يعاني الملايين من اليمنيين صعوبة في الحصول على المياه الآمنة في ظل الصراع المستمر الذي ألقى بظلاله على أزمة المياه. ففي عدد من المحافظات يقف السكان في طوابير طويلة حاملين جراكن المياه على أمل الحصول على القليل من المياه النظيفة. وأثرت مشكلة شح المياه الآمنة على الوضع الصحي في البلد.
ومؤخراٍ تسبب النقص الحاد في مياه الشرب النظيفة بازدياد مخاطر الإصابة بالإسهال والملاريا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض. وأظهرت تقارير ترصد الأمراض الوطنية إلى تضاعف حالات الإسهالات الدموية لدى الأطفال تحت سن الخامسة إضافة إلى زيادة في أمراض أخرى مثل الملاريا.
وتتزايد مشاكل ندرة المياه لتصبح أكثر تعقيداٍ في المناطق مثل عدن ولحج وأبين وتعز وصعدة وحجة.
واستجابة للاحتياجات الماسة للمياه زودت منظمة الصحة العالمية مستلزمات المياه ونقلها ومعدات النظافة إضافة لمئات الآلاف من أقراص الكلور الخاصة بتعقيم مياه الشرب للنازحين والمجتمع المضيف والمرافق الصحية في مختلف المحافظات المتضررة.
ويقول د. أحمد شادول ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: “لم تكن مهمة توفير خدمات المياه ومياه الشرب النظيفة بالمِهِمِة السهلة في ظل تعثر المواصلات العامة نتيجة لشح الوقود وصعوبة الوصول للمناطق التي تشهد اشتباكات على الأرض”.
ومنذ إبريل الماضي استمرت منظمة الصحة العالمية في توفير مستلزمات المياه في محافظات أبين وحجة والحديدة وصعدة والضالع وعدن وصنعاء وعمران بهدف الوقاية من الأمراض المختلفة الناجمة عن المياه الملوثة.
ففي محافظة الحديدة زودت المنظمة خزانات المياه وأكثر من 250000 قرص كلور لتعقيم مياه الشرب للنازحين إضافة لخدمات نقل المياه. وبسبب شح الوقود اضطر متطوعو منظمة الصحة العالمية إلى استخدام عربات الحمير كوسيلة مواصلات بديلة لنقل المياه النظيفة للمرافق الصحية ومناطق تواجد النازحين في الحديدة.
وفي صنعاء دعمت منظمة الصحة العالمية مئات الأسر من النازحين ممن تضررت منازلهم جراء القصف في منطقتي فج عطان ونقم وكذلك النازحين من صعدة عبر توفير خزانات المياه وخدمات نقل المياه وأدوات النظافة.
أما في الضالع التي تشهد اشتباكات عنيفة فقد تمكنت المنظمة من الوصول لمواقع النازحين والمجتمعات المضيفة البعيدة.. وما زالت المنظمة مستمرة في تقديم خدمات المياه لمئات الأسر من النازحين.
وفي عمران وفرت منظمة الصحة العالمية خزانات مياه وأدوات نظافة وخدمات نقل المياه للنازحين في 11 موقعاٍ للنازحين بمديرية خمر. كما عملت على ترميم دورات المياه للنازحين الذي فروا من محافظة صعدة والتي استقبلت هي الأخرى مئات الآلاف من أقراص الكلور لتعقيم المياه إضافة إلى جراكن المياه والمياه النظيفة وأدوات النظافة الشخصية في مديريتي مجز وساقين.
وفي محافظة حجة والتي ما تزال تشهد قصفاٍ مستمرا فقد وزعت المنظمة 20 خزان مياه في مديرية عبس لعدد 1100 أسرة من النازحين والأسر المضيفة وتم توصيل المياه إلى قسم الطوارئ وقسم الصحة الإنجابية والعيادات الخارجية والمختبر في مستشفى عبس الريفي. كما نقلت المنظمة المياه للمرافق الصحية في حيران وحرض إضافة إلى توفيرها أكثر من 400000 قرص كلور والمياه الآمنة للوحدات الصحية في منطقتي الربوع والهيجة إضافة إلى نقل المياه لمستشفى حرض العام ومركز غسيل الكلى بحرض بمعدل 40000 لتر أسبوعياٍ حتى آخر يونيو.
في عدن أيضاٍ وفرت منظمة الصحة العالمية خدمات نقل المياه والصرف الصحي وأدوات النظافة لمئات النازحين الذين يقطنون في مدارس مديرية البريقة محافظة عدن. وفي محافظة أبين قامت المنظمة بتوفير مياه الشرب الآمنة وخدمات نقل المياه وتوزيع حافظات المياه وأقراص الكلور للنازحين والمرافق الصحية في مديريتي خنفر وزنجبار.
وفي محافظة لحج تم تزويد مئات الأسر النازحة في مديرية تْبن محافظة لحج بالمياه وكذلك المرافق الصحية بمواد النظافة.
ويشير المهندس عبدالملك مفضل مسؤول الصحة البيئية في منظمة الصحة العالمية في اليمن: “بالرغم من التحديات الأمنية بذلت المنظمة وما تزال أقصى الجهود لتوصيل المياه الآمنة وأقراص الكلور وخزانات المياه للمناطق المتأثرة التي تعاني أيضاٍ من ارتفاع أسعار نقل المياه إلى جانب عدم الاستقرار الأمني”.
وأضاف مفضل: “تم التنسيق مع المتطوعين الذين تم تدريبهم سابقاٍ من قبل منظمة الصحة العالمية على طرق معالجة وتعقيم المياه خلال الطوارئ.. وحقيقة قدم هؤلاء جهوداٍ عظيمة في سبيل إيصال خدمات المياه إلى العديد من المناطق الخطرة”.
وعلى الصعيد العالمي هناك ما يقرب من 842000 حالة وفاة سنوياٍ معظمها من الدول النامية نتيجة لاستخدام المياه غير الآمنة وانعدام النظافة والصرف الصحي بما فيها 361000 حالة وفاة بين الأطفال ما دون الخامسة.
قد يعجبك ايضا