفة في المجتمع لبقية الفئات الأخرى فنحد من حمل السلاح ونجفف منابع النزاع ونقرب وجهات النظر وحدة الاختلاف وهكذا شيئا فشيئا تعود السيطرة الأمنية.
لا شك أن المجتمع يعي تماما اليوم أكثر من أي وقت مضى أهمية وجود جهاز الشرطة القوي الذي يركن عليه في تحقيق الأمن والاستقرار, وإن تأخرت الأجهزة الرسمية في المبادرة للعودة للعمل الأمني الجاد فإن من حق المجتمع أن يطلب منها ذلك وسيكون عليها أن تستجيب .
نعول كثيرا على النخبة المثقفة في مجتمعنا في شحذ أقلامهم لتحريك عزائم المجتمع نحو المحبة وفي حلحلة عقد الكراهية التي تستشري وتزداد حدتها يوما عن آخر.
نعول على من لازالت أعراف العرب الأصيلة تسري في دمائهم سرعة التحرك في أوساط من لهم تأثير عليهم.
نعول على العقلاء من الوعاظ والخطباء في نشر ثقافة الاسلام السمحة الداعية إلى الحياة وإعمار الأرض .
إنه نداء إلى المجتمع بأن دوركم قد حان. 
همسة أمنية :
لا يوجد أيام أشد خطرا على الأبناء من هذه الأيام , والفراغ طريق إلى الضياع في حالات كثيرة.
اقتربوا أكثر من أبنائكم قبل أن تلتفتوا حولكم فلا تجدوهم.
دام اليمن ودمتم بإذن الله سالمين.
• قائد شرطة الدوريات الراجلة – سابقا

قد يعجبك ايضا