نعيش افراح العيد بصحبة الخوف والحزن على وطن حوله العدوان السعودي إلى أهداف حية لصواريخ طائراته وساحة للصراعات بين أبنائه في عدد من المناطق , وكما جرت عليه العادة كل عام مع الأعياد في أن نرصد انطباعات العيد وأحواله لدى عدد من الناس والأسر الذين يجدون في هذه الأيام متنفسا هاما للترويح عن النفس وإدخال البهجة والسرور لعائلاتهم خاصة الأطفال الذين يمثلون الشريحة الأبرز فرحة بهذه الأعياد .
فيا ترى هل اختلف العيد لهذا العام عن الأعوام السابقة بحكم الظروف الاستثنائية التي يعيشها البلد أم أن هذا العيد مر كسابقيه ¿¿
من خلال الموضوعات السابقة التي كنا نحرص فيها على الالتقاء بمواطنين من عدة محافظات (صنعاء تعز اب) نستطلع آراءهم حول العيد وأين يقضون أيامه باعتباره فرصة سانحة للسياحة , وكانت محافظتا عدن والحديدة تمثلان ابرز المزارات السياحية أيام الأعياد يقصدها الكثير من الناس بصحبة عائلاتهم وآخرون كانوا يفضلون زيارة أماكن سياحية قريبة من أماكن سكنهم وشريحة أخرى تفضل زيارة الحدائق والمتنزهات .
عدن قصة عشق وغرام
وبالنظر لهذا العام في ظل العدوان السعودي على اليمن الذي لم يتوقف منذ أكثر من أربعة أشهر حتى في العشر الأواخر المباركة من رمضان وأيام عيد الفطر المبارك بل على العكس من ذلك ازداد ضراوة وقسوة حتى انه اتخذ منحى آخر أكثر بشاعة وهو انزال قوات في عدن تزيد من شدة المواجهات في هذه المدينة التي كانت تستقبل مئات الآلاف من السياح والزوار خلال أيام الأعياد وتزدحم شواطئها ومنتزهاتها الجميلة والرائعة وفنادقها بالكثير من الزوار هاهي هذا العيد تستقبل غزاة قدموا لاحتلالها مدججين بالأسلحة والمعدات العسكرية لهدم وتشويه جمال هذه المدينة الفاتنة التي تربطها مع كافة اليمنيين روابط وثيقة من العشق والغرام , فالأخ حزام قائد طوس من صنعاء يشعر بالأسى والحزن لما يحدث في هذه المدينة وما استجد بها أول أيام العيد , وقال : هذا العيد مر علينا وكافة أفراد العائلة كسائر الأعياد من حيث الاستمتاع والفرح حاولنا ان نعيش أيامه بسعادة متناسين ما يمارس بحقنا من عدوان الا ان الفرحة كانت ناقصة بشكل ملحوظ خاصة لدى الأطفال وذلك لأننا واياهم لم نستطع زيارة عدن ونستمتع بما تمتلكه هذه المدينة من اسرار الجمال والبهاء , وبالرغم من ان احد الأصدقاء ممن يزور عدن خلال العيد حول هذه المرة الى الحديدة وحاول اقناعي ان ازور الحديدة الا أنني آثرت ان لا اخرج خارج صنعاء وعندما تواصلت معه وهو في الحديدة وجدته مستمتعا جدا ولم يصادف أية مشاكل أو مضايقات .
حدائق مزدحمة
الأخ عبدالمعين عبدالله أحمد بن علي وهو من مديرية ذي السفال القريبة جدا من محافظة تعز مع انها تتبع إداريا محافظة اب كان عبدالمعين متعودا خلال العيد ان يأخذ كامل أسرته إلى حدائق تعز في منطقة الحوبان حيث توجد حديقة الحيوان وحدائق أخرى للالعاب ولكنه هذا العام لم يصطحب اسرته بكاملها فقط بعضا من أطفاله لزيارة الحديقة متحديا بذلك الحرب التي تشن على اليمن .
وقال : ما فوجئت به أثناء وصولي إلى الحديقة تواجد الناس والأسر في الحديقة بأعداد كبيرة سواء من محافظة تعز أو الأماكن القريبة منها مدينة القاعدة وحتى من ذي السفال . ويقاطعه ابن عمه يحيى محمد احمد بالقول: لو كانت المشتقات النفطية متوفرة لما تراجعنا عن زيارة الحديقة التي تبعد عنا عشرات الكيلومترات كما هي العادة ولكن منذ العام الماضي لم نزر الحديقة مع الأطفال , مضيفاٍ ان الحوبان منطقة آمنة ليس فيها مواجهات والمواجهات تتركز في بعض الأحياء داخل مدينة تعز اما طائرات العدوان السعودي فلا تخيفنا .
ضراوة القصف
حدائق صنعاء استقبلت زوارها الذين لم يرغمهم العدوان على هجرها أيام العيد بل ازدحمت حدائق صنعاء بزوارها برغم ضرواة القصف منذ اليوم الأول من عيد الفطر المبارك وهذا يجسد حجم التحدي والشجاعة اللتين يتحلى بهما اليمنيون على اعتبار ان العاصمة صنعاء مدينة كل اليمنيين يسكنها مواطنون من كل انحاء اليمن.
الأخ عبدالرحمن غيلان يقول انه خرج الى الحديقة (السبعين) ولكنه وجدها مزدحمة جدا بالناس والعائلات حتى انه وجد صعوبة في إيجاد مكان يجلس فيه مع عائلته , اما الأخ سمير راجح من سكان صنعاء القديمة زار الحديقة مع أطفاله ليومين متتاليين استمتع فيها بوقته ولعب أطفاله وتناولوا طعام الغداء في رحاب الحديقة كما كانوا يعملون كل عام برغم تحليق الطائرات .
بيد ان ابن عمه سامي خليل اثر ان يغادر بأهله من صنعاء إلى قريته ويعيش أيام عيده في القرية على غير ما جرت عليه عادته سنويا حيث كان يقوم برحلة سياحية عيدية إلى مدينة الحديدة .الا انه استمتع كثيرا بصحبة واحدة من أكثر المناطق اليمنية سياحة أنها قرية الهجرة التاريخية تلك الحصن المنيع والجميل الموجود في منطقة حراز .
زيارة الأرحام
لم ينس اليمنيون في ظروفهم الحالكة التي يعيشونها والحصار الخانق الذي فرض عليهم وأدى إلى ارتفاع الأسعار ومع هذا لم يترك اليمنيون تلك الأخلاق النبيلة التي تربوا عليها خلال الأعياد والمتمثلة بزيارتهم لأرحامهم ومعايدتهم والسفر إليهم ان كانوا يعيشون في أماكن ومحافظات أخرى .