* المواطنون في تلهف مسبق للبنزين وذلك بسبب الحاجة الماسة له في الاستهلاك أثناء إجازة عيد الفطر المبارك والخروج لمعايدة الأهل والأقارب, وأيضا للتنقل من مكان لآخر للتنزه في الحدائق والمتنزهات , ويعاني المواطنون من انعدام البنزين منذ أول أيام العيد في أزمة خانقة عكرت عليهم فرحة العيد , وفي الجانب الآخر اشتعلت المنافسة في السوق السوداء على بيع مادة البنزين وبأسعار متفاوتة وصلت لحد الـ 15 ألف ريال وأكثر لـ20 لتراٍ من البنزين وذلك لاحتجاز قوات العدوان السعوامريكي الناقلة البحرية (تشاو ناو) والتي تحمل كمية 54 ألف طن من مادة البنزين وقد تم الإفراج عنها يوم السبت الماضي وسيتم توزيعها على أمانة العاصمة وبقية المحافظات الأربعاء بحسب تصريح شركة النفط , المواطنون وسائقو التاكسي الأجرة يشتكون من انعدام مادة البنزين وكيف نغصت على البعض منهم فرحة العيد , هذا الاستطلاع يرصد حيثيات الأزمة وآراء المواطنين حولها :
* يرى عبدالله الوضاحي أن انعدام البنزين منذ بداية اجازة العيد نغص فرحة اليمنيين بالعيد مشيراٍ إلى أنه ينتظر دوره في محطة الوقود للتزود بالبنزين منذ أول يوم في العيد وكذلك هو الحال عند الكثير من المواطنين والذين أدى البعض منهم صلاة العيد في المحطات ومازالوا في طوابير طويلة منتظرين وصول البنزين على أحر من الجمر .
وأوضح عبدالله أنه لم يستطع معايدة أفراد أسرته وجميع أهلة في أول أيام العيد بسبب عدم وجود بنزين لتشغيل سيارته ليتنقل بسهولة من مكان لآخر لمعايدة أهله والذين يعيشون في أماكن بعيدة ومتفرقة الأمر الذي جعله يؤجل معايدة الكثير من الأهل إلى اليوم الثاني من أيام العيد وذلك عن طريق التنقل بالسيارات الأجرة وفوق الباصات وهذا _حسب رأيه_ مكلف جداٍ مقارنة باستخدام سيارته الخاصة وتكلف شراء فقط 20 لتراٍ من البنزين حيث وقد خسر الكثير المال في التنقل بسيارات الأجرة وذلك في حرصه على الذهاب وأطفاله إلى معايدة الأهل والأصدقاء والأقارب وكذلك إلى الحدائق لقضاء العيد , وقد أضطر إلى أن يقف في محطة الوقود لساعات طويلة في أول أيام العيد ولكن دون جدوى .
صعوبات
* وهناك من يعمل خلال العيد على سيارات الأجرة أو على الباصات , ولكن الصعوبات لابد منها خصوصاٍ وأن البنزين معدوم منذ أول أيام العيد, وفي الجانب الآخر تهافت الناس على ركوب سيارات الأجرة ولكن بالأسعار المعهودة مسبقاٍ وهذا ما يثير حفيظة الكثير من سائقي التاكسي خصوصا في ظل انعدام مادة البنزين وتواجدها بأسعار مرتفعة في الأسواق ,وهذا ما يؤكد عليه أحد سائقي التاكسي محمد فرج والذي يعمل منذ أول يوم في العيد على سيارته التاكسي ولكن على مضض , حيث يذكر أن كثيراٍ من المواطنين مازالوا مصرين على الأسعار السابقة لأجرة التاكسي ولم يلقوا بالاٍ لمسألة انعدام البنزين وهذا بدوره قلص فرصة العمل خلال إجازة العيد .
الملاذ الأخير
* ويضيف محمد: إن السوق السوداء هي ملاذهم الأخير لشراء البنزين ولكن الأسعار مرتفعة كما هو معهود عليه منذ السابق على الأسواق السوداء حيث يتم بيع الــ20 لتراٍ من البنزين بـ10 آلاف ريال وهناك من يبيعها بـ 15 ألف ريال وهكذا تتفاوت الأسعار من مكان لآخر على حسب رغبة البائع .
انفراج أزمة
* وأوضحت شركة النفط اليمنية أن أزمة البنزين فرجت وذلك بعد دخول الناقلة البحرية (تشاو ناو) والتي تحمل كمية 54 ألف طن بنزين مساء يوم السبت الماضي من غاطس قوات العدوان واتجهت نحو غاطس ميناء الحديدة والذي يبعد عن غاطس ميناء الحديدة في المياه الدولية حوالي 80 ميلاٍ بحرياٍ حوالي 100 كيلو متر ووصلت يوم الاثنين وتم نقلها عبر ناقلة أصغر (شيب تو شي) وذلك لأن الناقلة كبيرة ولم تستطع دخول ميناء الحديدة .
وأكد الناطق الرسمي باسم شركة النفط المهندس أنور العامري أنه سيتم وصولها أمانة العاصمة وبقية المحافظات الأربعاء ,وهناك أيضا الناقلة البحرية (بيريا) وتحمل كمية 35 ألف طن بنزين لا زالت عند قوات العدوان للتفتيش وهناك كميات أخرى تعاقدت معها الشركة ولازالت في انتظار وصولها في الأيام القادمة .
احصاءات
* وفقاٍ لوزارة المالية اليمنية فإن الإنفاق الفعلي على فاتورة المشتقات النفطية بلغ العام قبل الماضي ستة مليارات و81 مليون دولار منها أربعة مليارات و857 مليوناٍ قيمة المستورد في حين قدرت الحكومة السابقة حصتها من النفط في موازنة السنة قبل الماضية بـ 54 مليون برميل لكنها لم تتسلم سوى 42 مليون برميل , وقدرت الجهات الحكومية حصتها للعام الحالي بـ51 مليون برميل لكن الحصة الفعلية بحسب وزارة المالية تشير إلى أنها ربما لم تتجاوز 36 مليون برميل بسبب تفجير أنابيب النفط المستمر من قبل القاعدة والعدوان السعوامريكي, ويتكرر في اليمن مسلسل تفجير أنابيب النفط الذي يكبد الدولة مليارات الدولارات سنوياٍ.
وتصاعدت عمليات تخريب النفط اليمني منذ أزمة 2010م وبلغت الخسائر بعد تلك الأزمة لثلاث سنوات متتالية 4.750 مليارات دولار حسب الإحصاءات الرسمية.