في زمن التشظي السياسي ومشاريع التقسيم والتمزيق لما تبقى من مقومات الدولة القطرية في الوطن العربي تقدم اليمن نموذجا مثاليا في مواجه الحرب الإجرامية التي تشنها قوى متعددة وفقا لرؤى تمزيقية ومشاريع تقسيمية ضمن مخطط غربي واضح يسعى الى تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم جراء ما تشهده البلاد من عدوان سعودي سافر وسط صمت دولي مريب.
فالعرب كما أشار الكاتب المصري محمد حسين هيكل يواجهون سايكس بيكو جديد في إشارة واضحة كما قلنا إلى تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم بدليل ما تشهده سوريا والعراق وليبيا وكذلك اليمن من حروب وصراعات لها بداية وليس لها نهاية كدليل واضح على أن تعاملات السياسة الدولية لن تكتفي ان تستقر خريطة الوطن العربي وجغرافيته عند حدود الإحدى والعشرين دولة وإنما تتطلع الى عمل كنتونات داخل الدولة القطرية وذلك تفكيك قديم جديد في آن واحد تسعى تلك السياسة الى تنفيذه استجابة لمتطلبات المشاريع المطروحة من قبل القوى الدولية لإيجاد شرق أوسط جديد تكون اسرائيل القائد الفعلي لذلك المشروع.
وهو ما يضع اليمن أمام جملة تحديات ليست سياسية واجتماعية وأمنية فحسب ولكن تلك التحديات بمساعي بعض القوى الإقليمية والدولية للقضاء على وحدة اليمن وسادتها الوطنية خصوصا في ظل وجود توجهات شاذة في مركز وأطراف العملية السياسية اليمنية مرتبطة مع قوى خارجية تحض على زرع الفتنة والتفرقة سيما في جنوب البلاد تحت دواع عديدة أبرزها أن في الثروات تتركز في الجنوب.
يأتي ذلك في ظل وجود توجهات شاذة في أطراف ومراكز العملية السياسية اليمنية ترتبط مع قوى خارجية تحض على زرع الفتنة والتفرقة سيما في جنوب البلاد.
فالقوى الدولية من مصلحتها بقاء اليمن في دائرة الصراع الداخلي والسير في طريق التشظي السياسي وكأن المعنى من دخول قوات أجنبية الى عدن هو من اجل عمل توازن في الصراع الداخلي على اعتبار أن هناك اطرافا دولية تدعم المليشيات المسلحة.. لذلك يتم تعزيز الجهود الرامية إلى تفكيك وحدة اليمن من الداخل استجابة لجملة تداعيات أبرزها بعض الدول المعروفة بعدائها لليمن كوطن موحد.
وهذا يتطلب لإخراج اليمن من أزمتها الراهنة بلورة جهد وطني يؤدي الى مصالحة داخلية بين كافة فرقاء العملية السياسية التي تريد يمنا موحدا يحمي ولا يهدد يصون ولا يبدد يكون عند مستوى آمال وتطلعات شعب عظيم لحضارة عظيمة لا يمكن أن يتفتت في جحيم ونيران التدخلات الخارجية السافرة في حق اليمن واليمنيين.
قد يعجبك ايضا