ساركوزي ‘يستفز’ الجزائريين بتسويقه لسياسته الخارجية

من المتوقع أن تشهد العلاقة بين فرنسا والجزائر التي سجلت تقاربا منذ ثلاث سنوات اضطرابات جديدة في حال عودة الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي إلى قصر الاليزيه.حسما ذكرت الصحف الجزائرية أمس:
وتحت عنوان “السفيه الذي يجرؤ على الجزائر من ديار الأشقاء” نددت صحيفة الوطن بتصريحات أدلى بها ساركوزي الذي يتزعم اكبر أحزاب المعارضة الفرنسية إثناء زيارة إلى تونس أمس الأول معتبرة انه “هوى بمستوى السياسة في فرنسا إلى حضيض السوقية”.
وكان زعيم حزب الجمهوريين قد أعلن في العاصمة التونسية أن التونسيين محكومون بموقعهم الجغرافي بين الجزائر التي عانت من التطرف الإسلامي في التسعينات وليبيا التي تسودها حاليا الفوضى.
ورأت صحيفة الوطن أن هذا التصريح يعود إلى القول أن جوار الجزائر هو “لعنة” على التونسيين منتقدة هذا الكلام “الاستفزازي”.
ورأت صحيفة ليبرتيه ان ساركوزي “ارتكب خطأ وتبنى نبرة “اقرب إلى لغة السوقيين منها إلى كلام دبلوماسي”.
وتساءلت صحيفة لو كوتيديان دوران ان كان ينبغي “الاستياء” أو “تجاهل” الرئيس الفرنسي السابق الذي وصفته بأنه “معتاد على ارتكاب الهفوات المضبوطة والتصريحات النارية” وهو “لا يكن المودة للجزائر”.
كذلك نددت صحيفة الخبر بـ”النبرة الاستفزازية” التي اعتمدها ساركوزي واصفة تصريحاته بأنها “غريبة”.
ولم يصدر رد فعل رسمي في العاصمة الجزائرية على تصريحات ساركوزي الذي التقى في تونس الرئيس الباجي قائد السبسي غير انه تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي حيث توعد فرنسيون من أصل جزائري ب”معاقبته” في حال ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2017م.
ويعمل زعيم حزب الجمهوريين الذي يؤدي الزيارة الثانية له إلى المنطقة خلال شهر بعد زيارته إلى المغرب في يونيو على تسويق سياسته الخارجية في الضفة الجنوبية للمتوسط قبل عامين من موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا.
وتحاول القيادة الفرنسية الحالية تمتين العلاقة مع الجزائر والتعاون بشأن حفظ مكانة باريس في القارة الفرنسية وهو ما تجسد باتباع الرئيس الفرنسي سياسة حذرة تجاه السياسة الجزائرية.
وتتجنب باريس التطرق إلى موضوع خلافة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الحساس الذي باتت الصحافة والمعارضة تتناوله أكثر وأكثر.
والرئيس الجزائري البالغ 78 من العمر الذي أصيب بجلطة دماغية في 2013م اعيد انتخابه في 2014م وهو يعتزم البقاء على رأس البلاد حتى انتهاء ولايته في 2019م.
وقامت فرنسا بخطوات شعرت الجزائر بامتنان لها. وفي 20 ديسمبر 2012م خلال أول زيارة دولة اقر هولاند أمام البرلمان الجزائري بـ”المعاناة التي سببها الاستعمار الفرنسي”. وفي ابريل كرم وزير الدولة الفرنسي المكلف شؤون المحاربين القدامى الضحايا الجزائريين في مجزرة سطيف التي أوقعت آلاف القتلى قبل سبعين عاما.
وتصدر حوالي سبعة آلاف مؤسسة فرنسية بضائع إلى هذا البلد وتنشط 450 منها فيه كالمجموعات الكبرى على غرار الستوم ولافارج ودانون ورينو وأيضا شركات صغيرة ومتوسطة.

قد يعجبك ايضا