العدوان.. . ينعش الجماعات الإدهابية ويساندها للسيطرة على المحافظات

زكريا السعدي بعد خدمة طويلة قضاها في معسكرات الجيش كان آخرها في حضرموت.. استقبل اتصالا هاتفيا من أسرته تطلب فيه الرجوع فورا إليهم.. شوقا وخوفا على حياته بعد إن سيطر تنظيم القاعدة على محافظة حضرموت..
استجاب الجندي لمطالبة ودعوة أسرته.. وغادر حضرموت باتجاه أسرته القاطنة في صنعاء مع 11 من زملائه.. لكنه لم يكن يعلم ان هناك عملاء كانوا يترصدونه هو وزملاءه.. وابلغوا عناصر الإرهاب بمغادرتهم المعسكر.. وبدم بارد ونفوس مجردة من الإسلام والشعور الإنساني أقدمت جماعة الإرهاب على قتل زكريا ورفقائه ذبحا.. وفي مشهد يدمى له القلب لبشاعته وفظاعته..
لم تعلم أسرة زكريا بأن ابنهم كان أحد ضحايا عناصر التخريب والإجرام إلا بعد الحادثة بشهر ومن خلال التعرف عليه في ثلاجة الأموات.

استهداف المؤسسة العسكرية وكوادرها وممتلكاتها ودعم الخارج لعملاء  الداخل وقصف العدوان ساعد مؤخرا على انتشار تنظيم القاعدة وبسط نفوذها في كثير من محافظات الجمهورية.. وبدلا من قيام دول الجوار والدول العظمى من الوقوف بجانب الجيش ضد هذه العناصر التي تستهدف أمن واستقرار اليمن والجوار والمنطقة برمتها نراها وبشكل مستمر تقوم بمساعدتهم عن طريق إضعاف الجيش ودعم عناصر التخريب سوى بإنزال السلاح المضلي لهم أو تزويد أفكارهم المسمومة بالتشدد.
في السياق ذاته يقول الجندي ياسر احمد احد منتسبيمعسكر حضرموت: إن عناصر القاعدة استولت على الكثير من المناطق في المحافظة وانه نجا بأعجوبة من المذبحة التي حدثت قبيل شهر الرحمة والبركة شهر رمضان من العام الماضي.. داعيا كل الجهات الأمنية والمجتمع إلىالوقوف صفا واحداٍ أمام هذه العناصر.. مشيراٍ إلى أن هناك أفراداٍ من منتسبي الجيش يعملون مع هذه العناصر الإجرامية وهذا ما يتطلب إعادة النظر في هيكلة عناصر القوات المسلحة والأمن.
وفي هذا التحقيق قمنا بعرض بعض جرائم القاعدة وأسباب انتشارها في الأيام الأخيرة القريب.. كما انه كانت عمليات تنظيم القاعدة محدودة سابقا في مناطق بسيطة وعلى منشآت ومعسكرات معينة.. لكنه وفي الوقت الحالي وبمساندة العدوان توسعت دائرة انتشارها وسيطرتها على محافظات بكاملها.
من جانبه يقول المحلل السياسي يحيى جار الله: إن انتشار تنظيم القاعدة زاد بشكل ملحوظ وكبير بعد أزمة 2011 وإن هناك الكثير من العوامل التي ساعدت وساهمت في هذا الانتشار منها: الاختلافات السياسية التي حدثت -وما تزال- بين الأحزاب وكذا هيكلة الجيش وتفكيكه وإضعافه وتعيين قيادات له ليست مؤهلة من قبل الحكومة السابقة فشل الحكومة والأحزاب في المرحلة السابقة ووضع حد فاصل وقوي للاجتثاث وردع تنظيم القاعدة واستئصاله.. مؤكدا أن هناك  بعض ضعفاء النفوس في الدولة ساهموا بشكل كبير في تنظيم القاعدة وبشكل مباشر واكبر دليل على ذلك ما حدث في العرضي ومركزي صنعاء الذي تبعته تغاضي كبير من الحكومة آنذاك وكذلك ذبح الجنود في حضرموت وشبوة ولحج دون ملاحقة الجناة أو محاسبتهم ومعاقبتهم ليكونوا عبرة للآخرين.
وأضاف جار الله: إن قصف العدوان في الوقت الراهن على اليمن والأجهزة الأمنية والعسكرية بمعداتها وإمكانياتها تسببت في إضعاف الجيش مقابل ذلك تقوية وانتشار وتوسع التنظيم الإرهابي.
عبدالله غالب – قائد ميداني باللجان الشعبية المساندة للقوات المسلحة في محافظة شبوة.. يقول: لقد أتاح العدوان من خلال غاراته على المواقع العسكرية الفرصة لانتشار التنظيم.. مما دفع العناصر الإرهابية إلى اقتحام المعسكرات وقتل من نجا من ضربات العدوان ونهب ممتلكات وأسلحة المعسكرات والسيطرة على مدن ومحافظات.. مضيفا: إن طائرات العدوان تضرب الجيش واللجان الشعبية في الأماكن التي تتواجد فيها عناصر تنظيم القاعدة لمنع وصول الجيش إليهم وتصفيتهم.. مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة يعتنق الفكر الوهابي المتشدد القادم من الممكلة السعودية والذي ينص على عدم التعايش مع الآخر بحجة تطبيق فكر واحد بحذافيره وهم بعيدون بكل تصرفاتهم وأفعالهم عن الدين الإسلامي الحنيف الذي لم يأمرنا بإرهاب وقتل المسلمين والنفس التي حرمها الله وكذا العديد من البدع التي وردت في هذا الفكر كالانفجارات ومن خلال الأحزمة الناسفة في المساجد والأحياء السكنية.
من جانبه يؤكد  الناطق باسم القوات المسلحة والأمن العميد الركن شرف غالب لقمان أن العدوان السعودي الغاشم على اليمن أتاح الفرصة لانتعاش تنظيم القاعدة ووفر له إمكانية إعادة ترتيب أوضاع خلاياه وعناصره الإرهابية من خلال إضعاف الجيش وتمزيقه ومحاربته وتدمير أسلحته.. مضيفاٍ : أن العدوان يساعد تنظيم القاعدة وذلك بمنع أفراد القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية من تصفية دحر هذه العناصر من المناطق المتواجدة فيها.
34 منظمة يمنية وعربية لفتت  في بيان وقعت عليه إلى أن الحرب على اليمن والتدخل العسكري الخارجي لا يخدم سوى الجماعات الإرهابية ويساعدها على انتشارها إلى دول المنطقة..  وأكدت المنظمات العربية الموقعة رفضها التدخل في الشؤون الداخلية للدول واستخدام القوة العسكرية الخارجية لحل الخلافات والنزاعات الداخلية للدول الأمر الذي لا علاقة له من قريب أو بعيد بــحق الدفاع عن المصالح الوطنية للدول المجاورة أو الإقليمية والذي لا ينتج سوى عن عمليات القتل والدمار والخراب والمزيد من التعقيد الداخلي. كما أنه لا يخدم سوى المجموعات الإرهابية مثل القاعدة وأخواتها ويساعد على انتشارها في اليمن ودول المنطقة. 

قد يعجبك ايضا