أسرة الخميسي بصعدة..نموذج لمئات الأسر التي شردها العدوان السعودي

تعيش مئات الأسر النازحة التي أجبرها العدوان السعودي وحلفائه على ترك منازلها أو ما تبقى من حطام تلك المنازل التي كانت مشيدة يوما وشموخها يطاول عنان السماء وضعا مأساويا إذ لا يفارق أذهانهم طيف أحبتهم الذين ارتكب العدوان السعودي الغاشم وحلفاؤه بهم ابشع الجرائم.

فحينا يتذكرونهم وحينا آخر يتذكرون تلك الغرف الصغيرة والمشيدة بالطين التي كانت تجمعهم في سعادة واطمئنان كيف حولها العدوان السعودي إلى ركام بدون أي مبرر .

مئات من الأسر فقدت منازلها ومئات أخر أجبرت على النزوح من المنازل خشية استهداف العدوان لها خصوصا بعدما رأوه يتعمد استهداف المنازل والبيوت مهما كانت بعيد عن خطوط التماس والمواجهة ولكل مديرية من مديريات محافظة صعدة حكاية ورواية مع عشرات الأسر التي اتخذت من الأودية والجبال والشعاب سكنا لها .

أسرة الخميسي من أهالي منطقة فلة الواقعة شمال غرب محافظة صعدة نموذج واحد من تلك الأسر التي تقضي اياما صعبة ومريرة خارج قراها ومدنها ومنازلها أسرة مكونة من أخوين (أحمد وعلي ) يملك كل واحد منها عدد من الأطفال اجبرهما العدوان السعودي الغاشم على ترك أطلال منزلهما الذي استهدفه في احد أيام شهر رمضان المبارك والتوجه صوب أحد أودية محافظة صعدة ليجعلوا من إحدى زواياه ملجئا لهم ولأطفالهم .

يتحدث أحمد ـ الأخ الأكبر ـ وبحرقة وألم عن بيتهم المكون من طابقين ويستطرد في الحديث حتى يصل إلى أمتعتهم التي دمرها العدوان داخل منزلهم وبعبارة مختصرة صور لنا المشهد قائلا : دمر العدوان كل ما نملك . إلا أنهما لا يزالان يبحثان بين ركام منزلهما علهما يجدان شيئا صالحا أو شبه صالح يستخدمانه لاستقامة ولو جزئية لحياتهما داخل زاوية ذلك الوادي الذي اتخذوه بيتا مؤقتا لهما في ظل استمرار العدوان السعودي الغاشم على أمل العودة إلى تلك الأطلال .

فيما يتحدث الأخ الأصغر عن المأساة وعن بضاعتهما التي كانت مصدر رزق عائلتهما والتي قال إن ثمنها ما يربوا على 13 مليون ريالا وانها دمرت بالكامل بين أنقاض منزلهما ولم يعد يجدوا منها شيئا صالحا .

أصداء كلمات الأخوين تتناقل هواءا في ذلك الوادي ( منزلهم المؤقت ) وأحجاره الصماء التي لو قدر لها النطق لما نطقت بغير الصمود والثبات الذي سطره أبناء الشعب اليمني عامة وأبناء محافظة صعدة خاصة في وجه العدوان السعودي الغاشم والوقح والذي بلغ حدا كبيرا في الإجرام والبشاعة .

ويأتي المشهد الأخير ـ وهو دائما مشهد الصمود والتضحية والثبات ـ ليرسمه أحمد ( الأخ الأكبر ) بقوله : هذا لن يثنينا ولن يخيفنا أبدا مهما دمروا وضربوا ونحن صامدون بإذن الله تعالى ونقول لآل سلول أنه لن يزيدنا هذا الدمار إلا قوة وعزم .

سبأ

قد يعجبك ايضا