التقى وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر امس رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في اليوم الثاني من زيارته للعراق بهدف تقييم الجهود المبذولة لمحاربة تنظيم داعش.
واجرى كارتر بعيد وصوله الى اربيل عاصمة الاقليم لقاء مع برزاتي بحضور مسؤولين عسكريين في حكومة الاقليم.
ومثلت التهديدات التي تعرضت لها اربيل اثر الهجوم الكاسح لتنظيم داعش احد الاسباب التي ذكرها الرئيس الامريكي باراك أوباما وراء اعلان الولايات المتحدة شن غارات جوية ضد التنظيم الارهابي منذ اغسطس 2014م.
وينفذ التحالف الدولي غارات جوية بشكل يومي ضد تنظيم “داعش” غالبا لدعم قوات البشمركة الكردية في حربها ضد المتطرفين.
وفي الوقت الذي عبر فيه مسؤولو وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) عن أسفهم لاخفاقات الجيش العراقي الذي انهار أمام تقدم تنظيم داعش في شمال العراق العام الماضي دأبوا دوما على امتداح الاكراد.
وتمكنت قوات البشمركة من اجبار مقاتلي التنظيم على التقهقر في شمال العراق ووسعوا من الحدود الرسمية لمنطقتهم شبه المستقلة وحصلوا على مساعدات عسكرية دولية وعززوا صورتهم في الخارج.
ووصل كارتر امس الاول في زيارة غير معلنه الى العراق هي الاولى منذ توليه منصبه في فبراير الماضي وتأتي في اطار جولته اقليمية شملت حتى الآن السعودية والاردن واسرائيل.
وفي تصريحاته للصحفيين قبل الزيارة قال كارتر: إن القوات الكردية هي “قوات برية قوية وناجحة”. وصرح بأنه يتطلع الى لقاء البرزاني وهو زعيم مخضرم لقوات حاربت النظام العراقي السابق عشرات السنين.
وفي شهادته امام الكونجرس في وقت سابق من الشهر قال كارتر: إن “الاكراد نموذج لما نبحث عنه.. قوات برية فعالة قادرة على الدفاع عن نفسها متماسكة يمكنها السيطرة على أراض والحفاظ عليها.”
واجرى الوزير الامريكي بعد وصوله الى بغداد لقاءات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ونظيره العراقي خالد العبيدي وعقد اجتماعا مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري شارك فيه سياسيون سنة ومسؤولون من محافظات ذات غالبية سنية ابرزهم محافظ الانبار صهيب الراوي وعدد من شيوخ العشائر في المحافظة.
واكد كارتر امس الاول “نحن مستعدون للقيام بالمزيد عندما وإذا ما طور ‘العراقيون’ قوات قادرة ومحفزة قادرة على استعادة الارض والحفاظ عليها”.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد كشفت امس الاول أن 3 آلاف عسكري ممن تولى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تدريبهم يشاركون للمرة الأولى في القتال الدائر بمحافظة الأنبار ضد تنظيم “داعش” لاستعادة مدينة الرمادي.
وقال المتحدث باسم الوزارة العقيد ستيفن الذي يرافق كارتر في زيارة الأخير إلى العراق: إن “نحو 3 آلاف من العسكريين العراقيين الذين دربهم وسلحهم التحالف يشاركون في العملية المتواصلة والهادفة لاسترداد الرمادي”.
وتتزامن زيارة الوزير الامريكي مع تنفيذ القوات العراقية بدعم من الحشد الشعبي الذي يمثل اغلبه من فصائل شيعية عمليات لاستعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها داعش في محافظة الانبار غرب العراق.
يشار الى ان كارتر كان قد زار قبل بغداد كلا من اسرائيل والاردن والسعودية لبحث الاوضاع في المنطقة والحرب ضد تنظيم “داعش” كما انه سيتوجه الى تركيا بعد زيارته الى اربيل.